تعديل فني على مسار الطريق الملوكي يعزل أحد أحياء الطفيلة
أثارت عملية تعديل فني لجزء من مسار الطريق الملوكي المار من بلدة عين البيضاء بالطفيلة استياء واحتجاج المواطنين وأصحاب محلات تجارية، لكونه يسهم في عزل أحد أحيائها عن الطريق بشكل نهائي.
وأشار مواطنون إلى أن عملية التعديل هي الثانية خلال مرحلة إعادة تأهيل الطريق السياحي والنافذ إلى محافظات أخرى بما يجعل انتقال المشاة من جانب إلى آخر غاية في الصعوبة والخطورة، حيث لا يوجد أي ممر أو جسر للمشاة يسهل في نقلهم بين جانبي الطريق.
وأشار المواطن عصام شاكر الذي يقطن بشكل مجاور للطريق أن وزارة الأشغال العامة قامت في وقت سابق برفع مناسيب الطمم إلى نحو مترين ونصف المتر، واحتج المجاورون من المواطنين على ذلك لكونها شكلت منطقة مرتفعة تعتلي منازلهم، وتسهم في تدفق مياه الأمطار عليها أثناء هطول الأمطار، وشكلت صعوبة في وصول المركبات إلى منازلهم، وطالبوا حينها بوقف العمل في ذلك الجزء من الطريق.
وبين شاكر أن الوزارة أوقفت العمل بعد كشف فني من قبل فريق متخصص في الطرق من مهندسي الوزارة الذين أكدوا وجود خطأ في تصميم جسم الطريق، خصوصا عند التقاطع مع قرية السلع على الطريق الرئيس الجاري تأهيله.
ونتيجة تقرير الفريق من وزارة الأشغال العامة تم إعادة وضع الدراسات للخطأ الفني والذي جاء بخطأ فني أكثر فداحة، حيث يلغي التصميم الأول، ويقوم على إيجاد جدار في وسط جسم الطريق بعرض 6.5 متر فقط لكل مسرب، بما ساهم في تضييق مسارب الطريق من جهة وإيجاد جدار فاصل بين المسربين بارتفاع يزيد على مترين ونصف المتر أيضا، ويعزل المسربين عن بعضهما البعض، علاوة على ما يتسبب به من عزل لحي بأكمله يعتلي الطريق ويضطر سكانه من المشاة إلى الدوران لأكثر من 500 متر للوصول إلى منازلهم.
وبين أن عملية التعديل الجديد للطريق تتطلب إيجاد ممر أو جسر للمشاة لينتقلوا من جانب لآخر بكل سهولة ودون وجود أي شكل من أشكال الخطورة، في ظل عزل الحي عن الشارع تماما بإيجاد جدار فاصل بين المسربين، إلى جانب معاناة سائقي المركبات أيضا في الوصول إلى مساكنهم في نفس الحي.
وقال عارف الصقور صاحب محل تجاري إن محله التجاري الذي يتعرض يوميا للغبار والأتربة وعمليات التأهيل التي تخلف ورائها أضرارا فادحة، بات بعيدا عن الزبائن الذين لا يمكنهم أيجاد موقف لمركباتهم.
وأكد الصقور أن خسائر مالية كبيرة لحقت بمحله نتيجة عمليات التأهيل الجارية على الطريق والتي ألحقت أضرارا بمحله والمحلات المجاورة، داعيا إلى إعادة النظر في عملية التعديل التي ينفذها المقاول.
وبين المواطن سفيان العمريين أن عملية التعديل ليست صحيحة، ولا تؤدي إلى حل مشكلة ارتفاع مناسيب الطريق وحل مشكلة تقاطع قرية السلع الناجمة عنها، فوفق التعديل فإنه سيتم رفع منسوب مسرب واحد ولإبقاء على المسرب الثاني في حدوده الدنيا من الارتفاع، بما يخلق فاصلا بين المسربين ويؤدي إلى قطع المحلات التجارية والمنازل في الحي المجاور عن الطريق الرئيس تماما.
وأشار العمريين إلى أهمية أن يكون تنفيذ الطريق يراعي احتياجات المواطنين، ويسهم في ايصالهم إلى منازلهم أو محلاتهم التجارية ولا يعطل الحركة التجارية في ذلك الجزء من الطريق، علاوة على أهمية أن لا يحدث التعديل أي خطورة مرورية مستقبلا ستظل تبعاتها السلبية دائمة.
من جانبه أكد مدير الأشغال العامة في محافظة الطفيلة المهندس حسام الكركي إلى أن عملية تأهيل الطريق الملوكي المار من بلدة عين البيضاء يهدف إلى التخلص من العديد من النقاط المرورية السوداء على طول مساره، علاوة على ضمان طريق عريض المسارب وتتوفر فيه السلاسة المرورية ودرء الأخطار.
وبين الكركي أن الطريق الجاري تنفيذه وبطول 7 كم بلغت كلفته نحو 5 ملايين دينار، لافتا إلى أن التأخر الذي طرأ على المشروع جاء نتيجة اعتراضات المواطنين على تقاطع في جزء منه يصل قرية السلع والمناطق المجاورة بالطريق الرئيس، حيث ظهرت مشكلة اعتلاء مسرب الطريق بواقع مترين نتيجة رفع مناسيب الطمم، والتي اعترض عليها المجاورون وتم الكشف عليه من قبل لجنة فنية من مهندسي وزارة الأشغال العامة.
وأضاف أن اللجنة ارتأت أن يتم تعديل ذلك الجزء الذي لا يتجاوز طوله 300 متر، من خلال رفع أحد المسارب وتهبيط المسرب الآخر، وإيجاد جدار فاصل بينهما حيث سيستخدم المسرب الهابط لإيجاد تقاطع لقرية السلع وبعض الأحياء التي تقع أسفل الطريق بدون عملية رفع المناسيب التي شكلت خطورة.
وبين أن عملية الاعتراض على مخططات هندسية للطرق يحول دون إنجاز المشروع في وقته، ويتسبب بتأخير العمل فيه، مؤكدا أن عملية انتقال المشاة إلى الجانب الآخر بعد عملية رفع مناسيب أحد المسارب لن تكون عملية معقدة، حيث توجد مواقع للدوران بالنسبة للمركبات، فيما المشاة يمكنهم الوصول إلى منازلهم بقطع الشارع من مناطق آمنة لا تبعد كثيرا ولا تتجاوز مسافتها 500 متر.


















































