الطيران السوري يغير على إدلب وحزب الله يقصف الزبداني
كثف الطيران السوري غاراته على مدن وبلدات محافظة إدلب حتى ساعات متأخرة من مساء أول من أمس، بينما دخلت فترة جديدة من الهدنة حيز التنفيذ في محافظة حلب عقب ساعات من توصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق جديد حول توسيع الهدنة في سورية لتشمل مدينة حلب وتحسين الأوضاع وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وكان جيش النظام السوري أعلن أول من أمس، تمديداً جديداً للتهدئة في مدينة حلب في شمال سورية لـ48 ساعة.
وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان إنه تم "تمديد نظام التهدئة بحلب وريفها 48 ساعة اعتباراً من الساعة الواحدة صباح يوم أمس الثلاثاء وحتى منتصف ليل اليوم الأربعاء".
وشهدت حلب تصعيدا عنيفا في القتال خلال الأسابيع الماضية، عصف باتفاق شمل عموم الأراضي السورية لوقف الأعمال القتالية، وأدى لتعليق مباحثات السلام في جنيف.
وفي محاولة لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية طبقت اتفاقات هدنة لمدد قصيرة في مدن معينة منذ 29 نيسان (أبريل) الماضي، كانت الأولى حول منطقة دمشق واللاذقية في شمال البلاد وبعد ذلك حلب.
ودخلت هدنة حلب حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، لكن دارت بعض المعارك بين المعارضة وقوات بشار الأسد.
ووقعت أسوأ أعمال العنف إلى الشمال الغربي من حلب حول بلدة خان طومان التي سيطرت عليها المعارضة يوم الجمعة الماضي في انتكاسة لقوات النظام وحلفائها من القوات الإيرانية التي تكبدت خسائر فادحة في القتال.
على صعيد متصل، أفادت مصادر بأن ميليشيا حزب الله قصفت مدينة الزبداني في ريف دمشق بقذائف المدفعية والصواريخ.
وبحسب ناشطين فإن القصف جاء انتقاما لقتلى إيران في خان طومان، فيما شنت طائرات حربية غارات على غوطة دمشق الشرقية.
وذكرت المصادر أن طائرات حربية نفذت 11 غارة على الأقل استهدفت 8 منها أطراف بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية و3 غارات استهدفت مناطق في مدينة دوما وأطرافها بغوطة دمشق الشرقية.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 10 أشخاص قتلوا في قصف للطيران الحكومي استهدف سوقا شعبية في مدينة بنش بريف إدلب شمالي سورية، فيما تقدمت قوات المعارضة المسلحة في مناطق بحلب ودرعا.
وأوضح المرصد أن 10 مدنيين قتلوا وجرح أكثر من 15 آخرين من جراء غارات جوية مكثفة شنها الطيران الحكومي على خان شيخون وريف جسر الشغور وبلدة سنجار ومتحف مدينة معرة النعمان.
وذكرت مصادر طبية في المدينة أن معظم الجرحى من النساء والأطفال.
وفي درعا، أعلنت فصائل المعارضة السورية إسقاط طائرة استطلاع للقوات الحكومية في المدينة، فيما استعادت المعارضة السيطرة على بلدة الطيحة، إضافة إلى مواقع ونقاط في المنطقة التي تلتقي فيها محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، والمعروفة باسم مثلث الموت.
وقال ناشطون سوريون إن فصائل المعارضة دمرت مستودع ذخيرة لتنظيم داعش بعد استهدافه بقذائف الهاون في بلدة كفر غان بريف حلب الشمالي.
ويأتي هذا الهجوم عقب تقدم فصائل المعارضة وسيطرتهم على بلدة براغيت في ريف حلب، إثر معارك مستمرة لقوات المعارضة مع داعش على جبهات عدة شمالي مدينة حلب.
أما في الريف الجنوبي لحلب، فاستمرت الاشتباكات بين المعارضة والقوات الحكومية، رغم إعلان الجيش السوري ووزارة الدفاع الروسية تمديد الهدنة ليومين إضافيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين القوات الحكومية السورية وحلفائها من جهة وقوات المعارضة من جهة أخرى بالقرب من حلب
ونفذت الطائرات الحربية ضربات جوية حول بلدة قريبة يسيطر عليها إسلاميون حيث قال الجيش السوري إن وقف إطلاق النار في حلب سيُمدد لمدة 48 ساعة اعتبارا من الساعات الأولى من يوم أمس الثلاثاء.
وقال المرصد السوري إن الطائرات الحربية قصفت بلدة خان طومان جنوب غرب حلب وأظهرت مقاطع فيديو نشرها الجيش السوري قصف مواقع وسيارات قوات المعارضة بالصواريخ والمدفعية.
وتسبب تصاعد إراقة الدماء والعنف في حلب -كبرى المدن السورية قبل الحرب- في انهيار هدنة جزئية استمرت عشرة أسابيع بوساطة واشنطن وموسكو وسمحت بإجراء محادثات سلام سورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
في الأثناء، أعلن مسؤول عسكري ايراني أمس ان المتشددين يحتفظون بجثث 12 من العسكريين الايرانيين الـ13 الذين قتلوا الاسبوع الماضي في منطقة حلب بسورية، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية الايرانية (ايسنا).
وقال حسين علي رضائي المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني في محافظة مازندران بشمال ايران ان "12 من جثث الشهداء الـ13 هي بايدي المجموعات التكفيرية".
واضاف انه "بعد تحرير المنطقة حيث تجري معارك، سيكون بوسعنا استعادة الجثث".
من جهة اخرى افاد النائب المحافظ اسماعيل كوسري ان مقاتلي الفصائل المسلحة في سورية "يحتجزون خمسة او ستة" عسكريين ايرانيين.
غير ان اي مسؤول عسكري او سياسي كبير لم يؤكد الخبر.
وقتل 13 "مستشارا عسكريا" ايرانيا من الحرس الثوري واصيب 21 اخرون بجروح الاسبوع الماضي في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، وجميعهم من محافظة مازندران.
ونددت طهران بسيطرة جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، على خان طومان، وتوعد المسؤولون الإيرانيون بـ"انتقام عظيم".
من جانبه اثنى الرئيس حسن روحاني على دور الحرس الثوري في المنطقة، في خطاب القاه أمس في كرمان (جنوب شرق).
وقال روحاني ان "الحرس الثوري اليوم لا يتحمل مسؤولية ضمان امن البلاد فقط الى جانب الجيش والشرطة والباسيج (ميليشيا تابعة للحرس الثوري)، بل كذلك امن البلدان التي تطلب مساعدتنا" من اجل "الدفاع عن مواقعنا المقدسة في العراق وسورية، والدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وافغانستان وفي اي مكان يطلب منا ذلك".
واشاد روحاني بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
وقال "اليوم حين ننظر إلى إيران وافغانستان والعراق وسورية وفلسطين، نرى آثار بسالة الجنرال سليماني وشجاعته".