بدء أعمال المؤتمر الدولي الثاني للحضارة النبطية في "يوتا" الأمريكية
بمشاركة عالمية واسعة من قبل أهم علماء وخبراء الآثار في العالم، وبحضور رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة، انطلقت أمس الأربعاء في ولاية "يوتا" الأمريكية أعمال المؤتمر الدولي الثاني للحضارة النبطية الذي يقام عبر تعاون مشترك بين الجامعة الأردنية وجامعة بريجهام يونغ الأمريكية.
انعقاد المؤتمر، يمثل، بحسب القائمين عليه، استجابة للرغبة الملكية السامية لأن يكون المؤتمر سفيرا متجولا يعقد مرة كل ثلاث سنوات في أحد بلدان العالم، بهدف تعريف العالم بوجه الأردن الحضاري ويحقق ما ترنو إليه الجامعة الأردنية لتصبح جامعة عالمية تصل برسالتها التربوية والأكاديمية والبحثية إلى المحافل الدولية جميعها.
الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأم أكد في كلمته لحفل افتتاح المؤتمر على اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الشخصي بآثار الأردن ودعمه المهم لهذا المؤتمر، وهو الذي رعى المؤتمر الأول الذي عقد العام 2012 في مدينة البتراء.
بدوره طلب رئيس جامعة بريجهام يونغ الدكتور يونج كايفن ورثن، وفي سياق ترحيبه بضيوف المؤتمر من الأردن ومن عديد الدول الأخرى، نَقْل محبته وأمنياته الطيبة للأردن ولجلالة الملك عبد الله الثاني.
ورثن أوضح أن أمريكا والأردن يتعاونان، رغم تباعد المسافات، في تحقيق العديد من الأهداف العلمية والتربوية خصوصاً ما يتعلق بالتعاون في مجال الآثار.
الدكتور نبيل الخيري المقرر التنفيذي للمؤتمر أشار إلى أهمية تفعيل الاثفاقية الثقافية الموقعة عام 1989 بين الجامعة الأردنية وجامعة بريجهام يونج الأمريكية، معبراً، في سياق متصل، عن شكر الأردن وشكر الجامعة الأردنية لجامعة بريجهام يونج على حسن استضافة المؤتمر ورعايته.
ممثلاً عن المشاركين في المؤتمر، تحدث الدكتور لورنس جيراتي حول دور المؤتمر في توجيه الدراسات النبطية والبحوث ذات الشأن، نحو الاتجاه الصحيح في استيعاب الحضارة االنبطية ومنجزاتها الحضارية والعمرانية والاجتماعية والإنسانية.
جيراتي الرئيس السابق لجامعة لاسيرا الأمريكية روى في سياق كلمته قصة حدثت معه في العام 1976، عندما كان وفريق عمله يقومون بعمليات حفر وتنقيب في موقع حسبان الأثري الأردني، حيث لاحظوا هبوط طائرة مروحية، وإذا بجلالة المغفور له الملك حسين بن طلال وجلالة المغفور لها الملكة عالية الحسين يترجلان منها ويتجهان نحو الفريق للسؤال عن أحوالهم. يقول البروفيسور جيراتي: "في نهاية الحديث سأله جلالة الملك فيما إذا كان يحتاج لمساعدة فأجاب أنه وفريقه قد تقدموا منذ مدة بطلب للجهات الأردنية من أجل السماح لهم بالتقاط صور جوية للموقع، ولكن طلبهم لم يجب حتى هذه اللحظة، فإذا بجلالة الملك يسأله إن كانت آلة تصويرة جاهزة، وعندما أجاب بالإيجاب اصطحبه جلالة الملك معه وحلقا كليهما فوق المكان وقام بأخذ الصور اللازمة وعند الانتهاء من أخذ الصور لموقع حسبان، سأله جلالة الملك الراحل إن كان هناك موقع آخر يريد تصويره فأجاب نعم موقع الجلول فقال له جلالة الملك إنه لا يعرف أين يقع ولكن إن دللتني عليه فسآخذك إلى هناك، وهذا ما حدث".
المشاركون في المؤتمر المتواصل على الأيام الثلاثة المقبلة، وهم من الجامعة الأردنية وجامعة الحسين بن طلال وجامعة مانشيستر البريطانية وتورينتو الكندية وبريجهام يونج الأمريكية، قدموا في سياق أعمال اليوم الأول أوراقاً علمية مهمة تناولت آخر الدراسات في مجال الحضارة النبطية والسياحة في مدينة البتراء وعمليات الترميم الأثري والمعابد النبطية في مأدبا وآخر ما تم اكتشافة من آثار وكتابات تعود لتلك الحقبة التاريخية.
وبحسب الدكتور نبيل الخيري المقرر التنفيذي للمؤتمر، تناقش أوراق الأيام المقبلة نتائج الحفريات التي أجريت في المواقع النبطية عامة وفي مدينة البتراء الأثرية خاصة، وطبيعة العلاقات التجارية التي كانت تتميز بها الحضارة النبطية، والأديان السائدة آنذاك.
ومن المحاور المهمة أيضاً، بحسب الخيري، محور التبادل الحضاري الذي يربط ما بين الحضارة النبطية والحضارات الأخرى سواء في مجال النحت أوالعملة أوالكتابة، وكذا تسليط الضوء على الإعجاز المعماري الإبداعي لمدينة البتراء والتي تميزت بفن معماري فريد.