عباس ودحلان : عيب !
محرر الشؤون الفلسطينية - في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية باخطر مراحلها، بعد تعطل عملية السلام المتعثرة، ووصولها الى حائط مسدود، وبعد فوز اكثر حلفاء الكيان الاسرائيلي تطرفا ودعما له في انتخابات الرئاسة الامريكية، وتزامناً مع تصريحات قادة الكيان الاخيرة التي جاءت عقب فوز دونالد ترامب ووجهت بشكل مباشر للقيادات الفلسطينية بان حلمهم بالدولة بات مستحيلاً، ينشغل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادي محمد دحلان، في حرب اعلامية بينهما، يتراشقان فيها الاتهامات ضد بعضهما، كل يحمّل الاخر مسؤولية اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، بدلاً من صبّ جهودهما تجاه القضية الفلسطينية وشعبها المحتل.
البيانات والتصريحات من الطرفين ضد بعضهما البعض، باتت تشكل مثار سخرية لمتابعيهما مطالبين الرئيس عباس ومحمد دحلان، بأظهار كل منهما ما لديه من أدلة واثباتات وقرائن تدين الاخر بدلا من الخطابات الاعلامية المعيبة التي تشن بينهما، أو أن يسكت كلاهما ويتفرغان للعمل تجاه القضية الفلسطينية ان كان في جعبتهما ما يقدمانه لأجلها.
سكوت الطرفين على أدلة يزعمان انهما يمتلكانها حول جريمة اغتيال الرئيس عرفات طيلة السنوات الماضية، يضعهما في زاوية حرجة، ويتطلب منهما الاجابة عن سر صمتهما على هذا الامر طيلة سنوات عديدة ولماذا ؟ وهل من الجائز أن يصمت قادة فلسطينيون على جريمة اغتيال رئيسهم كل هذه المدة ؟
الشعب الفلسطيني يواجه اصعب الاوقات والظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، في وقت غيبّت فيه الاوضاع الاقليمية التي طفت على سطح الاحداث قضيتهم عن المشهد السياسي والاعلامي، وتقلصت مساحة الحديث عن فلسطين وأهلها، وبات آخر هم للفلسطينين أن ينشغلوا باقتتالات اعلامية بين هذا وذاك، بل هم بحاجة الان الى تكثيف الجهود وصبهّا لصالح قضية بلادهم المحتلة، أكثر من اي وقت مضى.
المشهد الدرامي بين الرجلين الذين يسعيان الى اقصاء بعضهما عن المشهد، يدفع ثمنه الفلسطينيون انفسهم، الذين هم بأمس الحاجة الى قياداتهم السياسية لعبور المرحلة الخطيرة التي يشهدونها ووطنهم المحتل، في وقت تكاد تسمع لسان حالهم يصرخ في عباس ودحلان : عيب، اكشفا اسراركما .. أو اصمتا !