فتح طربيل الحدودي .. ضرورة ديمومة الأمن
بعد ايام من اعلان العراق تحرير مدينة الرطبة من قبضة داعش الارهابي ، يتكرر السؤال ،عن الموعد الذي يمكن ان يعاد فيه فتح معبر طريبيل الحدودي على الحدود العراقية الاردنية ؟
الاردن يرى في اعادة فتح المعبر مصلحة استراتيجية عليا لكلا البلدين ، فلعودة العمل فيه بشكل طبيعي ودائم دلالات كثيرة ليست فقط تجارية ولحركة المسافرين بل لابعد من ذلك من الناحية الاستراتيجية ، اذ ان عودة الاستقرار للعراق الشقيق وتحرير كل ذرة من ترابه من ايدي الارهابيين هدف استراتيجي حفاظا على العراق ووحدته وامنه واستقراره .
هذه هي المبدئيات والثوابت الاردنية ، وعليه فان الاردن البلد الشقيق للعراق والدولة الحدودية المجاورة وما الى ذلك من علاقات ثنائية واسعة وايضا العضو في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب ، دعم وايد عميلة تحرير الرطبة للاسباب السالفة الذكر كلها ولاجل تحقيق امن واستقرار العراق الشقيق وتخليصه من افة الارهاب وللحفاظ على المصالح الاردنية العراقية العليا المشتركة .
معركة الرطبة التي بداتها القوات العراقية المشتركة بدعم من التحالف الدولي ، واعلنت الحكومة العراقية تحريرها من ايدي ارهابيي داعش ، غاية في الاهمية من الناحية الاستراتيجية ، واذا ما كان الحديث متركزا في هذا المقام في شان « معبر طريبيل « لذا فان هذه الاهمية يتبعها بالضرورة «ديمومة « بسط الامن في هذه المنطقة الحيوية من غرب العراق والتاكد من انه لا امكانية لعودة الخطر لتهديد الطريق الدولي الذي يربط العراق بالاردن وبالتالي « التامين الدائم لمعبر طريبيل « الحدودي .
الحرص الاردني العراقي المشترك على اعادة فتح المعبر لا شك فيه ، اذ ان الخسائر كانت كبيرة على البلدين جراء الاغلاق القسري الذي جرى خلال المرحلة الماضية التي كان داعش الارهابي يسيطر على اجزاء واسعة من مناطق غرب العراق ، فقد توقف التبادل التجاري بين البلدين وسد منفذا أساسيا للصادرات الاردنية للسوق العراقي كما توقفت حركة النقل والسفر الى درجة الصفر تقريبا .
المسألة الجوهرية ما بعد معركة الرطبة ، هي ديمومة المكاسب الاستراتيجية منها ، واجراء الترتيبات كافة التي تضمن ذلك ، وبالتاكيد فان الحكومة العراقية عازمة بالتعاون مع التحالف الدولي ، على منع اي تحول في هذه المكاسب .
والحال في اغلبها مبشرة ، فان المتابعين لشأن المجريات يرون انه « لا بأس من التأني بعض الوقت « ، واجراء كل مايلزم لتحقيق الهدف الاسمى لكلا البلدين الشقيقين بان ينطلق المسافرون من بغداد الى الاردن ومن عمان الى العراق وكذلك قوافل الصادرات والتجارة عبر معبر طريبيل الحدودي وعلى طريق مداه اكثر من 700 كليومتر داخل الاراضي العراقية في بيئة امنة وبلا خوف او تردد .
بالتاكيد فان الحرص المشترك في الرغبة والارادة على اعادة فتح المعبر سيفعل قنوات الاتصال واللجان المعنية بهذا الشان ، فهذه النافذة الاستراتيجية ، ان عادت للعمل يجب ان تبقى عاملة وان لاتكون عرضة لاختبار التهديد مجددا .


















































