السعودية تفتح الحدود لحجاج قطر
قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده ترحب بقرار السعودية فتح الحدود، بما يمكّن الحجاج القطريين من أداء مناسك الحج، وإن كانت الخطوة ذات دوافع سياسية.
وصرح الوزير في مؤتمر صحفي أثناء زيارته إلى السويد: "بالرغم من أن منع القطريين من أداء فريضة الحج ثم السماح لهم فيما بعد بالقيام به، كلاهما كانا بدوافع سياسية، إلا أننا نرحب بهذه الخطوة، وهي خطوة إلى الأمام للتخلص من الحصار المفروض على بلدي".
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمر الأربعاء، بإرسال طائرات لاستضافة الحجاج القطريين كافة على نفقته، كما وجه بالسماح لحجاج قطر بدخول السعودية عبر منفذ سلوى البري دون تصاريح إلكترونية.
ومن جهتها، كانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، قد طالبت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي بفتح خطوط مباشرة أمام الطيران القطري، لتيسير الحج جوا، وفتح المنفذ البري أمام الحجاج القادمين من قطر.
وفتحت المملكة العربية السعودية الخميس معبرها البري مع قطر للمرة الأولى منذ بدء الخلاف بين البلدين، وسمحت للقطريين بالعبور لاداء مناسك الحج، في خطوة بدت اقل أهمية من ان تشكل انفراجا في الازمة بعدما رحبت بها الدوحة بتحفظ، محذرة من "تسييس الحج".
وجاء القرار السعودي بعيد لقاء بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأحد افراد العائلة الحاكمة في قطر، في أول استقبال سعودي معلن لوسيط قطري منذ قطع العلاقات بين الدولتين.
إلا ان الدوحة سرعان ما قللت من شأن هذا اللقاء، إذ أكدت ان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لم يكن مكلفا من الحكومة القطرية.
وبعد ساعات من صدور القرار السعودي الاستثنائي الذي سبقه ايضا اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بدأ الحجاج القطريون يتدفقون إلى منفذ سلوى في شرق المملكة، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام سعودية.
وقطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الخامس من حزيران(يونيو)، متهمة اياها بدعم الإرهاب والتقرّب من إيران، الخصم الاقليمي الرئيسي للسعودية، في أسوأ أزمة دبلوماسية في منطقة الخليج منذ سنوات. واتخذت الدول الاربع اجراءات بحق قطر بهدف الضغط عليها سياسيا واقتصاديا، بينها منع الطائرات القطرية من الهبوط في مطاراتها. وترفض الدوحة الاتهامات الموجهة لها، وتقول إن الدول الاربع تسعى إلى مصادرة سياستها الخارجية.
واستقبل ولي العهد السعودي في قصر السلام في جدة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وأكد له "عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعب السعودي وشقيقه الشعب القطري وبين القيادة في السعودية والأسرة المالكة في قطر"، وفق ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
وقدم الشيخ عبدالله "وساطته لفتح منفذ سلوى الحدودي لدخول الحجاج القطريين إلى الأراضي السعودية"، وفق المصدر نفسه.
وعلى الإثر، افادت وكالة الانباء السعودية أن الملك سلمان بن عبد العزيز "وافق على ما رفعه له" ولي العهد "بخصوص دخول الحجاج القطريين إلى المملكة العربية السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج. كما أمر "بالموافقة على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب كافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم بالكامل على نفقة خادم الحرمين الشريفين (...)". وفي تموز(يوليو)، اتهمت قطر السعودية بوضع عراقيل أمام أداء مواطنيها الحج الذي يتوقع أن تبدأ مناسكه نهاية الشهر الحالي.
وكانت الرياض أكدت أنها ستسمح للقطريّين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام بدخول أراضيها، مرفقة ذلك ببعض القيود، ابرزها عدم السماح بقدومهم مباشرة من الدوحة في رحلات لشركة الخطوط الجوية القطرية التي يحظر عليها دخول المجال الجوي السعودي.
وبدت الخطوة السعودية بادرة حسن نية تجاه قطر، انما من دون ان تؤشر إلى انفراج قريب، خصوصا بعدما اتهمت الدوحة الرياض بتسييس الحج رغم ترحيبها بقرار فتح المعبر الحدودي.
وقال مدير "المؤسسة العربية للابحاث" في واشنطن علي الشهابي إن هذا القرار هو مجرد "بادرة حسن نية" من السعودية حيال الشعب القطري.
وتعتمد قطر منذ سنوات على الدبلوماسية والاعلام والرياضة لترسيخ موقع لها في المنطقة والعالم، الامر الذي يثير حفيظة جاراتها، خصوصا السعودية التي تخوض منذ عقود مع ايران معركة نفوذ في الشرق الاوسط.
وسعت دول الخليج في محاولة أولى العام 2014 لاعادة قطر الى كنف سياسات مجلس التعاون الخليجي الذي يضمها الى جانب السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان، خصوصا في ظل استضافة قطر على ارضها شخصيات مرفوضة من هذه الدول وبينها من جماعة الاخوان المسلمين. وقطر البالغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة بينهم 80 % من الأجانب، أكبر دولة مصدّرة للغاز الطبيعي وواحدة من أغنى دول العالم من حيث إجمالي الناتج الفردي. وهي تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الاوسط.-(وكالات)