النظام السوري يقضي بإعدام القاسم وكيلو والقرضاوي والعرعور
أصدر القضاء السوري التابع لنظام الرئيس بشار الأسد، سلسلة من أحكام الإعدام بحق شخصيات معارضة بتهم التورط في أعمال إرهابية ومساندة المجموعات الإرهابية في سوريا، التي تعيش منذ ربيع عام 2011 نزاعاً دامياً خلّف أكثر من 230 ألف قتيل، وشرد الملايين في الداخل والخارج.
وكان في طليعة من صدرت بحقهم أحكام بالإعدام الإعلامي السوري البارز فيصل القاسم، الذي يقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» على قناة «الجزيرة» القطرية، والذي عرف بمواقفه المؤيدة للمعارضة السورية بشقيها السياسي والمسلح، إضافة إلى المفكر ميشيل كيلو والنائب المنشق محمد حبش ورجل الدين المقيم في السعودية عدنان العرعور، ورئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» المصري الأصل – القطري الجنسية الشيخ يوسف القرضاوي.
وبحسب ما أورد موقع «سيريا ستيبس» الإلكتروني المؤيد للنظام، فإن أحكام الإعدام صدرت بحق القاسم وكيلو وحبش والعرعور والقرضاوي «بعد أن ثبت تورطهم بإدارة منظمات إرهابية في سوريا والقيام بإعطاء الأوامر والتعليمات لتلك المنظمات للقيام بشتى أنواع القتل والتنكيل ودعم ضرب بنية الأمة من خلال بث التفرقة عبر رسائل التحريض والاقتتال الطائفي باستخدام منابر القنوات الفضائية المغرضة لتحقيق أغراضهم العدوانية».
ونقل الموقع مقتطفات من حيثيات الحكم الصادر من محكمة قضايا الإرهاب، والذي جاء فيه أنه «ثبت إقدام كل من المحكومين بالإعدام والمذكورين من خلال ظهورهم على قنوات الفتنة والمغرضة على حض السوريين للاقتتال الطائفي بينهم ودعوتهم للتسلح، حيث تم ذلك من خلال قيام بعض السوريين بتنفيذ تلك الاعتداءات التي ثبتت من خلال الأدلة التي قدمتها هيئة العمليات في الجيش العربي السوري، الأمر الذي يشكل بحقهم جناية الفتنة بين السوريين عملاً بأحكام المادة 298 من قانون العقوبات العام».
كما ثبت قيام المتهمين المذكورين، وفق نص الحكم، بـ»إرسال مبالغ مالية ومواد غذائية وأسلحة حربية إلى المجموعات الإرهابية في سوريا، الأمر الذي يشكل بحقهم جناية تمويل الأعمال الإرهابية عملاً بأحكام المادة 4 من القانون رقم 19 لعام 2012 بالإضافة إلى ثبوت قيامهم أيضاً بالاشتراك مع المجموعات الإرهابية المسلحة من خلال إبرازهم إلى حيز الوجود العناصر التي تؤلف جرم القيام بالأعمال الإرهابية ومن خلال تدميرهم البنية التحتية والأساسية للدولة السورية ومنشآتها المدنية والعسكرية، الأمر الذي يشكل بحقهم جناية القيام بأعمال إرهابية عملاً بأحكام الفقرة الأولى من المادة 7 من القانون 19 لعام 2012».
واعتبر الحكم أن المتهمين «قاموا من خلال قنوات الفتنة بالترويج للأعمال الإرهابية والقيام بها الأمر الذي يشكل بحقهم جناية الترويج للأعمال الإرهابية عملاً بأحكام المادة 8 من القانون رقم 19، كما ثبت قيامهم بتهديد الحكومة السورية للقيام بأعمال معينة والامتناع عن بعض الأعمال مما أدى إلى استشهاد بعض المواطنين السوريين وفق ما هو ثابت في الأدلة الواردة من هيئة العمليات في الجيش العربي السوري والذي يشير إلى ذلك في منطقة الراموسة وهنانو واستشهاد عدد من العسكريين والمواطنين، الأمر الذي يشكل بحقهم جناية تهديد الحكومة بعمل إرهابي نجم عنه وفاة أكثر من شخص عملاً بأحكام الفقرة 3 من المادة 6 من القانون 19 ذاته».
من جانبه علق الإعلامي فيصل القاسم على نبأ الحكم بإعدامه، على خلفية اتهامه بدعم الإرهاب، والعمل ضد الدولة السورية، وإثارة النعرات الطائفية، قائلا: «هزُلت».
وأضاف القاسم في أول رد فعل له على صفحته الرسمية بـ»فيسبوك»، «ما أصعب الثورات في بلاد الطوائف والقبائل والأعراق المختلفة».
وذكر الإعلامي في قناة «الجزيرة»، أنه في مصر وتونس ثار الشعب فسقط النظام بسرعة، لأن الشعب على قلب رجل واحد، ولا يوجد طوائف ومذاهب وأعراق وقبائل متناحرة، مضيفا: «أما في سوريا واليمن وليبيا والعراق، فطالت الثورات وساد الاقتتال الداخلي، لأن الشعوب في تلك البلدان ليست على قلب رجل واحد، بل إن الاحقاد فيما بينها لا تقل عن الاحقاد بينها وبين الأنظمة».
وواصل القاسم هجومه على النظام السوري، مؤكدًا أنه يُكرّس ويعمق الخلافات بين الطوائف والقبائل والأعراق كي لا تكون على قلب رجل واحد – بحسب قوله.
وأضاف في تدوينة أخرى «ما أصعب أن تكون في موقف عليك أن تختار فيه بين إبليس والشيطان، أو الفالج والسرطان، والأسوأ أن يقوم إبليس والشيطان بتوزيع شهادات حسن سلوك».