تقارير تتحدث عن تصفية العدناني من داخل داعش
اختلفت الولايات المتحدة وروسيا على من منهما قتل القائد في تنظيم (داعش) الإرهابي والمتحدث باسم التنظيم، أبي محمد العدناني، بغاراتها الجوية هذا الأسبوع، ثم دخلت على الخط مجموعات أخرى زعمت مسؤوليتها عن مقتله، وفق تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست عربي".
لكن الجديد أن تقارير غير مؤكدة انتشرت على الإنترنت على صفحات وحسابات ذات صلة بمجموعات متطرفة في سورية، تصرّ على أن مقتل العدناني لم يكن لا على يد هذه ولا على يد تلك، بل كان مقتله إثر شجار داخلي نشب بين أفراد التنظيم على التسلسل في القيادة داخل تنظيم داعش، وذلك حسب تقرير نشره موقع فوكاتيف الأميركي، 1 سبتمبر (أيلول) 2016.
وتتحدث الكثير من التقارير التي تفحصها موقع فوكاتيف عن أن أوامر جاءت لقتل العدناني مصدرها قائد آخر في المجموعة يدعى أبا لقمان، وهو أمير سابق في مدينة الرقة السورية، يزعم الإرهابيون على الإنترنت أنه أراد إزاحة العدناني وإبعاده عن ساحة التنافس كي يظل هو -أبو لقمان- الخليفة الوحيد لقائد التنظيم أبي بكر البغدادي. وداعش تتخذ من الرقة ولاية وعاصمة في قلب خلافتهم المزعومة التي تمتد عبر أجزاء في العراق وسورية.
فعلى حساب تويتر محسوب على داعش في سورية واسمه "الحقيقة أولاً" قالت تغريدة بأن أبا لقمان أرسل "خلية أمنية" لاغتيال العدناني، وقد نشرت تلك التغريدة وغيرها بعد ساعات فقط من إعلان داعش مقتل العدناني.
كذلك زعم حساب آخر على تويتر هو من أهم حسابات الإرهابيين وباسم "أبي محمد الفلسطيني" نفس المزاعم قائلاً "ليس أمراً مستبعداً أن يقتل القادة بعضهم"، كما صدرت تغريدة عن حساب آخر لشخص يدعى "محمد فيزو" تقول "نظرية أن أبا لقمان قتل العدناني أقرب إلى الواقع، فهناك مشاكل بينهما منذ زمن، وأبو لقمان هو الشخص الأحق بقيادة التنظيم في سوريا بعدما أقصى العدناني".
تشارلز ليستر زميل معهد الشرق الأوسط وصاحب كتاب "الجهاد السوري" The Syrian Jihad ، كتب يوم الأربعاء 31 آب (أغسطس) عدة تغريدات على تويتر استند فيها على مصدر قائل بأن العدناني اغتيل بعبوة ناسفة زرعت في سيارته ليلة الاثنين بأيدي أتباع موالين لأبي لقمان. وقال ليستر إن أبا لقمان كان "يحاول فرض نفسه كي يخلف البغدادي"، لكنه قال كذلك أنه ليس بوسعه تأكيد موثوقية الخبر.
مجموعة نشطاء سوريين تدعى "الرقة تذبح في صمت" قالت أن أبا لقمان (والذي يسمى أيضاً أبا موسى الشواخ أو أبا أيوب) ولد عام 1973 في بلدة غرب الرقة ودرس الحقوق في جامعة حلب. وقيل كذلك أن أشخاصاً من طرف النظام السوري جندوه للذهاب إلى العراق مع جهاديين آخرين عام 2003 وقت الغزو الأميركي للعراق.
قيل كذلك أنه اعتقل على يد الأمن السوري وسجن، وهناك التقى بجهاديين متطرفين في سجن صيدنايا بسوريا ثم أطلق سراحه مع بداية "الثورة" السورية عام 2011. حارب إلى جانب مسلحي القاعدة ضد النظام السوري قبل انضمامه إلى داعش، ويزعم نشطاء الرقة أن أبا لقمان "كان معروفاً بساديته، فقد أشرف شخصياُ على خطف وتعذيب نشطاء وقادة معارضة."
حالياً قلت الأسماء التي على رأس قائمة خلافة داعش، فمقتل العدناني جاء بعد أسابيع فقط من مقتل عمر الشيشاني الذي كان أحد الجهاديين المطلوبين في القائمة الأميركية وقتل في المعارك شمال العراق. كذلك في مارس (آذار) قتل أبو علي الأنباري ثاني رجل في ترتيب سلم القيادة الداعشية، وكان مقتله في سوريا في غارة أميركية.
ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن مرشحي خلافة العدناني هم أبو لقمان وتركي البينالي الذي هو بحريني في الـ31 من العمر يُعتقد أنه يشغل منصب مفتي التنظيم. أما صحيفة التليغراف فقالت أنه من بين 43 عضواً مؤسساً لتنظيم داعش لم يبق سوى 3 هم: البغدادي، وأبو محمد الشمالي وهو مولود في العراق ويرأس فرع الهجرة ويديبر عملية دخول المقاتلين الأجانب عبر الحدود التركية، والثالث هو إياد الجُمَيلي، وهو عراقي من الفلوجة يشغل منصب رئيس الأمن الداخلي. (هافينغتون بوست عربي)