لافروف يحذّر من حماقة جديدة في سوريا: سيناريو الرهان على حل عسكري بات واقعيا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بعض الدول لا تخفي نيتها المراهنة على الحلول العسكرية في سوريا، في حال فشل المفاوضات السلمية.
وقال لافروف في مقابلة مع صحيفة 'موسكوفسكي كومسوموليتس' نشرت الأربعاء 10 فبراير/شباط: 'يبدو أن هناك المراهنة على الحل العسكري، في حال فشل المفاوضات أو منع انطلاقها. وتؤكد ذلك بشكل علني بعض الدول التي تنطلق، كما أتفهم، من الكراهية الشخصية تجاه الرئيس السوري بشار الأسد'.
وأكد الوزير أنه يشاطر المستشرق الروسي البارز فيتالي نعومكين تقييمه، إذ اعتبر مؤخرا أن هناك 3 سيناريوهات لتطورات الأوضاع في سوريا، وهي: توصل الأطراف إلى حل وسط خلال المفاوضات في جنيف، أوإحراز الجيش السوري انتصارا عسكريا، أواندلاع حرب كبيرة بمشاركة عدد من الدول الأجنبية.
وأعاد لافروف في هذا الخصوص إلى الأذهان أن موسكو وواشنطن كانتا تصران دائما، كما أيدتهما في هذا الإصرار الدول الأوروبية، من أجل إدراج عبارة تقول إنه لا حل عسكريا للأزمة السورية بقرار دولي حول سوريا. لكن بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط رفضوا هذه الفكرة قطعيا.
وأضاف لافروف: 'أصبح هذا السيناريو (سيناريو المراهنة على الحل العسكري) واقعيا، ونحن نسمع الآن تصريحات عن خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا'.
واستطرد قائلا: 'لقد أعلنت السعودية أنها لا تستبعد الاعتماد على القوات التابعة للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي بادرت إلى تشكيله، في الحرب ضد 'داعش'. وأكدت بعض الدول الأخرى أنها مستعدة لدعم هذه الفكرة. وفي أثناء زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة إلى روسيا، ظهرت أنباء عن مشاركة المنامة في هذه الخطة. لكن الملك ووزير خارجيته خلال وجودهما في روسيا يوم الـ8 من فبراير/شباط نفيا هذه الأنباء وأكدا انعدام أي خطط في هذا الشأن لدى المملكة'.
وأكد الوزير في معرض تعليقه على تقييم المستشرق نعومكين، أن روسيا في تعاملها مع المسألة السورية، تراهن على الحل التفاوضي فقط.
إقامة 'مناطق تركية آمنة' في سوريا ستمثل انتهاكا فظا للقانون الدولي
وأكد لافروف أن موسكو قلقة للغاية من أنباء تتلقاها من وسائل الإعلام وعبر قنوات الاتصال المغلقة على حد سواء، حول نية الأتراك أو حتى مباشرتهم في استغلال جزء من الأراضي السورية بذريعة إقامة مخيمات هناك لإسكان النازحين السوريين وعدم السماح لهم بالعبور إلى الأراضي التركية.
وتابع: 'تواصل تركيا الأحاديث عن إقامة 'منطقة آمنة' خالية من 'داعش' في الأراضي السورية. وكما يفهم الجميع أن الحديث يدور عن مقطع الحدود الفاصلة بين الجيبين الكرديين اللذين تعتبر تركيا توحيد قواتهما أمرا غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لها، علما بأنه من شأن هذا الأمر أن يمنعها من إيصال الإمدادات إلى المسلحين في سوريا وتلقي توريدات البضائع المهربة من أيديهم'.
وأضاف الوزير أن هناك أنباء عن اتصالات سرية بين قادة 'داعش' والقيادة التركية، لبحث خيارات العمل المتاحة في الظروف الجديدة التي تشكلت بفضل الغارات الروسية الذي قطعت المسارات العادية لتهريب البضائع.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى روسيا، فقد بحث الأتراك مع الأعضاء الآخرين في حلف الناتو خططهم لإقامة 'مناطق خالية من داعش' داخل الأراضي السورية.
وشدد لافروف تعليقا على تلك الخطط: 'بلا شك سيمثل ذلك انتهاكا لكافة مبادئ القانون الدولي، كما أنه سيأتي بالمزيد من التصعيد'.
وفي الوقت نفسه شكك لافروف في احتمال وقوع تدخل عسكري تركي كامل النطاق في الأراضي السورية، موضحا أنه لا يمكن اعتبار الاستفزازات التركية المحدودة التي ترصدها روسيا عند الحدود السورية، استعدادا لمثل هذا التوغل.
وأردف قائلا: 'إنني لا أتوقع أن يسمح التحالف الدولي الذي يتزعمه الأمريكيون والذي تعد تركيا عضوا فيه، بتطبيق مثل هذه الخطط المتهورة'.
حادثة إسقاط 'سو-24' في سماء سوريا يعتبر تصادما مباشرا بين الجيشين الروسي والتركي
ووصف لافروف حادثة إسقاط قاذفة 'سو-24' الروسية في أجواء سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأنها تعتد تصادما مباشرا بين الجيشين الروسي والتركي.
وأكد أن موسكو لم تتلق حتى الآن أي اعتذار من الجانب التركي، الذي بدوره يطالب الروس بالاعتذار عن الانتهاك المزعوم للأجواء التركية من قبل القاذفة.
وشدد لافروف على أن روسيا أبدت في هذا الوضع الصعب الدرجة القصوى من ضبط النفس، لكنها اتخذت في الوقت نفسه كافة الإجراءات الوقائية الضرورية لضمان أمن العسكريين الروس في سوريا. وذكر بأنه تم نشر منظومة 'إس-400' ووسائل أخرى للدفاع الجوي في سوريا، مؤكدا أن هذه الأسلحة تضمن الأمن في جزء المجال الجوي السوري الذي يعمل فيه الطيارون الروس بنسبة 100%.
وذكر لافروف أيضا أنه قد التقى نظيره التركي مولود شاوش أوغلو وتحدث معه عبر الهاتف.
وأوضح أن تلك الاتصالات تركت لديه انطباعا بأن الكثيرين في تركيا يدركون أن الهجوم على القاذفة الروسية كان غير مقبول على الإطلاق، لاسيما لأنه من الواضح تماما أن الأمر باستهداف القاذفة صدر مسبقا، نظرا لاستحالة رصد وإسقاط طائرة حربية خلال 17 ثانية وهي مدة الانتهاك المزعوم للأجواء التركية والذي تتحدث عنه أنقرة.(روسيا اليوم).