رسو أول باخرة عملاقة بميناء العقبة
رست على رصيف ميناء حاويات العقبة أول من أمس، أول باخرة حاويات عملاقة ((LA TRAVIATA قادمة من الموانئ الصينية وعلى متنها 8500 حاوية مكافئة.
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي إن هذا الحدث يعتبر فرصة كبيرة لإثبات حجم التطور والنمو الذي شهدته موانئ العقبة، وبشكل خاص ميناء الحاويات من حيث الخدمات والتسهيلات والبنية التحتية والكوادر المؤهلة، واستخدام أحدث التقنيات لإنجاز الخدمات المينائية بفاعلية ويسر ومواصلة تنفيذ برامج التطوير المستمر، لمواكبة المعايير والمقاييس العالمية خاصة في ظل نمو قطاع النقل والشحن البحري والتنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أن حدث بهذا الحجم يبرهن تميز الموانئ الأردنية وأهمية موقعها الاستراتيجي لخدمة الاستيراد والتصدير بين شطري العالم.
وبين الملقي أن ما يجري من تعاظم وتركيز إقليمي وعالمي على استخدام ميناء الحاويات في العقبة جاء بسبب السمعة الطيبة التي وصل إليها على المستوى العالمي، وهذا مبعث اعتزاز للأردن، مشددا أن السلطة كراع لمسيرة الاستثمار وما ينتج عنه من منافع ومكتسبات تنموية للوطن تحرص على تقديم كافة التسهيلات للمستثمرين، وتعظيم دورهم في تعزيز مكانة المملكة على خارطة التجارة العالمية، وأن السلطة ستقف بقوة مع جميع المستثمرين الجادين باعتبارهم شركاء حقيقيين في مسيرة البناء.
وأشار الملقي إلى أن هذا الإنجاز ما هو إلا امتداد للنجاحات المتتالية، وانعكاس للالتزام بأعلى معايير الجودة نحو تقديم أفضل الخدمات للتجار، مما جعل ميناء حاويات العقبة واحدا من أوائل وافضل الوجهات البحرية لاستقبال الناقلات العملاقة في المنطقة، لافتا إلى أن 70 % من التجارة الأردنية تأتي تجارتهم من خلال البحر، مما دعانا كحكومة ممثلة بسلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة بالتعاون مع القطاع الخاص الى مزيد من الاهتمام وبوتيرة متسارعة لإنجاز منظومة موانئ تلبي الطلب المتنامي والمتوقع مستقبلا على مختلف الاحتياجات لخدمات النقل والتزويد عبر البحر سواء السلع والبضائع أو الطاقة.
وأضاف الملقي أن التجارة العالمية تحولت اليوم لتنطلق من الشرق باتجاه الغرب وهذا يشكل حافزا لمشغلي السفن للعبور من قناة السويس التي اصبحت مؤهلة لاستقبال سفن عملاقة، مما يتيح لهم فرصة تفريغ حمولتهم في موانيء البحر الاحمر والعودة محملين بحاويات ممتلئة ببضائع وسلع للتصدير بدلا من عودتهم بالحاويات الفارغة فقط، كما كان يحدث سابقا وهذا ما يشير إليه ارتفاع حجم الصادرات عبر ميناء الحاويات من نحو 100 حاوية في اليوم الى ما يزيد على 250 حاوية يوميا وهذا الرقم يعطي قراءة دقيقة لمكانة موانئ العقبة.
وأضاف الملقي أن قرار ضم جمرك العقبة تحت مظلة سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة يشكل نقلة نوعية تستكمل فيه حلقة التناغم والانسجام بعمل جميع الأجهزة المعنية في سلسلة التزويد، والتعامل مع الواردات والصادرات عبر الموانئ الأردنية، مؤكداً أنه واعتبارا من نهاية الشهر الحالي سيتم توحيد إجراءات المعاينة للبضائع الواردة، والتي ينسب إليها التجار التسبب في تأخير التخليص على بضائعهم واخراجها من الميناء بحيث ستكون تحت مظلة سلطة المنطقة الخاصة مما ييسر عملها ويوفر على التاجر الجهد والوقت والمال، إضافة إلى أنه سيتم اعتماد النسبة العالمية في المعاينة بحيث لا تتجاوز 5 % في أحسن الأحوال.
من جانبه قال رئيس مجلس ادارة شركة الثقة للوكالات البحرية ((CMA CGM - Jordan المتخصصة بإدارة وتشغيل سفن الحاويات المهندس أحمد عرموش إن السفينة (CMA CGM LA TRAVIATA) التي انطلقت من ميناء شنغهاي في الصين تعتبر من أكبر السفن التي تأم ميناء الحاويات في هذا الوقت، وهي ترفع العلم الفرنسي وتملكها شركة CMA CGM الفرنسية (وتبلغ حمولتها 8500) حاوية/ 20 قدم مكافئة ويبلغ طولها 334 مترا وعرضها 43 متراً مدشنة بذلك اولى رحلاتها الاسبوعية التي ستنطلق من موانئ الصين ودول جنوب شرق آسيا وذلك ضمن خطة طموحة تأتي في سياق تأكيد اهتمام شركة GMA CGM لخدمة السوق الأردني بشكل متواصل.
واعتبر اقتصاديون وتجار أن وصول مثل هذه السفن لميناء العقبة يعتبر رافدا أساسيا للاقتصاد الأردني، لما فيه ايضا من تأثير على رضا العملاء لتلبية حجم الصادر والوارد وزيادة حجم المناولة في ميناء الحاويات بما يعود بالنفع على جميع الأطراف الداعمة للاقتصاد الأردني.