ارتفاع كلف الإنتاج وزيادة في المحاصيل الزراعية المعروضة في الأسواق بسبب ارتفاع درجات الحرارة
هوا الأردن -
طالب مختصون زراعيون بالتوقف عن بعض العمليات الزراعية مثل التطعيم والتسميد الكيماوي ورش المبيدات الكيماوية وتأخيرها لحين انحسار موجات الحر.
وشدد المختصون على أهمية أن يزيد مربو المواشي والثروة الحيوانية كمية مياه الشرب الباردة النظيفة وعدد المشارب للمواشي والدجاج وإعطاء كميات علفية طازجة صباحية وأخرى مسائية، واللجوء لوسائل التبريد الاصطناعي من خلال المراوح والتبريد الصحراوي.
وحذروا من أن ارتفاع درجات الحرارة، سيلقي بتأثيراته السلبية على القطاعين النباتي والحيواني، وبخاصة على الأشجار المثمرة، مطالبين بري المزروعات ليلا، لضمان عدم جفافها.
يأتي ذلك في وقت، بين فيه تقرير لدائرة الأرصاد الجوية أمس، أن الطقس سيكون اليومين المقبلين حارا في معظم المناطق، وحارا جدا في الأغوار والبحر الميت، بينما راوحت درجات الحرارة العظمى والصغرى في عمان والمناطق الشمالية امس ما بين 34 الى 22 درجة مئوية والمناطق الجنوبية 32 الى 20 وتصل العظمى في مدينة العقبة إلى 42 والصغرى 29 درجة مئوية.
وقال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، عدنان خدام أن محصول البندورة كان الأكثر تأثرًا بموجات الحر المتتابعة، مبينا أن البندورة كانت الأكثر تأثرًا بسبب تصنيفها ضمن المحاصيل المكشوفة، مما يتسبب بجفافها تحت أشعة الشمس.
واشار خدام إلى أن ارتفاع كميات الرّي على المحاصيل الزراعية، زاد من كُلف إنتاج الخضار والفاكهة على المزارعين، مشيرا الى أن الأسواق الأردنية تشهد هبوطًا بأسعار المنتجات الزراعية، إضافة إلى انخفاض القوة الشرائية، مع ازدياد ملحوظ للمنافسين بسوق الخضار في الخارج.
وقال مدير الاتحاد العام للمزارعين محمود العوران أن ارتفاع درجات الحرارة المتتالية خلال الفترة الماضية سيتسبب بإلحاق الأضرار بثمار الزيتون من ناحية نموها وتلونها باللون الأسود قبل موعدها، بالإضافة لتساقط كميات كبيرة منها، أو إصابة بعضها بالجفاف في بعض المناطق.
وأشار العوران إلى أن طبيعة الأحوال الجوية التي سادت أخيرا، ورافقها ارتفاع كبير في درجات الحرارة، احدثت تأثيرا كبيرا على أشجار الزيتون وبخاصة الثمار.
وبين أن هذا الارتفاع أدى أيضا إلى إحداث تجاعيد في ثمر الزيتون، ما صغّر حجمها وأدى لتساقط كميات كبيرة منها، مبينا أن هناك مزارع لم تتأثر بموجات الحر لخصوبة تربتها وقدرتها على الاحتفاظ بالماء.
وأشار إلى أن تتابع موجات الحر، يعرض الثمار لمزيد من التساقط والجفاف، بالإضافة إلى ما يسمى بـ»لفحة ورق الزيتون»، بحيث تبدو الورقة مصفرة اللون ومحترقة، ما يشكل تحديا كبيرا لكثير من المزارعين.
ولفت إلى أن موجة الحر، تسببت ايضا بتسريع نضوج الثمر لدى معظم الاشجار المثمرة قبل موعدها، ما يقلل من جودته، مشيرا إلى أنه يمكن التخفيف من آثار الموجة بسقاية الأشجار، أما أشجار الزيتون فقد تتعرض بعض حبيباتها للسقوط، لأنها صغيرة وغير مكتملة النضوج، مضيفا أنه لا ينصح في مثل هذه الظروف الجوية بالرش أو التسميد والاكتفاء بري الأشجار بالمياه.
وبين عضو مجلس نقابة مصدري الخضار والفواكه زياد الشلفاوي أن ارتفاع درجات الحرارة بمعدل يزيد من 5 إلى 10 درجات في مثل هذا الوقت من العام، يتسبب بآثار سلبية، بحيث يؤدي ذلك لفقدان الرطوبة تدريجيا في النباتات والأشجار.
ولفت الشلفاوي إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، يؤدي لنضج الثمار مبكرا، وهو ما يزيد الإنتاج ويُغرق الاسواق بالمنتجات، ما ينعكس سلبا على المزارعين، نتيجة انخفاض اسعار الخضراوات والفواكه في الأسواق.
المهندس الزراعي سليمان سمور، أكد أهمية أن يتبع المزارعون الارشادات والتعليمات في ضوء الارتفاع الشديد على درجات الحرارة، والمتوقع استمرارها.
ونوه إلى أهمية ري المزروعات من المصادر المائية المتوافرة في ساعات المساء أو الصباح الباكر، للحد من الجفاف وزيادة التبخر الناجم عن الحرارة، والذي يؤدي لتلف النواة الجديدة والثمار، بسبب نقص رطوبة التربة وزيادة التبخر، خصوصا في اشجار الزيتون والعنب والتفاح.
ودعا مربي الثروة الحيوانية للتقليل من رعي المواشي في الخارج وعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة، خصوصا في ساعات الظهيرة، وتركها في اماكن مظللة، بالإضافة لعدم زيادة كميات الاعلاف، حفاظا على سلامة القطعان ورش الماء على اسطح حظائر الدواجن للتخفيف من اثر ارتفاع الحرارة.
من جهته اشار الناطق باسم وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين، إلى أن الوزارة أطلقت حملة إعلامية إرشادية، قبل دخول الموجة الحارة للتقليل من آثارها، وتوجيه الإرشادات، ومنها الامتناع عن التسميد والرش، وري المزروعات في ساعات الصباح الباكر أو المساء، للتقليل من آثار ارتفاع درجات الحرارة على المزروعات والأشجار المثمرة.
كما دعا للتركيز على منطقة الغور بزيادة كميات المياه لمواجهة الحرارة المرتفعة، ونصح مربي الثروة الحيوانية، بالتقليل من كميات الأعلاف والحرص على زيادة كميات المياه، خوفاً من نفوق الأغنام.