آخر الأخبار
ticker مخصصات النواب الشهرية لخزينة الاحزاب .. ما مدى مشروعية المطالبة؟ ticker الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة ticker إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" ticker نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن ticker الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي ticker "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين ticker الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي ticker "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية ticker وزير للنواب: امانة عمان بلدية ticker إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن ticker صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية ticker اعتماد المخطط الشمولي لتوسعة المنطقة الثالثة في مجمع الظليل الصناعي ticker الأردن ومصر يتوصلان لتوافقات عملية في مجال النقل البري ticker أشغال مادبا : خطة لمعالجة البؤر الساخنة في الشوارع ticker الرمثا يفوز على الأهلي ويتأهل لنصف نهائي كأس الأردن لكرة القدم ticker البنك العربي يجدّد تعاونه الاستراتيجي مع تكية أم علي وجمعية دار أبو عبدالله ticker "كور42" تؤسس أول مقراتها الأوروبية في "دبلن" لتلبية الطلب المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ticker دعوة أخيرة لاستكشاف الفن التفاعلي في «بينالسور» قبل ختام نسخته لعام 2025 في المتحف السعودي للفن المعاصر بحي جاكس ticker الرئيس التنفيذي لأورنج الأردن يشارك في ختام مؤتمر نموذج الأمم المتحدة في جامعة الحسين التقنية ticker هواوي تتعاون مع VIPKID لتمكين التعليم في السعودية عبر الابتكار التكنولوجي

جبهة العمل الاسلامي "التحالف الوطني للاصلاح" والمسار الاستراتيجي الجديد

{title}
هوا الأردن -

يلاحظ المراقبون لمشهد الانتخابات النيابية الأردنية مجموعة من التحولات الكبرى والفرص العظمى على الحالة السياسية للوطن لعل من أبرزها ما ظهر من تغيير وتطوير في الشكل والمضمون والخطاب لحزب جبهة العمل الاسلامي فتح الحزب من خلالها آفاقا جديدة وأبوابا ظلت لفترات موصدة باتجاه المشاركة في الانتخابات النيابية ضمن قواعد جديدة أرساها الحزب لنفسه على رقعة السياسة المحلية. 


لقد كثرت التحليلات والكتابات عن شكل وأهداف مشاركة الحركة الاسلامية الاردنية في الانتخابات النيابية، ولعل حجم الكتابات التي تناولت الحركة الاسلامية سواء بالترحيب أو التشكيك توحي للقارئ الأردني أن هناك حضورا قويا ومؤثرا للحركة الاسلامية في هذه الانتخابات على عكس ما كان متوقعا بعد المتغيرات والمؤثرات التي مرت بها، كما توحي بأن الحركة الاسلامية قد تجاوزت كل العقبات والمشاكل الداخلية والخارجية من خلال هذا الحضور اللافت للنظر.

والأمر الأهم من وجهة نظري أن هناك حالة وطنية جديدة ومشهدا متقدما يحاول الحزب رسمه ضمن ما يبدو أنه مسار استراتيجي جديد جاء بعد مداولات ومراجعات مع القوى والشخصيات والمؤسسات الشعبية كبرى، تبرز ملامحه من خلال محاولة الحزب للمضي باتجاه الشراكة الوطنية الفاعلة لإنتاج الحالة الوطنية المتمثلة بكيان سياسي واسع التمثيل (التحالف الوطني للإصلاح) ويُشكل ضرورة مُلحة لملء الفراغ الناشئ عن ضعف الحالة السياسية وتجاوز التجاذبات والتي عُرفت بالقطبية الثنائية بين الحركة الإسلامية والجهات الرسمية،ضمن مساحات كبيرة وجديدة ومعطيات شراكة حقيقية طموحة بنكهة وطنية صِرفة. 

فمن خلال المرونة الكبيرة التي أبداها الحزب في تشكيل قوائمه وتقديم الشخصيات الوطنية البارزة على مرشحي الحزب في كثير من الدوائر وإعطائهم الأولوية للفوز -والتي تبدو منبثقة من الثقة العميقة بهذه الشخصيات-، ومن خلال حجم المشاركة التي شملت معظم الدوائر الانتخابية على امتداد الوطن بل والمشاركة ضمن الدائرة الواحدة بأكثر من قائمة، من خلال ذلك كله يبدو أن الحزب يمضي بثقة كبيرة جدا ويؤسس لانطلاقة جديدة على أسس متقدمة غرس بذرتها اليوم من خلال التحالف الوطني للاصلاح.

كما أن نظرة على مضمون الخطاب الذي يقدمه التحالف الوطني للإصلاح، يعطي المراقب قناعة راسخة بأن هناك بوادر أمل ورؤية واضحة لتغيير الواقع السياسي الأردني من خلال الحرص على التعاون والمشاركة وليس التنافر والمشاحنة والاقصاء، فهذا الخطاب يناقش الحالة الوطنية ويلامس الهموم اليومية للمواطن ويخاطب مُختلف شرائح المجتمع ويمضي بمنطقية بعيدة عن التهور والاندفاع والمراهقة السياسية. كما أن الشكل الاحترافي الاعلامي يعطي انطباعا عن عمل منظم مدروس ومعد له بطريقة مميزة ومدة زمنية طويلة، وبالتالي يبدو أن هذا الخطاب تمت صياغة أسسه على قواعد المسار الاستراتيجي الجديد للتحالف الذي يتوقع له أن يقود المشهد السياسي الوطني في المرحلة المقبلة.

لقد أبرز الخطاب العميق الذي قدمه التحالف الوطني للإصلاح على منصة مهرجانه المركزي الذي أقيم في عبدون الجمعة الماضية ملامح هذه الاستراتيجية المبنية على تقديم المصلحة الوطنية العليا فوق أي حسابات فئوية والإصرار على تقوية النسيج الوطني الداخلي من خلال القامات الوطنية الكبيرة والعريقة التي قدمت هذا الخطاب باتجاه صحيح وبخطوات ثابتة وواثقة. فمن خلال الكلمات التي قدمها المتحدثون كان هناك خطاب واضح لجلالة الملك وصانع القرار السياسي الأردني مبني على تقدير المصلحة الوطنية وتدفع باتجاه تحقيق التعاون الجاد بين الرسمي والشعبي لتحمل أعباء المرحلة القادمة ومسئوليتها.


ومن المأمول أن تستثمر الحالة الجديدة فترة الانتخابات لبناء حالة وطنية زاهية، و أن تُلتقطَ الفرصة لمراجعة الأحداث والتحول الكبير في خطاب الحركة الاسلامية من خلال التحالف الوطني للإصلاح لبناء شراكة وطنية حقيقية أولويتها نهضة الوطن و الحفاظ على كرامة المواطن, كما يتضح للمراقب أن التحالف الوطني يسعى لدعوة الناخبين لأكبر مشاركة ممكنة في الإنتخابات النيابية وهذا يشكل هدف مشترك بين التحالف والإرادة الرسمية والسياسية للدولة .
يبدو واضحاً أن الإرادة الجادة لدى الحركة الإسلامية بالاستفادة من التجارب وبتجاوز إشكاليات الماضي ، بالمشاركة بتشكيل التحالف الوطني بل ويبدو واضحاً أيضاً رغبتها بتوسيع مكونات هذا التحالف الذي يُعتبر أول وأوسع تحالف من نوعه في التاريخ السياسي الأردني، ولا يخفى من خطاب الذين ساهموا في صناعة هذا الحدث أن لديهم طموحاً بتقديم الأنموذج الوطني المتميز على امتداد الوطن العربي ، لعله يكون مُلهماً لحركات إسلامية أخرى سواء أكان بالشكل أو المضمون والجوهر.

إلى ذلك فإن المتأمل بالبرنامج الانتخابي يلمس حجم المتغير بوضوح وهو ما يحتاج رؤية تحليلية أخرى.

تابعوا هوا الأردن على