أردوغان: لا يُقبل أن يدفع المسلمون فاتورة 11 سبتمبر
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، إنه من "غير المقبول" أن يدفع المسلمون فاتورة الآلام التي عانتها الولايات المتحدة بسبب بعض الإرهابيين في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، مؤكدا أن "الإرهاب لا دين له، ولا قومية، ولا عرق".
جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم افتتاح المجمع الإسلامي الأمريكي، في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة، حيث أعرب أردوغان عن تمنياته بأن يعود المجمع بالخير على جميع المسلمين.
وأضاف أردوغان أن العالم والولايات المتحدة يمران في مرحلة تشهد فيها الأحكام المسبقة وعدم التسامح مع المسلمين تصاعدا، مؤكدا أن الجمعيات الإسلامية والمسلمين في أمريكا يعملون على إزالة الأجواء السلبية التي سيطرت على البلاد عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تحارب الإرهاب منذ 35 عاما، مشيرا إلى أن ضحاياه خلال تلك المدة بلغت 40 ألف شخص، مضيفا أنه "رغم ذلك يرفض الغرب تسليمنا الإرهابيين الذين فروا من تركيا".
وتابع قائلا: "ورغم كل هذه الأحداث المحزنة، لا يزال أولئك الذين يتهمون المسلمين بالإرهاب يصولون ويجولون"، معربا عن "اندهاشه واستغرابه" من دفاع بعض المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عن تلك الآراء.
وأضاف: "في الوقت الذي يعمل فيه المسلمون على تحطيم تلك الأحكام المسبقة، تخرج مجموعات متطرفة تتحرك باسم الدين، وكأن خطابها ومواقفها تخدم الشرائح التي تعادي الإسلام"، مشيرا إلى أن تنظيمات "داعش"، و"القاعدة"، و"بوكو حرام"، و"حركة الشباب"، تتصدر تلك المجموعات.
بدوره، أشار رئيس الشؤون الدينية التركية، محمد غورماز، إلى أن أعمال بناء مشروع المجمع الإسلامي الأمريكي بدأت عام 2008، معربا عن سعادته لـ"إهداء الإنسانية جمعاء مركزا حضاريا، لا مسجدا فحسب".
وخاطب "غورماز" المسلمين في الغرب، قائلا: "لا يشعر أحد منكم بالذنب لارتكاب شبكات إجرامية، تبعد عنكم عشرات الآلاف من الكيلومترات، جريمة ما باسم الدين؛ لأننا جميعا ندرك أن تلك الجرائم لا تنبع من الدين الإسلامي المبين".
جدير بالذكر أن المجمع، الذي يحمل اسم "مركز الحضارة والثقافة التركي الإسلامي"، يضم مرافق ثقافية ودينية عديدة، أُنشئ وفقا للطراز المعماري العثماني في فترة القرن السادس عشر، ليكون المسجد الأول الذي تعتليه مئذنتان في الولايات المتحدة، وسيضم الدور السفلي من المجمع متحفا للآثار والتحف الإسلامية.
ويقوم المجمع على مساحة قدرها 1879 مترا مربعا، ويتسع لنحو ثلاثة آلاف مصلٍ، كما يحوي مكتبة إسلامية وقاعتين للاستقبال والمؤتمرات.