"الضغط العالي" يضغط حياة الفلسطينيين ويكرس تبعيتهم - صور
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ اسابيع العمل على تركيب ابراج التيار الكهربائي ذات الضغط العالي وذلك لبناء خط للضغط العالي الكهربائي حيث يمر فوق أراضي زراعية يعتاش منها الفلسطينيون.
في المقابل التهمت الابراج الكهربائية المزيد من الأراضي الزراعية في وقت لم يتم التنسيق فيه مع أصحاب الاراضي من قبل المجالس المحلية الفلسطينية المخولة من قبل وزارة الحكم المحلي على تحديد مواقع اقامة الابراج،وشق الطرق فيما تشارك شركة فلسطينية بعمليات الحفر لهذه الابراج بحراسة اسرائيلة وذلك كما أفاد به عدنان الطويل صاحب احدى الاراضي التي تضررت جراء اقامة احد الابراج.
وتتخوف الأوساط الشعبية الفلسطينية من أن المشروع يهدف أيضا لمد خطوط كهرباء ذات الضغط العالي لربط مستوطنات شمال الضفة الغربية بشبكة الكهرباء الرئيسية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48.
وعلمت 'جراسا نيوز' من العاملين على تنفيذ المشروع أن سلطة الطاقة الفلسطينية اتفقت مع الجانب الاسرائيلي لتمديد مثل هذه الشبكات في مناطق مصنفة 'ج' حسب اتفاقية أوسلو الموقعة مع الجانب الفلسطيني عام 1993م'.فيما لم يعرف بعد ما اذا كان المشروع سيغذي المستوطنات الاسرائيلية الواقعة على امتداد الشبكة.
وسبق أن اعترض الاهالي والسكان الى مكاتب الارتباط المدني على مد هذه الشبكات في الأراضي الفلسطينية في محافظة قلقيلية، حيث تمر من قرى شرق قلقيلية مثل: فرعتا، إماتين وكفر لاقف وغيرها من القرى.
وتوجه اليوم الاحد عدد من أصحاب الأراضي المتضررة الى اراضيهم مؤكدين ان أضرارا كبيرة لحقت بهم بسبب الشبكات الضخمة، إضافة لما ذه الابراج الضخمة من أضرار صحية ناجمة عن مرور هذه الخطوط فوق أراضيهم.
ويخشى أصحاب الاراضي في ان تعمد الشركة الاسرائيلية لشق طريق يربط بين مستوطنة 'جلعاد زوهر' ومستوطنة ارائيل مستغلة الموقع وما يهدد اراضيهم الزراعية،ويكرس تواجد المستوطنين في المنطقة التي تعاني من الاستيطان والمصادرة.
وتبلغ مساحة الأراضي الضائعة لصالح شبكة الضغط العالي الاسرائيلي الالاف من الدونمات الزراعية ( 40 م )ارتداد من كل جهة مقابلة للبرج الواحد فيما يبلغ تصل عدد هذه الابراج الى المئات حيث تبتلع اراضي المزارعين ببلدتي اماتين وفرعتا بمحافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية.
ويؤثر خط الضغط العالي على جميع مناحي حياة الفلسطينيين، وخاصة انه يقع بالقرب من مساكنهم وعلى أراضيهم الزراعية، حيث سيقيد حركة المواطنين في المواقع المزروعة فيها أبراج الضغط العالي.
ووفقا للمعاينة الميدانية التي أجرتها'جراسا نيوز' فإن الخط العابر دمر أجزاءً إضافية من أراضي المواطنين الزراعية وخاصة بعد أن التهم مساحات واسعة منها، حيث جرّف الاحتلال مئات الدونمات الزراعية لزرع الأبراج كما انه قام بتجريف مساحات إضافية لإنشاء طرق لتسير عليها الآليات لتوصيل المعدات والأسلاك للموقع على حساب أراضي المواطنين.
بينما ستحرم أبراج الضغط العالي المواطنين من الوصول إلى أراضيهم القريبة منه خوفاً من الالتماسات الكهربائية وخاصة في فصل الشتاء، وبهذا ستصبح الأراضي الزراعية بوراً.وهذا يضاف الى ما يعانيه الاهالي اصلا من المستوطنين الذين اقاموا بؤرسة استيطانية اطلقوا عليها 'جلعاد' وتقع على شارع شبكة الضغط العالي.
الى ذلك ستقيد أبراج الضغط العالي والأسلاك الممتدة فوق أراضي الفلسطينيين مئات الأسر الفلسطينية من البناء والتمدد العمراني، حيث سيحرم الفلسطينيين من بناء مساكن ذات ادوار متعددة في المستقبل البعيد.
فيما سيمنع هذا المخطط البناء الفلسطيني من التمدد على عمق 40 متراً في كل اتجاه من اتجاهات الأبراج.
ويحسب الدراسات الطبية المنشورة فإن الأمواج الصادرة عن هذه الأبراج ستؤثر على صحة المواطنين وخاصة أنها مقامة بالقرب من عدد من مساكن الفلسطينيين، وهذه الأمواج تعتبر مسرطنة للإنسان. وبهذا سيضر بصحة آلاف السكان من هذه الأبراج، فعلى سبيل المثال يقرب نحو هذه الأبراج نحو 1000 نسمة في بلدة فرعتا .
وكان مركز أبحاث الأراضي في الضفة الغربية قد ادان في وقت سابق سياسة الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر كل شيء لصالح المستعمر اليهودي على حساب أراضي ومساكن الفلسطينيين وعلى حساب تقييد التوسع العمراني والحضاري لكل ما هو فلسطيني، في وقت ناشد فيه الجهات المعنية والمسؤولين في العالم وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي إلى التحرك السريع والفوري للضغط على حكومة الاحتلال بالكف عن سياستها ضد الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية.
ومن المعروف ان القطاع الكهربائي يشكل نقطة الضعف المركزية للاقتصاد الفلسطيني، بسبب التبعية الكاملة لقطاع الطاقة الاسرائيلي، حيث ان نحو 88% من استهلاك الفلسطيني للكهرباء يأتي من الشركة الاسرائيلية.في وقت تحاول فيه سلطة الطاقة الفلسطينية البحث عن البديل من خلال مشاريع الربط الكهربائي التي تدرسها الحكومة مع الاردن من جهة ومصر من جهة أخرى الى جانب العمل على تطوير استخدام الطاقة المتجددة وبشكل خاص الطاقة الشمسة ما يعطي فرصة للاستغناء عن الكهرباء الاسرائيلية،ويعطي الأمل للفلسطينيين للتخلص من التبعية الاقتصادية للاحتلال.