مناطق نفوذ أطراف النزاع في سوريا
بعد إعلان مصادر حكومية سورية الأحد، أن وحدات من الجيش، أحكمت سيطرتها على مناطق عدة في ريف الحسكة، إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة، اختلفت خريطة النفوذ والسيطرة السياسية والعسكرية لسوريا، والجبهات المشتعلة تسفر عمليا عن تغيرات مستمرة في الخريطة.
وتتقاسم الجغرافيا السورية أربع قوى رئيسية تسيطر عسكريا على أجزاء من البلاد، هي الجيش الحكومي السوري، وكتائب المعارضة المسلحة، وتنظيم الدولة، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وتتركز سيطرة القوات الحكومية على محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين المطلتين على البحر المتوسط، ومحافظة السويداء الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية، ومعظم أحياء مدينة دمشق العاصمة، ومدن حماة وإدلب، وبعض الأحياء بمدينتي حمص وحلب.
في حين تسيطر كتائب الثوار والمعارضة المسلحة، وبينها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، على معظم البلدات والمدن الواقعة في محافظات حلب كما أعلن جيش الفتح التابع للمعارضة أخيرا سيطرته على معظم محافظة إدلب في الشمال حيث لم يتبق للنظام سوى قريتي كفريا والفوعة المواليتين بالإضافة إلى مطار أبو الظهور العسكري.
وفي الجنوب تسيطر المعارضة على أجزاء كبيرة من محافظتي درعا والقنيطرة، وفي المنطقة الوسطى تبسط المعارضة نفوذها على معظم بلدات الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حمص بالإضافة إلى عدة بعض مناطق النفوذ في ريف محافظة حماة.
وفي المنطقة الساحلية الغربية تسيطر المعارضة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان شمال اللاذقية قرب الحدود مع تركيا، كما تسيطر المعارضة على معظم أنحاء ريف دمشق.
وتسيطر القوات الكردية، التي يطلق عليها "وحدات حماية الشعب"، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، على ثلاث مناطق منفصلة شمالي البلاد بمحاذاة الحدود التركية، وهي شمال محافظة الحسكة، لا سيما مدينة القامشلي، ومنطقة عين العرب "كوباني"، شمال شرقي محافظة حلب، ومنطقة عفرين شمال غرب المحافظة ذاتها.
أما تنظيم الدولة، فيفرض سيطرته على معظم محافظة دير الزور شرفي البلاد، ومحافظة الرقة في الشمال الشرقي وأجزاء من محافظة الحسكة، وتعد مدينة الرقة معقله الأساسي وأول مدينة تسقط تحت سيطرته، كما يفرض سيطرته على أجزاء من ريف حلب الشرقي، بما فيها مدينة منبج.
وكما هو ملاحظ من الخريطة أعلاه أن مناطق نفوذ القوات الحكومية أصبح ينحسر شيئا فشيئا، مقابل انتشار كبير لمسلحي داعش في الشمال والوسط، أما المعارضة المسلحة فمناطقها متوزعة على الأطراف، فيما ترتبط مناطق الأكراد بالحدود التركية من جهة الشرق وأقصى الغرب.
يذكر أن العديد من محاور القتال والجبهات المشتعلة تسفر عملياً عن تغيرات مستمرة، ما يفقد أي خريطة ترصد الوضع القائم دقتها مع الوقت.