الاعلام الممول .. تشويه أكبر تمويل أكثر !!
يمكن للمرء أن يستوعب اعتياش منظمات المجتمع المدني على التمويل الأجنبي لقلة مصادر التمويل الداخلي لها برغم الملاحظات الجمّة عليها، لكن الذي الذي لا يمكن استيعابه ان تعتاش بعض وسائل الاعلام التي تغلف نفسها بطابع المجتمع المدني على تمويل تقارير صحفية موجهة.
يقود هذا النمط أشخاص ارتباطاتهم في الخارج وعلاقاتهم بعشرات المنظمات الدولية التي يعرفونها أكثر من معرفتهم بـ (5) قرى أردنية في الحد الأعلى.
استرزاق بات مفضوحاً من قبل وسائل تدعي أنها 'مجتمعية' برغم أنها تدمر المجتمع وتقضي عليه وتبث الأفكار الهدامة والسامة التي لا تخلو من الإنحلال، والمشكلة أنها تدعي الحياد والمظلومية وأنها مطاردة من قبل الدولة كون 'سقفها' عالٍ لا كونها مدعومة بأموال الغير.
المشكلة في طريقة عمل هذه المؤسسات الربح الشخصي لـ 'الأونر' حيث يقوم المالك على جلب التمويل فيحوز على النصب الأكبر ويعطي النزر القليل إلى العاملين والموظفين الذين يوهمونهم بأنكم اصبحتم اعلاميين كبار، حتى أن تفريخات هذا النتاج قد اصابه الجنون أحياناً فتراهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يهرفون بما لا يعرفون ويعتقدون أنهم بوصلة الحقيقة والشفافية والحياد وأنهم اصبحوا ايقونة الحرية.
هذه الأوهام يزرعونها في عقول الشباب لشيء واحد ابعادهم عن السؤال ولو لمرة واحدة عن 'مصدر التمويل' و'آليات الصرف'، ومن هنا فإن كان هنالك شفافية كما يدعي هؤلاء فليكشفوا عن مصادر التمويل والتقارير التي يرسلونها الى الخارج في سبيل أن يبقوا أجياء يرزقون ينعقون صباح مساء ضد الأردن لا نقول الوطن فهم منبتون عنه ويرونه صراف آلي طالما ردّ عليهم الأموال كلما كتبوا التقارير السيئة.
المنظمات الأجنبية التي تلتهم التقارير السوداء بل إنها لا ترحب إلا بها تغدق الأموال دون معرفة صرفها وطرق توزيعها، واذا ما تتبعنا الأشخاص الذين يديرون تلك المؤسسان سيدرك الثراء الفاحش الذي اصبح عليه هؤلاء 'مدعو الحرية' و'الشفافية'.
ولا يخفي بعض الشبان المغرر بهم في الكشف عن المال القليل (الرواتب) أو (المكافآت) التي يتحصلون عليها لقاء عملهم في 'الاعلام المجتمعي الممول' حيث أن يوقعون على استلام شيء ويأخذون شيئاً آخر.
وحتى يعوضون لهم هذا الأمر تقوم تلك المؤسسات بعمليات تدريب مدفوعة الثمن ومن اشراكهم في مسابقات خارجية يتنافسون عليها وحدهم فيحصدونها، فيكبر الوهم عند هؤلاء الشباب الذين لا يمكن السيطرة على 'هوسهم' حينها بسبب إبر 'التغرير'.
ان ما تمارسه بعض تلك الوسائل ضمن سياسة الكيل بمكيالين سيؤدي الى فنائها، ففي الوقت الذي لا تكشف عن حساباتها وقوائمها المالية وترفض الإفصاح عن آلية صرف التمويل ومن المستفدين من عقودها تطالب بترسيخ الإفصاح عن المعلومات وتداولها.
يجب أن تكف تلك المؤسسات عن 'الهبل' الذي تعيشه وتعيّش الآخرين به، ولا بد أن يعرف الجميع أهداف هذه المؤسسات التي انشأها أشخاص وجدوا هذه الوسائل صرافات آلية لا تنضب.