ليبيا .. نقل حفتر للعلاج في الأردن بعد اصابته بـ"جلطة دماغية"
تتداول وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإعلامية الليبية هذه الأيام، خبر إصابة زعيم "عملية الكرامة" قائد الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر بـ "جلطة دماغية" تم نقله على إثرها إلى العلاج في الأردن.
ولا توجد تأكيدات من أية مصادر ليبية مقربة من اللواء حفتر، غير بعض التغريدات والتصريحات التي ينقلها نشطاء ليبيون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
محمد حسين عمر المستشار السياسي السابق لرئيس "حكومة الانقاذ" المتصارعة مع حفتر، أكد في حديث مع "قدس برس"، أن خبر إصابة حفتر هذه الأيام، يمثل مدار حديث المجالس السياسية والمواقع الإعلامية.
وقال عمر: "تم تسريب خبر إصابة .. حفتر بجلطة، مع اختفاء شبه كامل لصقر الجروشي، واشارات عن وجود تهديدات ومعارضين في ثنايا تهديدات الناظوري.. بينما لم تنته بعد التكهنات عمن قضى على متن الطائرة الفرنسية التي احترقت في مالطا.. في الوقت الذي تعج فيه ساحة بنغازي بمشاهد التفجيرات والاغتيالات لمؤيدي ومعارضي الكرامة في مناطق نفوذها".
لكن عمر لم يستبعد، أن يكون خبر إشاعة إصابة حفتر للتغطية على مخرجات اجتماع عدد من مسؤولي الدول الكبرى بشأن ليبيا في لندن، وتساءل : "هل تم تسريب هلاك حفتر في هذا التوقيت، لينشغل الناس عن مؤامرة مافيات العالم على اقتصادهم وأموالهم وأرصدتهم وسيادة دولتهم .. أم أن خبر هلاكه حقيقي، وأن رهان أكابر مجرميهم قد سقط، أو أن دوره الذي جيئ به لأجله قد أنجز، وعلى هذا فهم اليوم مجتمعون؛ ليجددوا حبائل المكر، ويعيدوا ترتيب صفوفهم وأجنداتهم" على حد تساؤلاته.
وأشار عمر إلى أن "الهم الحقيقي سيبقى متمثلاً في تحمل أمانة رأب الصدع الذي أصاب نسيج الليبيين الاجتماعي، والتمهيد للمصالحة الوطنية وإعلاء رايات العفو العام، والاحتفاظ بحق ثورتنا في تصحيح مساراتها .. والعمل على إرساء ركائز دولة الإيمان والعدالة ، والتنمية والإعمار والإصلاح والترقي"، على حد تعبيره.
واستضافت لندن، أمس الاثنين اجتماعًا ضم رئيس "المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني" فائز السراج، ونائبه أحمد معيتيق، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي السابق الصديق الكبير، والمفوض بوزارة الخارجية والتعاون الدولي محمد الطاهر سيالة، ووزراء خارجية بريطانيا بوريس جونسون، وإيطاليا باولو جنتيلوني، وأمريكا جون كيري، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر وممثلين عن السعودية والإمارات وفرنسا، لبحث سبل المضي في اتخاذ القرارات المتصلة بالاقتصاد، ووضع ميزانية لحين تعيين وزير للمالية، وسبل دعم حكومة الوفاق الوطني ودفع الأطراف الليبية إلى التوصل لاتفاق لتفادي نشوب حرب أهلية جديدة داخل البلاد.
وبعد هذا اللقاء، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "هناك دعم دولي قوي لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا على أنها الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا، كي تحقق النجاح".
وأضاف: "الوضع في ليبيا يؤثر ليس فقط على استقرار المنطقة، بل كذلك على المملكة المتحدة. وبناء ليبيا تنعم بالأمان والأمن والازدهار، وتكون قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة بكل ثقة، من مصلحتنا جميعا. وبات من الضروري الآن أن تحقق حكومة الوفاق الوطني تقدما سريعا في توفير الخدمات العامة: الكهرباء للبيوت والأموال النقدية في البنوك لمصلحة الليبيين جميعا"، وفق تعبيره.
وفي بنغازي، ذكر مصدر ليبي مقرب من حفتر، تحدث لـ "قدس برس"، وطلب الاحتفاظ باسمه، أن خبر مرض حفتر متداول في صفحات التواصل الاجتماعي، من دون وجود معلومات مؤكدة لجهة التأكيد أو النفي.
يذكر أن خليفة حفتر (مواليد 1943 في إجدابيا) عسكري ليبي، انشق عن نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، أقام فترة في المنفى بالولايات المتحدة وعاد إلى ليبيا مع انطلاق ثورة 17 فبراير سنة 2011 وشارك في العمل العسكري والسياسي لإسقاط القذافي، وتولى لمدة وجيزة قيادة "جيش التحرير" الذي أسسه "الثوار".
عينه سنة 2015 مجلس النواب الليبي الذي ينعقد بشكل مؤقت في "طبرق" قائدا عاما للجيش في ليبيا، ووافق على ترقيته إلى رتبة فريق. ثم أصدر قرار بترقيته إلى رتبة مشير في 14 أيلول (سبتمبر) 2016.
ومنذ العام 2014 يقود حفتر، ما يسميه بـ "عملية الكرامة"، وهي عملية عسكرية قال "إنها تهدف إلى تطهير ليبيا من الارهاب والعصابات والخارجين عن القانون والالتزام بالعملية الديمقراطية ووقف الاغتيالات خصوصا التي تستهدف الجيش والشرطة"