إيران تنفي وجود "علاقة سرية" مع إسرائيل ودوريات لسفنها الحربية بمدخل "باب المندب"
نفت إيران الجمعة، صحة التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخراً، عن وجود "علاقة سرية" بين طهران وتل أبيب، في الوقت الذي كشفت فيه الجمهورية الإسلامية عن قيام سفنها الحربية بدوريات عند مضيق "باب المندب"، بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
النفي الإيراني لم يصدر من طهران كما جرت العادة، وإنما جاء هذه المرة عبر "مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة"، بعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ذكر فيها أن بلاده لا تمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ووصف المكتب تقريراً لصحيفة "اليوم السابع" القاهرية، بعنوان "تل أبيب وطهران.. أعداء في العلن أصدقاء في الخفاء"، بأنه "أكاذيب مفضوحة"، مشيراً إلى أن التقرير احتوى "تصريحات مزيفة" منسوبة للوزير ظريف، وكذلك "اتهامات ومزاعم واهية وكاذبة، بوجود علاقات بين إيران والكيان الإسرائيلي."
وشدد المكتب، التابع للخارجية الإيرانية، على أن "الموقف الصريح والمبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الطبيعة اللا مشروعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والدعم الشامل للقضية الفلسطينية، والقدس الشريف، واضح وبين للجميع، خاصةً للرأي العام والنخب في العالمين العربي والإسلامي."
وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن "وسائل الإعلام الصهيونية لها الكثير من سوابق فبركة الأكاذيب، ببث مزاعم وادعاءات كاذبة ووهمية، ونسبها إلى البعض"، كما نقل عن الوزير ظريف تأكيده أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتحاور أبداً من الكيان الإسرائيلي."
في الغضون، كشف قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، عن قيام سفينتين حربيتين إيرانيتين بدوريات بالقرب من مضيق "باب المندب"، على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بعد تقارير عن قيام سفن حربية أمريكية بإجبار السفن الإيرانية على الابتعاد عن السواحل اليمنية.
وقال المسؤول الإيراني، في تصريحات للصحفيين على هامش مراسم "يوم المعلم"، مساء الخميس، إن "تواجد المجموعة البحرية الإيرانية الـ34 في خليج عدن، يأتي في إطار القوانين الدولية، وتوفير الأمن للسفن التجارية الإيرانية، في مواجهة قرصنة البحر"، بحسب الوكالة الرسمية.
ونفى سياري الأنباء عن قيام سفن حربية أجنبية بتوجيه تحذيرات لمجموعة السفن الإيرانية، أو أن تكون الأخيرة قد غادرت المنطقة على خلفية تلك التحذيرات، وقال: "إننا متواجدون الآن في خليج عدن.. وتقوم المدمرة (البرز) والفرقاطة اللوجستية (بوشهر) بعمل الدورية في مدخل مضيق باب المندب."
وبينما ذكر أن السفن الحربية الإيرانية لا تدخل المياه الإقليمية للدول الأخرى، وفقاً للقوانين الدولية، فقد لفت إلى أن تلك السفن المتواجدة في خليج عدن حالياً، ستستمر في مهمتها لغاية 22 يونيو/ حزيران القادم، ومن ثم ستعود إلى البلاد، ليتم إرسال المجموعة الـ25 بدلاً منها إلى نفس المنطقة.
وعن قيام البحرية الإيرانية باعتراض سفينة شحن تجارية ترفع علم "جزر المارشال"، عند مضيق "هرمز"، واقتيادها إلى ميناء "بندر عباس"، قال سياري إن تلك السفينة "تم توقيفها بقرار قضائي، في ضوء المخالفة التي ارتكبتها.. وعليها تسديد الغرامة المحددة لها، لحل مشكلتها."
يُذكر أن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" كان قد ذكر في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، أن سفن البحرية الأمريكية سترافق كل سفينة ترفع العلم الأمريكي عند مرورها بمضيق هرمز، في أعقاب قيام الحرس الثوري الإيراني باحتجاز السفينة التجارية.