استئناف حرب العقوبات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن
استؤنفت حرب العقوبات والردود المتبادلة بين موسكو وواشنطن الجمعة مع إصدار البيت الأبيض أمرا باغلاق القنصلية الروسية في سان فرنسيسكو فيما وصلت العلاقات بين البلدين الى طريق مسدود.
ويأتي هذا القرار فيما غادر حوالى ثلثي موظفي البعثات الدبلوماسية الاميركية روسيا، ما يرمز الى تبدد آمال التقارب الثنائي التي اثارها وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السلطة.
وأمرت الولايات المتحدة باغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو بحلول السبت الى جانب بعثات تجارية في واشنطن ونيويورك في اطار مبدأ "المعاملة بالمثل".
وسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة الى التنديد "بتصعيد التوتر" بين البلدين مشيرا الى ان الولايات المتحدة هي التي "بدأته"، مؤكدا احتفاظ بلده بحق الرد "بعد الانتهاء من تحليل" الوضع فيما أعفى إدارة ترامب من المسؤولية عن تدهور العلاقات بين البلدين.
وقال ان "كل هذه القضية بدأتها إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما للإضرار بالعلاقات الروسية الأميركية ومنع ترامب من إخراجها من الخندق".
واعتبر لافروف ان الكونغرس والطبقة السياسية الاميركية "يسعيان إلى تكبيل (إدارة ترامب) وابتكار تدخل روسي مفترض او وجدد صلات له او لعائلته بروسيا".
وتابع مؤكدا "ليست هناك واقعة واحدة" تثبت هذه الاتهامات.
من جهته، قال مستشار الكرملين يوري أوشاكوف ان "الادارة الأميركية تواصل تدمير علاقاتنا الثنائية" معربا عن التخوف من "تصعيد" هذه العقوبات.
وياتي الاجراء الأميركي ردا على قرار خفض عدد الدبلوماسيين الأميركيين والموظفين الروس في البعثات الأميركية لدى روسيا ب 755 شخصا، بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين ردا على عقوبات اقتصادية جديدة فرضتها واشنطن.
وهكذا اصبح سقف التواجد الدبلوماسي الاميركي في روسيا 455 شخصا اي بمستوى الحضور الدبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة.
وأكدت وزارة الخارجية الاميركية الخميس "بدء التطبيق الكامل" للخفض. وبعد تعليقه، سيتم استئناف منح تأشيرات دخول للولايات المتحدة في روسيا في وقت قريب مع ابقائه محدودا في الوقت نفسه.
في مطلع آب/اغسطس، اضطرت الولايات المتحدة للتخلي عن مبنيين دبلوماسيين في ضواحي موسكو في اطار هذه الاجراءات.
أثار وصول ترامب الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير آمالا بتحسن العلاقات بين البلدين، الا انها تواصل التدهور على خلفية اتهامات بتدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016 وكذلك بسبب شبهات بالتواطؤ بين فريق حملة ترامب وموسكو.
وتحدث وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون هاتفيا الخميس مع نظيره لافروف واتفقا على الاجتماع في ايلول/سبتمبر على الارجح على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
وصرح لافروف الجمعة "نحن لا نسعى الى توتر مع الولايات المتحدة ونريد فعليا ان تصبح الاجواء السياسية عادية" مضيفا "لكن ذلك يتطلب مبادرات من الطرفين".
لكنه وعد بالسعي رغم كل شيء الى "مقاربات تقوم على الاحترام المتبادل" والتوصل الى "تسوية" مع واشنطن.
وتبدو العلاقات بين البلدين حاليا أسوأ مما كانت عليه خلال ولاية أوباما الذي طرد 35 دبلوماسيا روسيا وعائلاتهم نهاية 2016 من دون ان يرد الكرملين آنذاك بشكل انتقامي.
وعينت موسكو سفيرا جديدا في واشنطن هو اناتولي انطونوف المعروف بنهجه المتشدد الذي يبدي ارتيابا شديدا حيال محاوريه الاميركيين.
واعتبر انطونوف هذا الاسبوع ان "الكرة باتت في ملعب واشنطن" من اجل استعادة الثقة بين البلدين.
كما دعا السفير الروسي الذي وصل الى واشنطن يوم الاعلان عن العقوبات الاميركية الجديدة، الخميس الى "دراسة الاوضاع بشكل هادئ".(ا ف ب)