خبراء اقتصاديون يتوقعون "اغراق" السوق المحلي بالبضائع البريطانية

 اتفق خبراء اقتصاديون على ان التأثير الأبرز لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي على السوق المحلي، سيقع مباشرة على مستويات مستوردات الاردن من البضائع البريطانية وبشكل ايجابي وبارتفاع ملموس، وذلك لتراجع سعر صرف الاسترليني مقابل الدينار الاردني.

ورجحوا في حديثهم ان يستمر هبوط سعر صرف "الاسترليني” مقابل الدينار الاردني خلال الايام المقبلة، الأمر الذي سيخفض اسعار البضائع البريطانية وتصبح بذلك فرصة جيدة للمستثمرين لاستقطابها للسوق المحلي.

الخبير الاقتصادي يوسف منصور اكد في حديثه  ان البضائع البريطانية ستصل الى الاسواق الاردنية نتيجة هبوط سعر الجنية الاسترليني، مشيراً إلى أن خروج بريطانيا من الإتحاد الإوروبي لن يؤثر على صادرات الاردن لبريطانيا بشكل ملموس، بكونها تقتصر على السماد والملابس في معظمها.

وأشار منصور إلى ان آلية الاستيراد من بريطانيا تعتمد بالمقام الأول على نوعية البضائع "رأسمالية” وصناعة نشيطة، موضحاً ان من الانعكاسات التي سيلمسها الأردني صعوبة السفر الى المملكة المتحدة، ونمو مباشر في سعر صرف الدينار مقابل عملات مرتبطة بالاقتصاد البريطاني.

واكد أن العديد من التداعيات الاقتصادية سيلمسها الاقتصاد الوطني، يجب ان تدرس بعناية – وفق رأيه-.

أما فيما يتعلق باتفاقيات التجارة الحرة، أشار الى ان تطبيق قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يحتاج الى سنتين على الاقل للخروج الكلي، مؤكدا انه من المتوقع ان تبقى بعض الاتفاقيات التي تعنى بالجمارك واخرى غيرها.

ويقول مدير غرفة صناعة الاْردن ماهر المحروق أن حجم التجارة مع بريطانيا ضعيف، متوقعاً أن يكون هنالك اغراق في السوق المحلي للبضائع البريطانية.

وبين المحروق أن نزول سعر الجنية الاسترليني لمستويات لم يصلها منذ 30 عاماً سينعكس على اسعار البضائع البريطانية، مُرجّحاً انجذاب السوق المحلي لها.

وتساءل عن مصير مفاوضات الاردن مع الاتحاد الاوروبي لمراجعة قواعد المنشأ في ضوء مؤتمر لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبين المحروق أن بريطانيا هي دولة ضامنة مع بعض الدول الاخرى من الدول المانحة التي تُقدّم منحاً للاردن، وخصوصاً بعد الاتفاق على تشغيل السوريين وتبسيط قواعد المنشأ، لتعزيز الصادرات الاردنية.

واضاف مدير غرفة صناعة الاْردن ان علمية التعامل التجاري مع بريطانيا ستصبح صعبة وذلك لاختلاف آلية التعامل والوقوع بحيرة، وسط تساؤلات يطرحها "هل ستُتبع قوانين منظمة التجارة العالمية ام شروط جديدة؟".

وبرغم مناقشة الحكومة في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لانعكاست خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، يؤكد المحروق ان كل ما تقدم يبقى في سياق المعطيات والمحاذير لانعكاسات خروج المملكة المتحدة، وضمن جملة من الاسئلة التي تحتاج إلى اجوبة من صانع القرار.

وفيما يتعلق بسعر صرف الدينار مقابل الجنية الاسترليني، قال رئيس جمعية الصرافين الاردنيين، علاء ديرانية، إن سعر صرف "الاسترليني انخفض بنسبة 8 % مقابل الدينار الاردني، عقب اجراء الاستفتاء على الانسحاب البريطاني من الاتحاد ليسجل 97 قرشاً تقريباً مقارنة بـ 105 قروش تقريباً حتى يوم الخميس الماضي".

وتوقّع ديرانية ان يستمر هبوط سعر الجنيه الاسترليني خلال الايام المقبلة، مشيراً إلى ان الساعات الست الاولى التي اعقبت قرار الانسحاب، ادت الى خسارة اسواق البورصة البريطاينة 175 ملياراً استرلينياً.

وفيما يتعلق بانعكاسات القرار على الاقتصاد الوطني تختلف وجهة نظر ديرانية مع الخبير الاقتصادي منصور وهو يقول، ان هبوط سعر الجنيه سيرفع من مستويات السياحة الاردنية الى بريطانيا بشكل مباشرة، مؤكدا ارتفاع المستوردات الاردنية من بريطانيا. 

وعلى صعيد تأثير القرار البريطاني على أسعار النفط عالمياً ومحلياً، يرى أمين سر نقابة محطات المحروقات المهندس هاشم عقل ان الاسعار في الاسواق العالمية انخفضت بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، بنسبة وصلت الى 8 % لكنها عاودت الارتفاع الا نيويورك والمانيا بقيت على خساراتها في الاسعار.

ورجّح عقل ان لا يستمر الهبوط في اسعار النفط الخام في الاسواق العالمية، وذلك لاسباب تكمن في 3 نقاط اساسية الأولى "لانقشاع التخمة النفطية التي سادت الاسواق في نهايات العام الماضي”، وثانيها "التوجه السعودي الى الاتفاق مع (اوبك) خلال اجتماعها العادي المقبل في ايلول المقبل بالجزائر” وثالث النقاط "الطلب العالمي المرتفع خاصةً من الصين والهند".

وكان مجلس الوزراء طلب في جلسة عقدها الاحد برئاسة رئيس الوزراء د.هاني الملقي، من نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة والتموين جواد العناني إعداد ورقة شاملة يقدمها للمجلس خلال الفترة المقبلة حول تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، والآثار المتوقعة لا سيما ان الأردن تربطه علاقات قوية مع بريطانيا سواء على الصعيد الثنائي او في اطار الاتحاد الأوروبي. 

ودعا في ضوء هذه التطورات للاسراع بالتوصل الى اتفاق بشأن تبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الأوروبي والتي تم الاتفاق عليها في مؤتمر لندن في شهر شباط (فبراير) الماضي في اقرب وقت ممكن الامر الذي من شأنه مساعدة الأردن على التصدير للسوق الأوروبي بشكل اكبر وجذب الاستثمارات الى الأردن وبما يسهم في زيادة النمو الاقتصادي وزيادة حجم الصادرات الأردنية. 

وطلب المجلس بحسب وكالة الانباء الاردنية "بترا” البحث مع بريطانيا لإيجاد طريقة لاستمرار العمل بالاتفاقيات التي تربطنا معها في اطار الاتحاد الأوروبي، حتى لو خرجت بريطانيا من الاتحاد وايجاد الاطار القانوني لديمومة هذه الاتفاقيات.

وذكرت التقارير العالمية ان "الاسترليني” هوى لأقل مستوى في 31 عاما أمام الدولار مع مراهنة مستثمرين على أن الاقتراع لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيدفع بنك انجلترا لخفض أسعار الفائدة.

وفي مواجهة الخسائر الحادة للأسهم وضبابية التوقعات الاقتصادية باع المستثمرون الجنيه الاسترليني واشتروا السندات الحكومية بحثا عن ملاذ آمن.

وفقد الاسترليني 3.5 في المئة من قيمته أمام العملة الأمريكية ونزل عن 1.32 دولار لأول مرة في 31 عاما كما نزل 2.5 في المئة مقابل اليورو.

يشار الى ان قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قد وصف على انه تاريخي حيث ان له تداعيات خطيرة للغاية وذلك علي السياسةالبريطانية والاوروبية عمومًا جاء ذلك بعد 43 عامًا كاملة من العضوية في الاتحاد.

وصوت 52 %من البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد، حسبما أظهرت نتائح الاستفتاء ، وذلك وفقًا لشبكة "بي بي سي".
كما كشفت وسائل إعلام بريطانية، إن نحو 16 مليون بريطاني صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء سبقته حملات مريرة هيمنت عليها قضايا الهجرة والاقتصاد.