شعارات المترشحين: بروتوكول رسمي صعب التحقيق .. وخبير نفسي: لا تصدقوها
سنحرر الاقصى، وسنعيد الحق لأصحابه، الفساد سينتهي بحال وصولي الى قبة البرلمان، ورواتب المتقاعدين سترتفع للضعف.. جميعها شعارات وخطابات مرشحين جدد وسابقين للانتخابات النيابية القادمة.
لكن الغريب ان يرفع المرشح شعاراً لا يتناسب مع الواقع، ويصعب تحقيقه، وهو ما اكده بعض المواطنين ان الشعار الصادق يخلد في القلب وان كان بسيطاً، بينما يكذب الشعار الذي يخلو من المصداقية، ولا يُصدَّق صاحبه.
مواطنون قالوا إن شعارات المرشحين اصبحت بروتوكولاً رسمياً، يتم تجهيزها قبل البدء بالحملات الانتخابية، ونم ثم تعرض امام الناخبين وقت الترشح.
وأضاف مواطنون ان المطلوب من المرشحين ليست شعارات، وانما برامج اصلاحية تعمل على اصلاح الواقع الاجتماعي والسياسي، وسن تشريعات لتحسين مستوى دخل الاسرة، والعمل على تشديد العقوبات على متعاطي المخدرات، بالإضافة الى مراقبة اداء الحكومة، وتفعيل دور الاحزاب للمشاركة، والتشاركية بالحياة السياسية، ووصول حزبيين الى دائرة صنع القرار.
المواطن روحي المجدلاوي قال إن "شعارات المرشحين اصبحت عادة بين المرشحين بينهم، ويتم استهلاكها كثيراً، ولم نشاهد اي شعار يمكن ان يبرمج على ارض الواقع".
وأضاف المجدلاوي ان "هناك قلة من المواطنين ينظرون للشعارات على الطرقات، بينما تسيطر العشائرية والصداقة على العملية الانتخابية".
وقال المواطن سالم الخلايلة ان "شعارات النواب عبارة عن حبر على ورق، ولم يصدق اي نائب في شعاراته سابقاً، بينما استطاع نواب تحقيق لمسات وانجازات في المجالس السابقة، دون ان يلجأ الى الشعارات".
وطالب الخلايلة ان يكون هناك قانون يحاسب عليه المرشح بتطبيق الشعارات التي يرفعها.
من جهته، قال الخبير النفسي الدكتور عبدالرحمن مزهر ان بعض المرشحين اصبحوا يلجؤون إلى شعارات كبيرة جداً، حتى اصبحوا يصدقونها في قرارة انفسهم، وهذا ينطبق على المثل المدرج "يكذبون الكذبة ويصدقونها".
وأضاف مزهر ان الكذب الذي يستخدمه المرشحون يؤدي الى حالات يغفلوا عنها، من ضمنها الاكتئاب، والقلق، والمجاملة، وجميعها امراض لا يستهان بها.
ولفت إلى ان "المرشح يمر بثلاثة مراحل؛ اولها: مرحلة الارتباك، ومرحلة التبلد، ومرحلة قرب الانتخابات وهي اصعب مرحلة، وتظهر على المرشح اعراض جسدية، ربما تؤدي به الى ما هو بغنى عنه".
وأشار إلى ان "المرشح بحال فوزه او حزنه عند اعلان النتائج تترتب عليه ايضا علامات نفسية، ربما تقوده الى افراز هرمونات تساعد بحالة الفرح الشديد على النوبات القلبية، والحزن الشديد يؤدي الى الاكتئاب والقلق".
ووجه مزهر رسالة المرشحين بالقول "عليكم باكتساب مهارات التواصل مع المواطنين، لتخرجوا من نفق المجاملات التي تؤدي سلباً على نفسيتكم، واسلوبكم وتعاملكم مع الآخرين".
وختم مزهر ان اي مرشح قادر على تجاوز اي حالة نفسية من خلال صدقه بالشعارات المطروحه، واظهار ما يستطيع تحقيقه للناخبين، دون المجاملة او تهويل الامور، وخاصة ان اي امر سيكذب به سينعكس عليه سلباً.


















































