مقبرة مأدبا الجديدة: مكب للأنقاض ومرتع للحيوانات
تحولت المقبرة الإسلامية الجديدة بمحافظة مادبا والتي تبعد زهاء 5 كلم عن المدينة على طريق مادبا – نتل، بسبب قلة الاهتمام وعدم توفر الحراسة الدائمة إلى مكب للأنقاض ومرتع للحيوانات والكلاب الضالة، مشكلة مكرهة صحية وبيئية، وفق سكان بالمدينة.
ويطالب هؤلاء السكان الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بنظافة المقبرة، وتوفير الخدمات الأساسية لها، وتعيين مشرف لتحديد مواقع القبور لمنع عشوائية الدفن، والتي تنعكس سلبا على المساحة الكلية للمقبرة وتفقدها التنظيم.
ويقول المواطن سعيد الرواجيح، إن مقبرة مادبا القديمة أضحت لا تتسع لدفن المزيد من الموتى، ما دفع بالبلدية وقبل سنوات للبحث عن بديل، حيث تم اختيار قطعة أرض لتكون مقبرة بديلة وشراؤها آنذاك، إلا أن الاختيار للموقع وطبيعة الأرض لم يكن موفقا، مؤكدا أنه ورغم الاعتراضات والاحتجاجات إلا أنه تم تخصيص قطعة الارض كمقبرة جديدة.
وبين أن الأرض تقع في المنطقة الشرقية على حدود مدينة مادبا ومناطق لواء الجيزة التابعة لأراضي بلدية مادبا وغير مخدومة بالمواصلات، ما دفع بالكثير ممن لا يمتلكون وسيلة مواصلات إلى الامتناع عن مشاركة أقاربهم وأصدقائهم بتشييع الموتى، أو زيارة القبور لعدم تمكنهم من الوصول اليها.
وبين أن المقبرة تفتقر لأي مظلات تقي المشيعين والمعزين من المطر في الشتاء وأشعة الشمس بالصيف.
وقال عبدالله حسن "كنا نعتقد أن قطعة الأرض الجديدة ستفي بالغرض، بعد أن تعمل بلدية مادبا على إدخال التحسينات اللازمة عليها، وتوفير المتطلبات الضرورية واللازمة، وخاصة أن مساحتها تقدر بحوالي 50 دونماً، غير أن البلدية لم تعمل على ذلك، إذ إن الطريق الواصل إليها غير معبد، ما يضطر البعض لدفن موتاههم في أرضهم أو على قبر متوفى آخر في المقابر الأخرى المغلقة.
ودعا المواطن يونس الشخاترة إلى ضرورة الاطلاع على وضع المقبرة الإسلامية والتي هي ضمن اختصاص بلدية مادبا الكبرى، إذ إنها بلا أسوار وبلا حراسة وبلا خدمات، لافتا إلى أن المواطنين مايزالون يدفنون موتاهم بالمقبرة القديمة على بقايا الأموات الآخرين دون مراعاة لحرمة الموتى.
وقال الشخاترة، إن مقبرة مادبا الجديدة قد غدت بؤرة لتجمع الأنقاض ومكرهة صحية، داعيا الجهات ذات الاختصاص إلى تشكيل لجنة لدراسة أوضاع المقبرة الإسلامية، وتوفير حراسة دائمة للحد من الممارسات السيئة، ووقف عملية إلقاء الانقاض فيها.
بدوره، أكد مصدر من مديرية أوقاف مادبا أن المقبرة تعود ملكيتها لبلدية مادبا بموجب قانون البلديات رقم 29 لسنة 1955، والذي أعطاها الحق بالإشراف والحماية وإلغاء وبيع أو الشراء أو التبديل للأملاك، وكان النص صريحا وواضحا في قانون البلديات.
وقال إن المسؤولية تقع بكاملها على البلديات، ويأتي دور الأوقاف إذا ما أخلت البلديات بتنفيذ القانون بمخاطبتها لتصويب الوضع وهذا هو دورنا.من جانبه، أكد المكتب الإعلامي لبلدية مادبا الكبرى أن البلدية استملكت قطعة أرض تبلغ 25 دونماً لزيادة مساحة المقبرة، مشيراً إلى أن البلدية بدأت بتجهيز كافة متطلبات المقبرة وعملية الدفن والخدمات الضرورية كالمياه والكهرباء، وتوفير المظلات وترتيب عملية بناء القبور بشكل أكثر تنظيما.

















































