نكسات متتالية لترامب قبل 3 أشهر من الانتخابات الأميركية
قدم مدير حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية بول مانافورت استقالته كما أعلن أمس فريق حملة دونالد ترامب الذي قرر استبعاده بعدما حامت حوله شبهات في قضية فساد في أوكرانيا.
وتأتي هذه الاستقالة بعد 48 ساعة على قرار ترامب تعديل فريق حملته الانتخابية، فيما يسجل تراجعا في استطلاعات الرأي أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وأيضا بالتزامن مع عرض أوكرانيا بالتفاصيل الدفعات المشبوهة الموجهة الى مانافورت.
وكان بول مانافورت احتفظ بلقبه كمدير للحملة رغم استبعاده عن الفريق وتعيين مسؤول جديد للحملة هو كيليان كوواي ومدير عام هو ستيف بانون.
وقال ترامب في بيان "هذا الصباح قدم بول مانافورت استقالته من الحملة وقبلتها. أنا ممتن جدا للعمل الممتاز الذي قام به لمساعدتنا للوصول إلى ما نحن عليه اليوم وخصوصا عمله في توجيهنا ضمن مسار المؤتمر والمندوبين"، مضيفا "بول شخص مهني جدا وأتمنى له المزيد من النجاح".
ونشرت السلطات الأوكرانية وثائق مفصلة عن دفعات مشبوهة بقيمة ملايين الدولارات قدمت إلى مدير حملة دونالد ترامب في الفترة التي كان يعمل فيها لدى مسؤولين سابقين موالين لروسيا في أوكرانيا.
ونشر المكتب الأوكراني لمكافحة الفساد وثيقة يظهر فيها اسم بول مانافورت، على أنه تسلم دفعات تبلغ قيمتها الاجمالية 12.7 مليون دولار بين عامي 2007 و2012 بدون التأكد فعليا من أنه تلقى هذه الأموال.
وكان مانافورت يعمل حينها مستشارا للعلاقات العامة لدى الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه الموالي لروسيا.
وجاء في بيان أصدره مكتب مكافحة الفساد "نؤكد أن ذكر اسم بول مانافورت على اللائحة لا يعني أنه تلقى هذه الأموال لأن التواقيع الظاهرة على قائمة المتلقين قد تكون لأشخاص آخرين".
واتهم النائب الأوكراني سيرغي ليشتشنكوامس مانافورت بأنه واصل الدفاع عن مصالح المسؤولين السابقين الموالين لروسيا المنضوين ضمن حزب "كتلة المعارضة" حتى بعد وصول مؤيدي الغرب الى السلطة في كييف.
وقال ليشتشنكو عضو الكتلة السياسية المؤيدة للرئيس الموالي للغرب بترو بوروشنكو إن "الاتصالات الأخيرة التي أجراها بول مانافورت مع كتلة المعارضة في تلك الفترة استمرت حتى 2015".
وأضاف أن "مانافورت جاء على سبيل المثال الى أوكرانيا عدة مرات السنة الماضية. والمرة الأخيرة كانت في تشرين الأول (أكتوبر) 2015".
وقال النائب إن مانافورت كان مستشارا لكتلة المعارضة طوال فترة حملة الانتخابات التشريعية التي جرت في 2014 ونال اثرها الحزب اقل من 10 بالمئة من الأصوات.
ونفى مانافورت (67 عاما) ان يكون قد تلقى أموالا بشكل غير مشروع عن عمله في أوكرانيا. وندد الاثنين باتهامات قال إنها "سخيفة ولا أساس لها من الصحة"، مؤكدا أنه لم يعمل أبدا لدى الحكومتين الروسية أو الاوكرانية.
واتهم النائب سيرغي ليشتشنكو أيضا الاعلامي الأميركي الشهير لاري كينغ أحد نجوم شبكة "سي ان ان" لفترة طويلة قبل أن يطلق برنامجها تحت إشراف محطة "ار تي" الروسية، بأنه تلقى دفعات سرية من جانب حزب المناطق أيضا.
وقال إن "لاري كينغ كان أحد الأشخاص الذين تلقوا المال من حسابات سرية لحزب المناطق". من جهتها كتبت صحيفة "اوكرانيسكا برافدا" الأوكرانية أن كينغ تقاضى 225 ألف دولار مقابل اجراء مقابلة عام 2012 مع رئيس الوزراء الاوكراني حينها ميكولا آزاروف.
وينفي أنصار ترامب أن يكون مرشحهم الجمهوري يواجه مشكلات في حملتالذي أقامه ترامب في مركز المحاضرات بمدينة شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية، وكان الأول بعد تعديل فريق حملته الاربعاء، "أنا لا أصدق هذا على الإطلاق، لأن كل الذين أعرفهم يقولون إنهم سيصوتون لترامب".
وتعتقد بيغي التي تدير مطعما صغيرا تابعا لسلسلة، أن العديد من الناخبين لا يجرؤون على القول انهم يؤيدون ترامب في استطلاعات الرأي، خشية أن ينعتوا بـ"الجهل أو العنصرية".
ومثلها، يعول أكثر من عشرة من أنصار رجل الاعمال الثري على خزان من الأصوات سيصب برأيهم بصورة مفاجئة لصالح مرشحهم في انتخابات تشرين الثاني نوفمبر، ضامنا له النصر.
ولم يواجه ترامب في بداية ترشحه واطلاقه حملته الانتخابية كما كان فارق النقاط ضئيلا بينه وبين منافسته الديمقراطية، إلا أن سلسلة من تصريحاته في أوج الحملة الانتخابية تعلقت بمنع المهاجرين المسلمين من دخول أميركا وأيضا انتقاداته الأخيرة لعائلة جندي مسلم قتل في العراق، جعلته عرضة لأسوا موجة انتقادات حتى من داخل حزبه.
كما اثار ثناؤه على الرئيس الروسي فلادمير بوتين وثناء الاخير عليه انتقادات كان في غنى عنها.
وواجه ايضا غضب كبار قيادات الحزب الجمهوري، فيما أطلق كبار الممولين حملة سرّية لدعم منافسته هيلاري كلينتون
وتعتبر هذه المتاعب التي يواجهها ترامب مؤثرة قد تقلل من حظوظ فوزه في السباق إلى البيت الأبيض.-(وكالات)