300 قتيل بمعارك بين فصائل إسلامية في سورية
اجتمع وزير الخارجية الأميركي مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في مدينة جدة لبحث التطورات في سوريا قبيل اجتماع دولي بشأن الأزمة في فيينا يوم غد.
فيما، اوقعت معارك عنيفة مستمرة منذ حوالي 20 يوما نتيجة صراع على النفوذ بين الفصائل الاسلامية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق 300 قتيل على الاقل من المقاتلين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
وبحث الاثنان "أوجه التعاون بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
كما عقد كيري محادثات مع ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، شملت "مكافحة الإرهاب".
وفي اجتماع مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بحث كيري قضايا إقليمية "على رأسها التطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة السورية"، بحسب (واس).
وقال كيري في وقت سابق إنه يأمل أن تساعد المحادثات في السعودية على دعم الهدنة الهشة بين قوات الحكومة ومسلحي المعارضة في سوريا، وزيادة حجم المساعدات إلى المناطق المحاصرة في البلد.
وتأتي الولايات المتحدة والسعودية ضمن أبرز الدول الداعمة للمعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي يتلقى دعما من روسيا وإيران.
وبالرغم من هذا، يرى مراقبون أن الرياض تعتبر الدعم الأمريكي غير كاف وتخشى من احتمال تخلي واشنطن عن موقفهما المشترك الذي يقضي برحيل الأسد كجزء من أي اتفاق سياسي يتم التوصل إليه.
ويتوجه كيري إلى العاصمة النمساوية فيينا، حيث يشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في رئاسة اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا يوم غدا.
وتضم المجموعة جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى تركيا وإيران والصين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن هدف الاجتماع هو "ضمان إتاحة المساعدات الإنسانية في أنحاء البلد، والتعجيل بانتقال سياسي يتم التوصل إليه في سوريا".
واوضح بيان للخارجية الاميركية انه "في الشأن السوري، اطلع الوزير (الملك) على الوضع الميداني بعد اعادة تاكيد وقف الاعمال القتالية الاسبوع الماضي.
وفي الشأن اليمني، اشار البيان الى ان الطرفين بحثا "في الحاجة الى تثبيت وقف اعمال القتالية (...) والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة".
وبدأت في الكويت في 21 نيسان (ابريل)، مشاورات سلام بين المتمردين والحكومة المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية، سعيا للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عام.
وبحسب البيان، قدم كيري للملك سلمان ايضا موجزا عن الوضع في ليبيا.
وكان كيري وصل امس الى جدة حيث التقى نظيره عادل الجبير.
وافادت وكالة الانباء الرسمية ان الوزيرين بحثا في العلاقات الثنائية وبعض "القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة السورية".
اما اللقاء مع الامير محمد بن نايف، وهو ايضا وزير الداخلية، فتطرق الى "عدد من المجالات خاصة فيما يتعلق بمحاربة الارهاب".
وادى بن نايف في الاعوام الماضية دورا محوريا في محاربة السعودية لتنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات عدة في البلاد بين 2003 و2006.
وتشارك السعودية منذ صيف العام 2014 في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الذي تبنى عمليات في المملكة خلال الاشهر الماضية. ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وبات ذا نفوذ متزايد في دول اخرى خصوصا اليمن وليبيا.
وكان المتحدث باسم وزير الخارجية الاميركي جون كيربي اكد في وقت سابق هذا الاسبوع، ان كيري ونظيره الايطالي باولو جنتيلوني سيشاركان في ترؤس الاجتماع حول الازمة الليبية.
واوضح كيربي ان المشاركين سيبحثون "الدعم الدولي لحكومة الوفاق الوطني الجديدة مع التركيز على القضايا الامنية".
وتحاول حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي اعادة تنظيم القوات المسلحة التابعة للدولة والتي تفككت على مدى العامين الماضيين بعدما انقسمت بين سلطتين متنازعتين على الحكم في الغرب والشرق.
وبعد الاجتماع حول ليبيا، سيترأس كيري ولافروف اجتماعا لمجموعة الدعم الدولية لسوريا التي تضم 17 دولة.
واضاف كيربي ان الهدف هو "تامين وصول المساعدات الانسانية الى انحاء البلاد وتسريع انتقال سياسي متفاوض عليه في سوريا". وتعهدت موسكو وواشنطن مطلع الاسبوع "مضاعفة جهودهما" من اجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع السوري الذي ادى الى مقتل اكثر من 270 الف شخص منذ آذار (مارس) 2011.
وتترافق هذه المساعي مع جهود دبلوماسية لاعادة اطلاق عجلة المباحثات بين النظام والمعارضة، والتي انتهت جولتها الثالثة في جنيف نهاية نيسان (ابريل) في ظل عدم احراز تقدم ملموس.
وامس، رجحت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات السورية ان "يستمر زخم دعم عملية جنيف من خلال استئناف جلسات الحوار بعد فيينا مباشرة"، مرجحة ان يتم ذلك في 23 ايار (مايو).
ميدانيا، اوقعت معارك عنيفة مستمرة منذ حوالى 20 يوما نتيجة صراع على النفوذ بين الفصائل الاسلامية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق 300 قتيل على الاقل من المقاتلين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "قتل اكثر من 300 مقاتل خلال اشتباكات ناتجة عن صراع على النفوذ بين الفصائل الاسلامية في الغوطة الشرقية ومستمرة" منذ 28 نيسان (ابريل) الماضي.
وتدور معارك عنيفة بين فصيل "جيش الاسلام"، الاقوى في الغوطة الشرقية، من جهة وفصيل "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" وهو عبارة عن تحالف لفصائل اسلامية على رأسها جبهة النصرة، من جهة ثانية.
وقال عبد الرحمن ان غالبية القتلى الـ300 ينتمون الى "جيش الاسلام" وجبهة النصرة، كما قتل العشرات من فصيل "فيلق الرحمن".
وبحسب عبد الرحمن فان "الاشتباكات مستمرة برغم الوساطات التي تقدم بها اهالي الغوطة الشرقية والتظاهرات التي خرجت للمطالبة بوقف القتال".
واشار الى "استمرار التحريض من الشرعيين في جبهة النصرة على جيش الاسلام".
ومع استمرار الاشتباكات، تعمل الاطراف المتقاتلة على وضع سواتر ترابية وتثبيت نقاط تمركز في بلدات ومدن الغوطة الشرقية.
وبدأت الاشتباكات نهاية نيسان (ابريل) اثر هجمات عدة شنها فصيل "فيلق الرحمن" على مقرات "جيش الاسلام".
واستهدفت الهجمات مقرات "جيش الاسلام" في القطاع الاوسط للغوطة الذي يشمل مناطق عدة بينها سقبا وبيت سوى وجسرين وزملكا ومسرابا. واعتقل المهاجمون وقتها "اكثر من 400 مقاتل من جيش الاسلام وصادروا اسلحتهم".
وبحسب عبد الرحمن، اسفرت المعارك ايضا عن "مقتل عشرة مدنيين، بينهم طفلان وطبيب نسائي من القلائل في الغوطة الشرقية والوحيد المختص بمسائل العقم والإنجاب في المنطقة".
ووصف الهلال الاحمر السوري في دوما في بيان الطبيب نبيل الدعاس بانه "من أهم أعمدة الطب باختصاصه في الغوطة الشرقية".
ويحاصر الجيش السوري مناطق عدة في ريف دمشق منذ العام 2013. وابرز المناطق المحاصرة مدن وبلدات دوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية. وتسيطر فصائل مقاتلة غالبيتها اسلامية على هذه المناطق.