«زائر الفجر» يثير «ضجة بروتوكولية»
بسام بدارين
لا يمكن تحديد الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو للحرص على وصول العاصمة الأردنية فجر يوم الأحد وفي تمام الساعة الثالثة فجراً حصرياً إلا إذا كانت الأسباب تتعلق بالتقشف والحرص التركي على عدم استعمال طائرة خاصة والوصول مع بقية الركاب المعتادين في رحلة صباحية مبكرة جداً تصل من إسطنبول بالعادة.
المهم وصول أوغلو لعمان في الثالثة فجراً أنتج إرباكات متعددة وأثار تساؤلات عند من لا يعرفون بالبروتوكول حيث أصبحت الاستقبالات الرسمية تنظم في مقر الديوان الملكي او مقر رئاسة الحكومة وهو ما حظي به اوغلو بعد استقبال سريع وبائس سياسياً في المطار.
يبدو أن «زائر الفجر» التركي أربك معطيات البروتوكول الأردنية خصوصاً أن الزيارة مؤجلة فيما الضيف اصطحب معه زوجته مما أضفى طابعاً عائلياً وخاصاً على الزيارة ساهم في توسيع منسوب الحيرة البروتوكولية عند المتجادلين في الموضوع.
الوزير الوحيد «السهران» فيما يبدو والقادر على الصمود حتى ساعات الفجر كان وزير السياحة الأردني نايف الحميدي الذي كان وحده في إستقبال أوغلو وإلتقط معه صورة يتيمة على ارض مدرج المطار الثاني في العاصمة.
حسب مرافقي وزير السياحة في استقبال غاب عنه أركان الحكومة والدولة بدا الضيف التركي في حالة «نعاس» واضحة.
طبعا سارعت وسائط التواصل الإجتماعي وبعدها بعض وسائل الإعلام للتساؤل حول أسباب الإستقبال البائس سياسياً لرئيس وزراء تركيا خصوصاً وان وزير الخارجية ناصر جوده تغيب عن المشهد تماما ًهو الآخر بل كان يتهرب من الرد على الاتصالات التي ترده من جانب السفارة التركية وكأنه يريد ان بيتعد قدر الإمكان عن حيثيات هذه الزيارة.
حتى الترتيبات مع طاقم الديوان الملكي لترتيب لقاء بين الملك عبدالله الثاني وأوغلو كانت مرتكبة ومشوشة.
وزير السياحة وخلفه وزير الاتصال محمد مومني وجدا أنهما في صدارة التصدي لزيارة مثيرة في بعض تفصيلاتها للضيف التركي المهم فحاولا القيام بالواجب.
عموماً تنبه المومني للجدل المتعلق بطبيعة استقبال الرئيس التركي فتحدث عن طبيعة الزيارة وبرنامجها وعن استقبال رسمي منسجم مع هذه الطبيعة نافياً اي إشارة ذات بعد سياسي لوجود وزير السياحة حصرياً في استقبال الضيف التركي.
لافت جداً ان وسائل إعلام غربية من بينها «الغارديان» البريطانية سربت بالتوازي وليلة وصول أوغلو لعمان قصة التحذيرات الملكية الأردنية من دور تركيا أردوغان في إرسال إرهابيين لأوروبا.
هذه التسريبات أقلقت السفارة التركية في عمان والأردنية في أنقرة وهما تحاولان ترتيب زيارة اوغلو لكن الرد الأردني جاء واضحا عليها عبر التصريح المقتضب الصادر عن المومني الذي وصف فيه التسريبات بأنها «تفتقر للمهنية».
في جبهة خبراء الإختصاص تفتقر للمهنية مسألة لا تعني «تكذيب» الرواية بقدر ما تؤشر على إخراجها من سياقها لأن الملاحظات الأردنية ولاحقاً العربية على «الأداء التركي» بخصوص مواجهة الإرهاب ليست سراً ويعرفها الجميع.
غياب رئيس الحكومة عبدالله النسور عن استقبال اوغلو دفعه للتعويض بإقامة عشاء خاص في قاعة تتبع نادي الملك حسين في العاصمة عمان حرص خلاله النسور على وجود شخصيات وطنية مهمة ومثقفة خبيرة بالملف التركي او سبق ان درست او اقامت في تركيا.