بالفيديو .. مجزرة صهريجية بسوريا اصطادت ودمرت 500 شاحنة لداعش واصبحت كأنها لم تكن
لا ندري إذا سبق للتاريخ أن دون في صفحاته عن تدمير لحق بمئات الناقلات للنفط المهرب، كالذي أحدثته غارات شنتها طائرات روسية وأميركية طوال يومين، وانتهى قصفها المتنوع القذائف بمجزرة نفطية لحقت بأرتال من صهاريج وشاحنات "الدولة الداعشية" ومنشآتها النفطية بسوريا، ولولا ظهور فيديو يؤكد التدمير الذي يرحب بتفاصيله كتاب "غينيس" للأرقام القياسية بالتأكيد، لربما تجاهلته وسائل إعلام عالمية.
أكثر من 500 شاحنة وصهريج، كانت تمر كما قوافل الإبل والجمال، محمّلة في بادية الشمال السوري بنفط خام لتكريره في العراق وبيعه من بعدها مهربا، فإذا بالقصف الجوي يصطادها ويأتي عليها ويدمرها، ويشعلها بنار نفط كانت تنقله، وفق ما نراه في القسم الأول من فيديو نادر، ووزعته وزارة الدفاع الروسية على صحافيين تحدث إليهم في موسكو أندريه كارتابولوف، رئيس إدارة العمليات بهيئة الأركان العامة الروسية، شارحا تفاصيل "سياسة جديدة" لاستهداف أكبر مصدر تمويل للتنظيم المتطرف.
ولم يتحدث في ما نقلته عنه الوكالات، إلا عن دور الطائرات الروسية فقط بتدمير صهاريج "داعش" الثلاثاء والأربعاء، شارحا أن هيئة الأركان بدأت سياسة "الصيد المفتوح" بشأنها، وعلى أثرها انطلقت طائرات حربية روسية لاصطياد الصهاريج الناقلة "مشتقات نفطية للإرهابيين" في سوريا.
كارتابولف، هو من ذكر أن 500 صهريج، كانت محملة بنفط "داعشي" متجه تهريبا من سوريا إلى العراق دمرت بالكامل، وأن 12 صاروخا مجنحا، أطلقتها طائراتTupolev Tu-160 الروسية الاستراتيجية على منشآت نفطية بمحافظتي إدلب وحلب، استهدفت بشكل خاص مستودعات النفط ومخازنه، وأفرغتها من كل "السائل الأسود" فيها، وهو ما نراه في القسم الثاني من الفيديو.
أكثر من 116 صهريجا دمرتها الطائرات الأميركية بيوم واحد
أما عن الدور الأميركي في "المجزرة الصهريجية" فجاء وسط تقديرات صدرت عن "البنتاغون" هذا الأسبوع، وأشارت بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية بعدد الجمعة، إلى أن النفط المهرب سيموّل "داعش" في 2015 بأكثر من 500 مليون دولار، أي بزياد 100 عن عائداته منه العام الماضي.
وقالت "التايمز" إن الطائرات الأميركية وحدها "دمرت في يوم واحد أكثر من 116 صهريجا لنقل النفط المهرب" مضيفة عن مسؤولين أميركيين أن الطائرات قام بتحذير سائقيها قبل تدميرها.
أيضا، ذكر كولونيل أميركي، اسمه ستيف وارن، أن الصهاريج التي قصفت الطائرات الأميركية أرتالها كانت متجمعة في بادية بالشرق السوري، تمهيدا لتسليم حمولاتها من النفط المهرب إلى ناشطين في "داعش" بالعراق.
ومع أن الطائرات أطلقت تحذيرات للسائقين، إلا أن مجموعات حقوقية تراقب غارات طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ذكرت أن 6 مدنيين قتلوا وألمت الجراح بعشرين في الغارة الأميركية، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن المدنيين القتلى هم من الناشطين بتهريب النفط.