إجراءات وقائية لإنجاح استضافة كأس العالم للشابات
هوا الأردن -
يستعدّ الأردن لاستضافة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة خلال الفترة من 30 أيلول وحتى 21 تشرين الأول المقبلين، في أضخم حدثٍ رياضي تشهده المملكة في تاريخها.
ويسعى الأردن لأن تحدث البطولة نقلة نوعية لكرة القدم المحلية بشكل عام والنسوية بشكل خاص، إذ أن استضافة هذه البطولة لأول مرة في المنطقة العربية من شأنه أن ينعكس بشكل مباشر على تطوير اللعبة.
ومع بدء العد التنازلي، يكبر التحدّي الذي تشكّله البطولة لكافة الجهات المعنية والأجهزة الأمنية في الأردن الذي سيكون محطّ أنظار العالم، كما تمثّل هذه الاستضافة في الوقت ذاته حدثًا فريدًا وإنجازًا وطنيًا ضخمًا، حيث تقدّم استضافة كأس العالم للدول -خاصة النامية منها- فائدةً كبيرة وإرثًا مستدامًا للرياضة المحلية، إلى جانب تأهيل كوادر بشرية بخبرات متميزة.
وجاء تشكيل اللجنة الأمنية لتكون ذراعًا أساسيًا يساهم في إنجاح البطولة، من خلال الوقوف على كافة القضايا المتعلّقة بأمن الملاعب والإجراءات الوقائية التي يجب أن تتخذ بهدف توفير الحماية الأمنية للبطولة وكل ما يرافقها من أحداث وفعاليات، وبما يشمل توفير كل عناصر الاهتمام والراحة المطلوبة للجماهير.
ولغايات الاستعداد لهذه البطولة وحرصًا على إنجاحها حسب تعليمات "الفيفا" والمعايير الدولية والضمانات الحكومية، قامت وزارة الداخلية بإسناد واجب التغطية الأمنية للبطولة إلى المديرية العامة لقوات الدرك وبتشاركية مع مديرية الأمن العام وباقي الأجهزة الأمنية الأخرى ذات العلاقة. وتقرّر تشكيل اللجنة الأمنية الرئيسية برئاسة المساعد للعمليات والتدريب في المديرية العامة لقوات الدرك العميد الركن وليد قشحه، وعضوية مندوبين من الأجهزة الأمنية والمعنية الأخرى، لإعداد خطة أمنية شاملة للبطولة في سبيل إنجاح هذا الحدث الكبير وبما يليق بسمعة المملكة الأردنية الهاشمية.
وقد تمّ وضع مهام لهذه اللجنة لتعمل قبل وخلال وبعد البطولة، وفق خطة عمل تشتمل على الإشراف على كافة النواحي الأمنية، وأبرزها وضع خطة أمن الطرق والمواصلات المرتبطة بالملاعب التي ستقام عليها البطولة سواء الرئيسية أو التدريبية، إلى جانب الفنادق وكافة المناطق المحيطة، بما يشمل تأمين المعايير الأمنية المطلوبة، علمًا أن الأردن يتميز بهذا الجانب من خلال وحدة أمن الملاعب في المديرية العامة لقوات الدرك المدرّبة على أعلى المستويات، حيث تعمل منذ سنوات في كافة المرافق الرياضية.
وفي هذا السياق، أشار المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة أن إنجاح استضافة الأردن لبطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة هي مسؤولية مشتركة لكافة القطاعات الحكومية والخاصة والأجهزة المعنية. وأكّد اللواء الحواتمة أن المديرية العامة لقوات الدرك شريك أساسي في هذه البطولة التي تقام للمرة الأولى في المنطقة العربية، حيث يتطلب منها توفير الحماية الأمنية المطلوبة كما جرت العادة في كافة البطولات والأحداث المحلية والإقليمية والعالمية.
وأضاف: "يمتلك جهاز الدرك خبرات محلية عملت لفترات طويلة في وحدة أمن الملاعب من خلال البطولات المحلية التي تقام على مستوى المملكة، وخلال الفترة الماضية قامت بوضع العديد من الخطط والإجراءات التي توفر الحماية الأمنية للرياضة الأردنية ومكوناتها من لاعبين وجماهير وملاعب، الأمر الذي جعلنا نضع في أولوياتنا ضرورة توفير كل ما يلزم لتجهيز عناصر بخبرات متقدمة تعمل وفق الأنظمة والقوانين، بهدف إظهار كافة الأحداث الرياضية بالصورة التي تليق بسمعة الأردن." من جهته قال المساعد للعمليات والتدريب في المديرية العامة لقوات الدرك رئيس اللجنة الأمنية العميد الركن وليد قشحه إن اللجنة تعمل على مدار الساعة، إذ تمّ وضع العديد من الإجراءات خلال الفترة الماضية تخلّلها دراسات على يد خبراء مختصّين بأمن الملاعب.
وأضاف قشحه: "البطولة هي تحدٍّ للجميع، ونسعى لأن تشكّل لنا كجهة أمنية خبرة إضافية في التعامل مع البطولات العالمية، مما ينعكس على كافة العناصر التي سيتم تدريبها لتخوض هذه التجربة الاستثنائية، خاصةً وأن العناصر الموجودة عملت ضمن وحدة أمن الملاعب ومدرّبة للتعامل مع الأحداث الرياضية بشكل عام، لكن ستعمل للمرة الأولى ضمن خطة أمنية بمعايير خاصة تناسب بطولة كأس العالم المدرجة تحت أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"." وأكّد العميد الركن وليد قشحة بأن اللجنة، وفي إطار الإجراءات المتخذة لإنجاح هذه البطولة، فإنها تسعى إلى تفعيل دور المرأة فيها من خلال إشراك العنصر النسائي ضمن قوات الدرك والدفاع المدني ومختلف الأجهزة الأمنية ذات العلاقة بأمن الملاعب وعلى جميع مستويات الخطة الأمنية الخاصة بالحدث.
وفي سياق متّصل، أكدت رولا الحمصي، مدير العمليات في اللجنة المنظمة المحلية، بأن اللجنة الأمنية تقوم باجتماعات دورية للوقوف على كافة التجهيزات الأمنية، والتي تتضمن جولات ميدانية على المرافق الخاصة بالبطولة إلى جانب وضع المخططات الخاصة بالطرق والمواصلات واعتماد طرق رئيسية وطرق بديلة لتسهيل حركة السير للفرق المشاركة والمواطنين على حد سواء، سعيًا نحو تقديم كل سبل الراحة وتسهيل إجراءات كافة المركبات التي تسير على الطرقات.
وتؤكد الحمصي أن الأجهزة الأمنية تبدي تعاوناً كبيراً للوقوف على كافة الإجراءات الوقائية، بما يعكس القدرة والكفاءة التي تتمتع بها هذه الأجهزة في الأردن، وبما سيعكس بالمحصّلة الوجه الحضاري للأردن في تنظيم البطولة.
وقد حرصت اللجنة على مراعاة تعليمات الاستخدام الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي طالبت بإزالة الحواجز المعدنية في الملاعب الرئيسية للبطولة بهدف رفع مستوى متعة المشاهدة للجماهير. وبالمقابل، سيتم تعزيز الملاعب بعناصر بشرية حول الملعب لتوفير الأمن والسلامة دون إعاقة الرؤية أو المشاهدة على الجماهير كما جرت العادة في كل البطولات العالمية، كما قامت اللجنة الأمنية بوضع العديد من الخطط الخاصة بإخلاء الملاعب كما هو متّبع في قوانين البطولات العالمية، والتي تتضمن توفير مخارج طوارئ وأنظمة إطفاء الحريق.
ويأمل الأردن إظهار الصورة المشرّفة للأجهزة الأمنية ولمستوى التعامل مع الأحداث العالمية، خاصة بعد أن استضاف الأردن العديد منها وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والرياضية، والتي عكست الخبرات الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية بشكل عام ووحدة أمن الملاعب بشكل خاص.
يذكر أن ملاعب الأردن ستستقبل أقوى 16 منتخباً على مستوى العالم للتنافس على لقب بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة ابتداءً من 30 أيلول 2016، على مدار 22 يوماً وضمن 32 مباراة، حيث من المتوقع أن تستقطب حوالي 150000 مشجّعٍ والملايين من المشاهدين من كافة أنحاء العالم. وستقام البطولة على أربعة ملاعب رئيسية قائمة حالياً في ثلاث مدن كبرى في المملكة، هي عمّان والزرقاء وإربد، إلى جانب 17 ملعباً تدريبياً للفرق المشاركة موزعة في كافة أنحاء المملكة، يتم العمل على إنشائها وتأهيلها لتبقى جزءاً من الإرث ما بعد اختتام فعاليات البطولة، حيث ستخدم الأندية الأردنية والمجتمعات المحلية عموماً، وتشكّل حافزاً لتشجيع أبنائها على ممارسة لعبة كرة القدم.