عندما قال القذافي لحرسه: "دهوروا" مضر بدران بالجبل الأخضر
عندما كان مضر بدران، رئيساً للوزراء، في أوائل التسعينيات، أعلنت ليبيا رغبتها في تمويل مشروع جر مياه الديسي.
كان الوقت آنذاك في المراحل التحضيرية للمشروع، فاقتضى السياق أن يزور الرئيس بدران ليبيا للقاء القائد معمر القذافي، باعتباره صاحب الحل والربط والكلمة الأولى والأخيرة في الموافقة على التمويل الليبي للمشروع، وفق مصادر موثوقة أسّرت لـ عمون.
أبو عماد طار إلى ليبيا ليناقش مع الزعيم 'الإعلان الليبي'، وبالفعل جرى ترتيب اللقاء في معسكر العزيزية بطرابلس.
وتروي مصادر موثوقة لـ هوا الاردن: أن القذافي كان ينظر إلى سقف خيمته طوال الوقت الذي كان بدران يتحدث فيه عن المشروع. وكان الأمر مربكاً حقا.
هكذا بدا الأمر. ينظر القذافي إلى السقف، يهمهم قليلا، ثم يقول بضع كلمات مفهومة وغير مفهومة لا فرق.
ما أتعب بدران ليس استمرار قطع القذافي لكلامه العلمي عن جر مياه الديسي، بل ما حيره هو: 'ماذا في السقف؟'. في الحقيقة لم يكن هناك ما يريب في سقف الخيمة، وكل ما هنالك انه القذافي.
كان بدران كلما حاول إعادة القذافي الى الارض، للحديث عن تمويل مشروع الديسي، جرّه القذافي إلى السقف.
فجأة سيطيح القذافي بكل أحلام بدران عندما أسهب الزعيم الليبي خلال احدى شطحاته بحلم جر المياه من جنوب ليبيا إلى شمالها وهو المشروع الذي يعرف بـ 'النهر العظيم'.
كان يمكن أن يمر كل ما سبق بصورة طبيعية لولا أن القذافي قفز من مكانه وهو يصرخ بحرسه ويشير إلى بدران: 'دهوروه'.
هنا، لم يطق بدران صبرا، قفز هو الآخر من مكانه، فكلمة 'دهوروه' تعني الكثير للرجل..
ما لم يكن قد فهمه رئيس وزرائنا الأسبق ان 'دهوروا مضر بالجبل الأخضر' الجملة التي طلب القذافي من حراسه ان يقوموا بها تعني: 'فسحوه' في الجبل الاخضر.
وجيدٌ أن القصة لم تنته كما انتهت قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما أمر في ليلة باردة ان يدفئوا الأسرى فنادى مناديا أن أدْفِئوا أسراكم، وهي في لغة 'كناية' تعني القتل فقتلوهم جميعا.