سحاب أول بلدية خضراء في المملكة
أنهت بلدية سحاب تنفيذ مشروع التطوير الأخضر في المدينة، لتصبح بذلك أول بلدية خضراء في المملكة.
وتم تنفيذ المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع كل من المركز الوطني لبحوث الطاقة ووزارة التخطيط ومؤسسة رواد المستقبل مشاريع.
وجرى تنفيذ مشروع التطوير الأخضر على مدار عام بدءا من شهر شباط (فبراير) 2015، وعمل على تأمين الطاقة الشمسية للمباني الرئيسية في سحاب مثل البلدية والمركز الثقافي والمدارس ودور العبادة، وكذلك للأماكن العامة (محطة الحافلات الرئيسية والحديقة العامة الرئيسية)، وتركيب مصابيح الإضاءة التوفيرية المستدامة للمباني والشوارع، وأجهزة كشف الحركة داخل المباني العامة للحد من استهلاك الكهرباء، وتنظيم حملات توعوية للمجتمعات المحلية.
وقال رئيس بلدية سحاب عباس المحارمة، ان سحاب تعد من أكثر المناطق، التي تواجه تحديات بيئية في الأردن، نتيجة قربها من المدينة الصناعية التي تضم عددا كبيرا من المصانع التي تخلف انبعاثات ضارة، إضافة إلى المحاجر ومحطات إنتاج مواد البناء، معتبرا ان المنطقة منكوبة بيئيا.
كما شهدت المدينة خلال السنوات الماضية زيادة كبيرة في عدد السكان، نتيجة وجود 45 الف لاجئ سوري، وفقا لمحارمة، ما دفع البلدية إلى اعداد استراتيجية تضم عددا من المشاريع تنفذ بالتعاون مع جهات عدة مثل الاتحاد الأوروبي وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وغيرها، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تنفذ وفقا للأولوية ومدى حاجة المجتمع المحلي لها.
وفي خصوص مشروع التطوير الاخضر الذي نفذته البلدية، قال محارمة ان البلدية عزمت على تحويل المنطقة إلى نموذج يحتذى به في المملكة والمنطقة لتتجاوز مشاكلها البيئية علاوة على مشاكل الفقر والبطالة فيها من خلال هذه المشاريع، واستهلاك البنى التحتية في المدينة نتيجة استغلالها من قبل المنشآت الصناعية.
وبعد النجاح في المشاريع التي نفذت في المدينة لاستغلال الطاقة المتجددة، بين محارمة ان البلدية تسعى إلى نشر هذه الخطوة في اكبر مساحة جغرافية في المدينة.
من جهته، بين المدير العام للمركز الوطني لبحوث الطاقة، المهندس وليد شاهين، ان من اهداف المشروع رفع قدرات موظفي البلدية والمجتمع المحلي في المدينة باستخدام مختلف وسائل التوعية بأهمية اعتماد المصادر الموفرة للطاقة.
وبين ان المشروع، الذي نفذ في فترة قياسية تصل إلى 30 شهرا، يهدف إلى تحويل البلدية إلى منطقة خضراء وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما سيتم خلال الاشهر المقبلة زرع نحو 100 ألف شجرة وتركيب معدات موفرة للطاقة.
من جهته، قال ممثل بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة ومدير الطاقة والبيئة والتغير المناخي في بعثة الاتحاد، عمر ابو عيد، ان الاتحاد يسعى إلى عكس هذا النموذج على باقي بلديات المملكة بغض النظر عن تصنيفها.
وبين ان علاقة الاتحاد مع الاردن في مجال التنمية، خصوصا ما يتعلق بالطاقة، قديمة وتشمل عدة قطاعات، غير انه تمت تنميتها من خلال هذا المشروع.
ويعد الاتحاد الاوروبي الشريك الاول للاردن، كما يعد الجهة الاكبر المانحة للمملكة، خصوصا بعد توقيع اتفاقية تبسيط قواعد المنشأ الشهر الماضي.
واستعرض المركز الوطني لبحوث الطاقة مزايا المشروع، مبينا انه يحقق وفرا يقدر بنحو 100 الف دينار سنويا على المنشآت المشمولة فيه، فيما تقدر ميزانيته بـ 719 الف دينار، منها كلفة انظمة بنحو 450 ألف دينار.
المشروع، وفقا للقائمين عليه، اشتمل على تطوير خطة استراتيجية لبلدية سحاب حول افضل الممارسات والوسائل لترشيد استهلاك الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة للعشر سنوات المقبلة والهيكلية اللازمة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة.
كما تضمن المشروع توقيع اتفاقية اتحاد رؤساء وعمداء البلديات في العالم وهو عبارة عن مبادرة اوروبية تهدف الى تشجيع ودعم تحويل البلديات الى بلديات خضراء من خلال تطبيق افضل الممارسات لتقليل انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون. بلدية سحاب هي البلدية الاولى على مستوى الاردن والثانية على مستوى الوطن العربي التي توقع هذه الاتفاقية، وهي في طور تطبيق متطلبات هذه الاتفاقية من حيث تطبيق النشاطات اللازمة لتخفيف انبعاثات الكربون بمقدار5 % بحلول عام 2020.
أما عن الانظمة التي تم تركيبها في مباني البلدية، فقد تم ذلك بناء على دراسة تحديد الاحتياجات لتخفيض استهلاك المحروقات وما ينتج عنها من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، حيث تم تركيب نظام الخلايا الكهروضوئية والسخانات الشمسية والاضاءة الموفرة للطاقة في مبنى البلدية الرئيسي بهدف تخفيف استهلاك الطاقة.
وتم ايضا استبدال الانارة القديمة باضاءة موفرة للطاقة في الشارع الرئيسي بهدف تخفيف استهلاك الطاقة، وتم تركيب السخانات الشمسية والاضاءة الموفرة للطاقة، وكشافات اضاءة موفرة للطاقة، وحساسات الحركة للمركز الثقافي والمسرح بهدف تخفيف استهلاك الطاقة.
أما بالنسبة لمكتبة البلدية، فقد تركيب نظام السخانات الشمسية والاضاءة الموفرة للطاقة بهدف تخفيف استهلاك الطاقة، كما تم تركيب نظام السخانات الشمسية والاضاءة الموفرة للطاقة ونظام المياه الرمادية في الحديقة العامة بهدف تخفيف استهلاك الطاقة.
وفيما يخص المدارس، تم اختيار 4 مدارس ذكور واناث رئيسية في سحاب وتم تزويدها بنظام الخلايا الكهروضوئية والاضاءة الموفرة للطاقة، وكشافات اضاءة موفرة للطاقة بهدف تخفيف استهلاك الطاقة، كما تم تزويد 3 مساجد رئيسية في سحاب بأنظمة الخلايا الكهروضوئية والاضاءة الموفرة للطاقة بهدف تخفيف استهلاك الطاقة.
إلى ذلك، تم توفير خريطة كبيرة على مدخل ومخرج مجمع باصات سحاب يتم انارتها من خلال الطاقة الشمسية لتوضيح اقصر الطرق من وجهة الى اخرى والتقليل من انبعاثات المركبات السامة. هذا بالاضافة الى انارة شوارع مجمع الباصات من خلال تركيب اضاءات تعمل بالطاقة الشمسية، في وقت تقوم فيه البلدية باعادة تأهيل المجمع بكلفة تتجاوز 100 ألف دينار.
وعن ابرز الخطط المستقبلة للبلدية، قال القائمون على المشروع انه سيتم عمل دراسة تقييمية لقياس كمية وقيمة الطاقة التي تم توفيرها نتيجة استخدام التدابير المذكورة، وما يرافقها من انبعاثات سامة وتوثيق نتائج المشروع للاستفادة منها في مشاريع اخرى لتعم الفائدة.
كما سيتم بناء قدرات موظفي بلدية سحاب ليكونوا شركاء فاعلين في بناء بلدية خضراء وذلك من خلال عقد دورات تدريبية لرفع مستوى الاداء فيما يخص مشاريع الطاقة، إضافة إلى تحديث نظام المشتريات بحيث يتم شراء احتياجات البلدية من المعدات والمواد التي تساهم في توفير الطاقة فقط واستثناء المعدات والمواد المستهلكة للطاقة، والعمل على تعميم التجربة وقصة النجاح على المستوى الاقليمي.