اشتباكات عنيفة بين "داعش" والفصائل المعارضة شمال حلب
تدور اشتباكات عنيفة منذ يوم أمس بين الفصائل المقاتلة وتنظيم "داعش" في مدينة مارع، ثاني ابرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بعد تمكن المتطرفين من قطع آخر طريق امداد إلى المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشط.
واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى "اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل المقاتلة و"داعش"" في شمال وشرق مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي.
وشن "داعش" فجر الجمعة هجوما مفاجئا في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ما اتاح له قطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة اعزاز، أكبر المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب.
ومن بين القرى التي سيطر عليها "داعش"، كلجبرين وكفر كلبين الواقعتين مباشرة على الطريق بين اعزاز ومارع.
وبحسب المرصد، فقد قتل في الهجوم على كلجبرين وحدها منذ يوم أمس "68 شخصا، بينهم 27 مدنيا و41 مقاتلا من الفصائل"، فيما قتل 15 عنصرا من "داعش".
واوضح الناشط المعارض ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية للأنباء مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود في اعزاز، لفرانس برس ان "داعش" "هاجم اليوم (امس) مارع من محاور عدة وتحديدا من الشرق والشمال، مستخدما الدبابات ومفخختين".
وتتواجد في مارع وفق الخطيب، فصائل مقاتلة واسلامية تضم اغلبيتها الساحقة مقاتلين من ابناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ خمسين ألف شخص قبل نزوحهم تدريجيا.
وما يزال نحو 13500 مدني محاصرين داخل مدينة مارع بعد هجوم المتطرفين فضلا عن ستة آلاف آخرين في كفرجبرين وكفر كلبين، وفق بيان لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية.
ونجحت حوالي "4600 عائلة"، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من الفرار من هجوم "داعش" وتقدمه في القرى المحيطة بمارع وتمكنت من الوصول إلى اعزاز والمنطقة الحدودية مع تركيا.
وبعد ساعات على هجوم التنظيم، ابدت منظمات حقوقية وإنسانية مخاوفها ازاء مصير عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في منطقة اعزاز قرب الحدود التركية المقفلة.
واعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف أول من أمس عن "قلقها البالغ ازاء محنة نحو 165 ألف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة اعزاز"، وقالت انهم "يواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والماء والسلامة".
واشارت في بيان الى انها "نبهت السلطات التركية على الفور حول التطورات في شمال سورية" داعية الى "حماية الحقوق الاساسية والسلامة الجسدية" لهؤلاء النازحين.
وتقفل تركيا حدودها أمام الفارين من المعارك شمال مدينة حلب منذ اشهر عدة رغم مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية انقرة فتح حدودها، ما ادى الى تجمع عشرات الآلاف في مخيمات عشوائية في منطقة اعزاز وسط ظروف معيشية صعبة.
وفي محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم في سورية، تواصل طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعما لهجوم بدأته قوات سورية الديمقراطية الثلاثاء الماضي، وفق المرصد.
وتقع خطوط المواجهات راهنا في مناطق زراعية تكاد تخلو من المدنيين، في وقت يمنع "داعش" سكان البلدات تحت سيطرته شمال مدينة الرقة من النزوح.
الى ذلك، طالب مسؤول بالأمم المتحدة الحكومة السورية وجماعات المعارضة يوم الجمعة بالتوقف عن التدخل في تسليم المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المحاصرين في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها.
وقال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة بمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة "استمرار استخدام الحصار والتجويع كسلاح في الحرب أمر يستحق اللوم."
وأضاف قائلا "استنادا إلى أحدث المعلومات تشير تقديراتنا الحالية إلى أن نحو 592700 شخص يعيشون في مناطق محاصرة" موضحا أن أغلبها تطوقها القوات الحكومية.
وقال أوبراين إن الحكومة وبدرجة أقل جماعات المعارضة التي تقاتل بعضها وتقاتل الحكومة تتدخل عمدا وتقيد تسليم المساعدات.
وشكا أوبراين من أن الأمم المتحدة طلبت إرسال قوافل مساعدات لخمسة وثلاثين منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها في سورية في أيار (مايو) ولكن الحكومة لم توافق إلا على الدخول بشكل كامل لأربعة عشر منطقة منها وعلى الدخول الجزئي لثماني مناطق أخرى.
وأضاف إن أطراف الصراع واصلت أيضا الاستيلاء على إمدادات طبية مهمة من قوافل المساعدات .
وقال "أخذ أدوية تنقذ الحياة وإمدادات طبية مثل أدوات الجراحة وأدوات الولادة ولوزام الطوارئ استمرت دون توقف مع أخذ إمدادات لما يقدر بنحو 150 ألف حالة علاج من القوافل منذ بداية العام."
وشكك بشار الجعفري سفير سورية لدى الأمم المتحدة في دقة ادعاءات أوبراين وأنحى باللوم في معظم أعمال العنف ضد المدنيين في سورية على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
وقال أوبراين للمجلس إنه متمسك بما أعلنه.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامانثا باور إن هذه الشكاوي من سورية ساخرة في ضوء أنها "حكومة تسحب حليب الأطفال من القوافل (بالإضافة إلى) البنج ومعدات الجراحة".