المصلون وحراس الأقصى يتصدّون لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد
اقتحم المستوطنون المتطرفون، أمس، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المصلين وحراس المسجد تصدوا لهم ومنعوا تقدمهم في باحاته.
ويسّرت قوات الاحتلال اقتحام المستوطنين للأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حراستها المشدّدة، ولكنهم جوبهوا بتدفق كبير ومتواصل للمصلين على المسجد الأقصى وانتشارهم في أرجائه منذ الساعات المبكرة من يوم أمس.
وكان آلاف المواطنين أدّوا صلاة فجر أمس برحاب المسجد الأقصى، فيما قدمت اللجان والمؤسسات الخيرية المتنوعة الوجبات الرمضانية للوافدين إلى المسجد، كما شهدت القدس القديمة وأسواقها التاريخية أجواء رمضانية، وحركة تجارية نشطة بفعل احتفالات المقدسيين بحلول شهر رمضان.
وصحب ذلك قيام فرق الانشاد المقدسية بعد ساعة الإفطار بتنظيم مسيرات احتفالية في البلدة القديمة، وإلقاء أناشيد خاصة بالشهر الفضيل وبالمسجد الاقصى، بمشاركة عدد كبير من أهالي البلدة ومن الوافدين اليها.
على صعيد متصل؛ قررت سلطات الاحتلال إقامة 82 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "رمات شلومو"، شمالي القدس المحتلة.
وأفادت الصحف الإسرائيلية، على مواقعها الإلكترونية أمس، بأن ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس" صادقت على خطة البناء، التي يعود مخططها إلى العام 2010، إلا أن "سلطات الاحتلال جمّدت إقامتها مؤقتا في ظل توتر العلاقة مع الولايات المتحدة حينها"، على حدّ مزاعمها.
وقالت تلك الصحف، نقلاً عن مسؤولين في اللجنة، إن لدى الأخيرة "العديد من المخططات الاستيطانية التي ستصادق عليها اللجنة، ولن يتم تجميدها أو تأجيلها"، وفق قولها.
من جانبها، رأت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "البناء الاستيطاني لن يستطيع احتلال وعي الفلسطينيين وتزوير هوية المدينة المقدسة".
وأشارت الوزارة الفلسطينية، في بيان لها، إلى أنه "بعد مرور أكثر من 48 عاما على احتلال وضم القدس، ما تزال السلطات الإسرائيلية كقوة إحتلال تُنفذ خطط وإجراءات عنصرية، تهدف إلى تعزيز سيطرتها على القدس الشرقية ودمجها".
وشددت على أن معركة تهويد القدس، "معركة خاسرة بكافة المعايير"، وفق البيان.
تزامن ذلك مع قيام قوات الاحتلال بشّن حملة اقتحامات لمدن وبلدات في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، شملت دهم منازل الفلسطينيين وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
وأفاد "المركز الفلسطيني للإعلام"، بأن "عدداً من البلدات الفلسطينية شهدت مواجهات "محدودة"، عقب اقتحامها من قبل آليات ومركبات الاحتلال، لا سيما قرى شمالي غرب رام الله".
وأقدمت قوات الاحتلال على اعتقال المواطنين من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم، بعد مداهمة منازل ذويهم وتفتيشها، بزعم أنهم "من المطلوبين بتهمة تنفيذ أنشطة مضادّة للاحتلال".
فيما اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الذين اقتحموا البلدة من مدخلها الشرقي وتمركزوا في منطقه سهلة عيد والمثلث، وسط إطلاق قنابل الغاز والصوت تجاه الشبان ومنازل المواطنين في محيط منطقة المسجد الأحمر والمنطقة الغربية.
وأضاف إن "قوات الاحتلال اقتحمت عدداً من قرى شمالي غرب مدينة رام الله، بعد تعرض مركبة إسرائيلية لإطلاق نار بالقرب من بلدة دير أبو مشعل، شمالي غرب رام الله".
وبالمثل؛ اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في دير أبو مشعل،عقب دهمها من قبل آليات الاحتلال بزعم البحث عن مطلقي النار على المركبة الإسرائيلية، تخللها مصادرة كاميرات المراقبة من المحال التجارية في البلدة.
وكان جيش الاحتلال أقام حاجزاً عسكرياً بالقرب من قريتي مسحة غربي سلفيت، شمال القدس المحتلة، وبديا جنوبي غرب المدينة، وسط احتجاز للمركبات والتدقيق في البطاقات الشخصية للمواطنين.
واقتحمت قوة إسرائيلية أمس بلدة قفين شمالي شرق طولكرم، وقام جنود الاحتلال بتصوير عدد من الأماكن داخل البلدة، قبل الانسحاب منها دون معرفة الأسباب.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد أوردت خبر تعرض مركبتين إسرائيليتين لإطلاق نار من قبل المقاومين الفلسطينيين، غربي مدينة رام الله وشمالي غرب المدينة، إلى جانب تعرض حافلة إسرائيلية للرشق بالحجارة عند شارع استيطاني جنوبي غرب المدينة.