وسائل إعلام: المعارضة السورية تدخل جرابلس بدعم تركي
وصل مقاتلو فصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة الاربعاء الى وسط بلدة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في اطار العملية التي اطلقتها تركيا فجرا لطرد المتطرفين، وفق ما اعلن المعارضون ووكالة انباء الاناضول.
وقال احمد عثمان القيادي في احدى فصائل المعارضة السورية لوكالة فرانس برس في بيروت "دخلنا المدينة من الجهة الجنوبية"، في حين اعلنت وكالة الاناضول شبه الحكومية التركية ايضا دخول المعارضين السوريين هذه البلدة الواقعة عند حدود سورية مع تركيا.
وشن الجيش التركي مدعوما بقوات التحالف الدولي ضد المتطرفين، عملية غير مسبوقة الاربعاء في سورية حيث ارسل دباباته وطائراته المقاتلة لطرد تنظيم داعش من مدينة جرابلس على الجانب الاخر من الحدود.
ومع بداية بعد الظهر سيطرت الفصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة "على قرية ككلجة على بعد 5 كلم الى الغرب من جرابلس و3 كلم داخل الاراضي السورية"، وفق ما اعلنت وكالة انباء الاناضول المقربة من الحكومة التركية موضحة ان 1500 معارض منتشرين في المنطقة.
وتقدم واشنطن دعمها لعملية "درع الفرات" في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع مع وجود مستشارين عسكريين.
كما يمكن ان تقدم دعما جويا عند الحاجة، بحسب مسؤول اميركي موجود مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يزور تركيا الاربعاء لبحث خصوصا حل النزاع في سورية الذي قالت انقرة انها تريد ان تقوم فيه ب "دور اكثر فاعلية".
وقال المسؤول الاميركي الذي طلب عدم كشف هويته "نريد مساعدة الاتراك على تخليص الحدود من وجود تنظيم داعش".
لكن الرئيس التركي رجب اردوغان اعلن ان العملية تهدف الى "انهاء" المشاكل على الحدود التركية ولا تستهدف فقط تنظيم داعش وانما المقاتلين الاكراد.
وقال اردوغان "منذ الساعة الرابعة فجرا (1,00 ت غ) اطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) الارهابيتين".
واضاف "ان تركيا لن تسمح ب (فرض) اي امر واقع في سورية".
وتعتبر انقرة تنظيم داعش ووحزب الشعوب الديمقراطي الكردي منظمتين ارهابيتين وتحاربهما في حين يدعم حليفها الاميركي، رغم رفض الاتراك، الاكراد الذين تمكنوا من دحر المتطرفين ميدانيا في سورية.
ولا يوجد في جرابلس سوى مسلحي تنظيم داعش لكن تركيا تخشى ان يقترب المسلحون الاكراد من حدودها خصوصا وان هؤلاء تقدموا باتجاه الشمال في الاونة الاخيرة.
بعد عدة ساعات من شن العملية فجرا، دخلت عشر دبابات الاراضي السورية متجهة الى مواقع للمتطرفين في جرابلس، بحسب مصور وكالة فرانس برس في كركميش المدينة التركية الصغيرة على الجانب الاخر من الحدود والتي اخليت الثلاثاء.
وقال وزير الداخلية التركي افكان آلا "سيتم اجتثاث هذا التهديد في وقت قصير" ملمحا الى ان العملية العسكرية ستكون قصيرة.
وكان عدد صغير من عناصر القوات الخاصة التركية توغل اولا عدة كيلمترات داخل الاراضي السورية لتامين المنطقة قبل توغل الدبابات.
ثم القت طائرات اف-16 تركية مدعومة من طائرات التحالف الدولي، قنابل على اهداف لتنظيم داعش في جرابلس، في اول هجوم من نوعه منذ ان اسقطت القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 فوق الحدود التركية السورية، بحسب قنوات التلفزيون.
وجرابلس التي يبلغ عدد سكانها 30 الف نسمة بينهم الكثير من التركمان السوريين، تشكل آخر نقطة عبور يسيطر عليها تنظيم داعش على الحدود السورية التركية.
وبعد ان اتهمت لفترة طويلة بالتساهل مع المتطرفين، تؤكد السلطات التركيا حاليا ان هدفها يتمثل في اجتثاث تنظيم داعش.
تنظر انقرة بقلق الى كل محاولة من الاكراد السوريين لاقامة منطقة ذاتية على طول حدودها مع سورية.
وندد صالح مسلم احدي رئيسي حزب الاتحاد الديمقراطي في تغريدة بالعملية . وكتب "تركيا في المستنقع السوري، وستهزم كما هزم داعش".
في الاثناء قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان باريس "تشيد بتكثيف جهود تركيا الشريك في التحالف، في مجال مكافحة داعش".
ونددت سورية بالعملية العسكرية التركية في اراضيها، معتبرة ذلك "خرقا سافرا"، وفق مسؤول في وزارة الخارجية السورية.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن المصدر "تدين سورية عبور دبابات ومدرعات تركية عند الحدود السورية التركية الى مدينة جرابلس تحت غطاء جوي من طيران التحالف الاميركي الذي تقوده واشنطن وتعتبره خرقا سافرا لسيادتها".
واعتبر المصدر ان "محاربة الارهاب ليست فى طرد داعش واحلال تنظيمات ارهابية اخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا" مشددا على ان "محاربة الارهاب على الاراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري".
وتصنف الحكومة السورية كافة الفصائل التي تقاتلها منذ بدء النزاع في منتصف اذار/مارس 2011 بـ"الارهابية". وتتهم دمشق انقرة بدعم "الارهابيين" عبر ابقاء الحدود مفتوحة امامهم لاستقدام التعزيزات الى سورية.
ويبحث بايدن مع المسؤولين الاتراك خصوصا الوضع في سورية ومسالة تسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمة انقرة بتدبير المحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو في تركيا.
واعلن في انقرة الاربعاء انه "يتفهم المشاعر الحادة" لدى الحكومة والشعب التركيين بخصوص موضوع الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ان واشنطن "تتعاون مع السلطات التركية" في هذه القضية.
وزار بايدن في مستهل الزيارة مقر البرلمان الذي قصفه الانقلابيون. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس اردوغان.(وكالات)