المحادثات السورية على المحك مع احتدام القتال
أصبحت محادثات السلام السورية على المحك اليوم الاثنين بينما واجهت المعارضة الرسمية ضغوطا من الفصائل المسلحة لاتخاذ موقف أشد صرامة في الوقت الذي شنت فيه هجوما جديدا على القوات الحكومية.
واستأنف دي ميستورا المحادثات غير المباشرة الأسبوع الماضي قائلا إنها ستتناول الانتقال السياسي في البلاد بينما يسعى لسبل لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات وقتل فيها أكثر من 250 ألف شخص.
لكن الوفد الحكومي سعى لصرف الاهتمام بعيدا عن تلك القضية بينما يشتد القتال في أنحاء البلاد مما يهدد اتفاق الهدنة وبالتالي تبدو المفاوضات في وضع هش أكثر من أي وقت مضى بعد بضعة أيام من بدء الجولة الجديدة.
وقال مصدران من الهيئة العليا للمفاوضات إن الهيئة طلبت من دي ميستورا تأجيل المحادثات حتى تكون الظروف ملائمة لاستئنافها.
وفي وقت سابق اليوم اتهمت جماعات معارضة سورية مسلحة مبعوث الأمم المتحدة بالانحياز للحكومة السورية ودعت المفاوضين إلى اتخاذ موقف حاسم من أنصاف الحلول التي يروج لها حلفاء النظام.
وأضافت أن التعهدات الدولية بتوصيل المساعدات ووقف قصف المناطق السكنية والإفراج عن السجناء لم تنفذ.
وردا على ما وصفوها بانتهاكات وقف إطلاق النار شن مقاتلو المعارضة اليوم الاثنين هجوما على القوات الحكومية في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط وحققوا مكاسب إلى الشرق في حماة بينما نفذت القوات الحكومية غارات جوية كثيفة في محافظة حمص إلى الجنوب.
وقال دبلوماسي غربي كبير "تريد المعارضة حقا أن ترى تحسنا على الأرض بينما هي في نفس الوقت ملتزمة بالتفاوض على انتقال سياسي لا يشمل (الرئيس بشار) الأسد. هذا ليس سهلا."
وألغى دي ميستورا جولة سابقة من المحادثات في فبراير شباط وسط تصاعد القتال لكن عدة مصادر قريبة من الجولة الحالية قالت إنها لا تتوقع أن تكون لديه رغبة في اتخاذ خطوة مماثلة مرة أخرى بعد اكتساب بعض من قوة الدفع خلال جولة من المحادثات السياسية استمرت عشرة أيام في مارس آذار.
واجتمع وفد الحكومة مع دي ميستورا اليوم الاثنين لكن رئيسه بشار الجعفري ركز على اتهام إسرائيل بالتعاون مع متشددي داعش والقاعدة في مرتفعات الجولان.
ورفض تلقي أسئلة لكنه قال إن وجود ممثل لجماعة أحرار الشام التي تعتبرها دمشق جماعة إرهابية يقوض المحادثات.
واكتفت الهيئة العليا للمفاوضات بإرسال ثلاثة من ممثليها بدلا من العدد المعتاد وهو نحو 15 للاجتماع مع دي ميستورا. ولم يكن كبير المفاوضين ورئيس الوفد بينهم.
وانزعجت المعارضة في مطلع الأسبوع بعد أن طرح دي ميستورا فكرة بقاء الأسد في السلطة رمزيا في مقابل ترشيح المعارضة لثلاثة نواب للرئيس السوري.
وقال دبلوماسي ثان "نقول لهم إنه يتعين ألا يسقطوا في فخ الحكومة لأنهم إذا انسحبوا فسيتحملون المسؤولية."
وقال مصدر مطلع على استراتيجية المعارضة إن الهيئة العليا للمفاوضات لن تنسحب من المحادثات تماما لكنها ستبحث عن "عرض للعودة يحفظ ماء الوجه." (رويترز)