معارك ضد "داعش" في جنوب سورية وسط أنباء عن دور أردني
فيما يشهد الجنوب السوري، المحادد للأردن، تحركات قتالية ونشاطا ملحوظا ضد مقاتلين من "داعش" الإرهابي، وجماعات محسوبة على التنظيم، وسط تقارير صحفية تتحدث عن دور أردني، لوجستي أساسا، بهذه العمليات القتالية، اكتفى مصدر رسمي أردني بالتأكيد، في هذا السياق، أن الأردن "يتخذ الإجراءات التي من شأنها أن تعزز الأمن الوطني".
وتصدرت أمس وسائل إعلام عربية ودولية تقارير تشير لعمليات في تلك المنطقة الجنوبية من سورية، لعدد من الدول منها بريطانيا وأميركا والأردن وغيرها من دول التحالف، إضافة إلى فصائل سورية معارضة معتدلة. حيث نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن قائد ما يسمى بـ"جيش مغاوير الثورة"، في الجنوب السوري، العقيد مهند الطلاع، قوله إن "الأردن يرعى معركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في الجنوب السوري، وذلك مع بدء توسيع العمل في قاعدة النتف القريبة من حدود المملكة لتكون منطلق العمليات ضد التنظيم".
لكن المصدر الرسمي رفض، الخوض في تفاصيل الإجراءات العسكرية، التي تتم في الحدود الشمالية للمملكة، وقال إن "الدول ومن ضمنها الأردن لا تتحدث عن شؤونها العسكرية والأمنية للصحافة ووسائل الإعلام". معتبرا أن التقارير التي نشرت بهذا السياق "تفتقر للحد الأدنى للمعلومات".
وفي السياق، أعلن نائب رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية، عضو مجلس إدارة مكتب الإغاثة في مخيم الركبان محمد أحمد درباس أن "جيش سورية الجديد" يضع المنطقة الشرقية من سورية "ضمن أولوياته بهدف قطع خطوط إمداد تنظيم "داعش" بين سوري والعراق، حيث يضم فصائل معارضة متعددة، كانت تابعة للجيش الحر.
وبين درباس أن "جيش سورية الجديد يسيطر على منطقة التنف، التي تعتبر منطقة استراتيجية تقع بين المناطق الحدودية لكل من الأردن وسورية والعراق، وهي قريبة من مخيمي الركبان والحدلات".
ويوجد لجيش سورية الجديد نقطة عسكرية قريبة من مخيم الركبان، الذي يتواجد فيه أكثر من 85 ألف لاجئ سوري، كانوا هربوا من المعارك التي دارت بين فصائل المعارضة السورية وتنظيم "داعش "الارهابي بالقرب من الحدود الأردنية، حيث شهدت المنطقة قبل يومين تفجيرا إرهابيا قام به "داعش"، استهدف نقطة لجيش سورية الجديد وهي "كتيبة أسود الشرقية"، وفق درباس.
وهو ما كانت أشارت إلي "الشرق الأوسط" أمس، من ان قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ومقاتلي المعارضة السورية "تمكنوا السبت من صد هجوم لداعش كان هدفه السيطرة على معبر النتف قرب الحدود الأردنية"، حيث شاركت في الهجوم مجموعة من نحو 30 انتحارياً يرتدون سترات ناسفة كانوا يسيرون خلف سيارة مفخخة، قبل أن يتم تدمير المجموعة المهاجمة وآلياتها.
وقال المعارض السوري الطلاع لــ"الشرق الاوسط": "بدأ العمل على خطة بالتعاون مع التحالف الدولي لتحريك الجبهة الجنوبية وقتال "داعش" بموازاة المعركة المستمرة في المنطقة من قبل فصائل معارضة عدة، وهدفها يبدأ من محاربة التنظيم بالمنطقة الجنوبية والاتجاه نحو المنطقتين الشرقية والوسطى" في سورية.
وأوضح أن "هذه المعركة التي يرعاها الأردن بشكل أساسي، وتشكل خط إمداد رئيسيا لعملياتها، ستشارك فيها فصائل "جيش المغاوير" و"أسود الشرقية" و"شهداء القريتين" والمجلس العسكري في المنطقة الجنوبية و"كتائب الشهيد أحمد العبدو"، وسيتم إمدادها بأسلحة نوعية، على أن تبدأ فعليا خلال فترة لا تتجاوز الشهر".
وحسب ما رصدت فقد أفاد ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي أن "جبهة الأصالة والتنمية التابعة لجيش سورية الجديد تسعى لتحرير المنطقة الشرقية من سورية والتي يسيطر على جزء كبير منها تنظيم" داعش" الإرهابي".
وتحدث هؤلاء عن أن كتائب "الله أكبر"، وهي جزء من جبهة الأصالة والتنمية، التابعة لجيش سورية الجديد، كانت تتقاتل مع تنظيم "داعش" في دير الزور بالمنطقة الشرقية قبل سيطرة التنظيم على المنطقة.
وتدور المعارك بين جيش سورية الجديد والفصائل التابعة له مع تنظيم "داعش"، في مناطق "داعش" "بهدف قطع الإمدادات العسكرية عنه بالمناطق القريبة من الحدود العراقية السورية ومنطقة التنف الحدودية".
وتعتبر منطقة الركبان، التي يتواجد فيها مخيم الركبان، داخل الأراضي السورية منطقة استراتيجية لعبور التنظيمات الإرهابية من مناطق البادية السورية وتدمر والسخنة، إلى منطقة التنف الحدودية.
ونقلت وكالة أنباء "رويترز"، عن مصدر مخابرات غربي، أن "قوات خاصة أميركية وبريطانية توسع قاعدة التنف لاستخدامها نقطة انطلاق رئيسية لعمليات في الأشهر المقبلة لطرد المتشددين من البوكمال".
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن هناك خططا قيد الإعداد لشن ضربات جديدة للتحالف على "داعش" في الجنوب، بما يشمل منطقة غربي مدينة درعا.