خفض التصعيد في الجنوب السوري يفتح الباب لعودة "لاجئي الركبان"
ينتظر سكان مخيم الركبان للاجئين السوريين، الذي يقع على الحدود السورية مع الأردن، حلا سياسيا لتحديد اتجاهاتهم، رغم الحماية التي يتمتعون بها بعد تخفيض التصعيد والتوتر في البادية السورية، والتي تتباحث الأردن وروسيا بشأن التوصل لحل نهائي لها، معتبرين أن ترحيل اللاجئين من مخيم الحدلات الى مخيم الركبان جاء لحماية المدنيين.
وتقول مصادر مطلعة على شؤون مخيم الركبان، إن أغلب سكان المخيم الذين قدموا من مناطق تدمر والقريتين والرقة ودير الزور، هم الآن في حيرة، ولا يعرفون المصير الذي يتنظرهم في الفترة المقبلة، بالرغم من توفر شروط البيئة الملائمة لتنفيذ منطقة تخفيض التصعيد الرابعة.
وأشارت المصادر إلى أن جزءا من سكان مخيم الركبان ، لا يرغبون بالرجوع الى مناطق تخضع لسيطرة النظام السوري التي تقع في خريطة مناطق خفض التصعيد الرابعة وقد يتجهون إلى مناطق أخرى، أما الجزء الآخر من سكان المخيم فإنهم يفضلون البقاء في المخيم، وعدم تعدي حدود المناطق التي تخضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية في البادية السورية، والتي تخضع أيضا إلى مناطق خفض التصعيد الرابعة.
وقالت المصادر إن البعض من السكان يرغبون بالرجوع إلى الشمال السوري لكنهم متخوفون من الرجوع، لعدم توفر ممر آمن لعبور المدنيين من مخيم الركبان إلى مناطق الشمال السوري، فيما يواصل عدد كبير من اللاجئين على إصرارهم في البقاء بمخيم الركبان والذي يقع ضمن مناطق خفض التصعيد.
وأكدت المصادر انه يبقى مصير سكان مخيم الركبان مجهولا الى حين وجود حل سياسي في سورية وإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب، أما عن مصير مخيم الركبان ضمن مناطق تخفيض التصعيد سوف تكون النتائج ايجابية من ناحية ادخال المواد الغذائية والطبية من الأراضي السورية إلى المخيم من خلال توفير معابر آمنة للتجار والأهالي لجلب البضائع والخضار والمواد التموينية من الأسواق السورية.
ومن جهته أعلن رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان محمد أحمد درباس أن مخيم الركبان، مخيم منكوب بعد انقطاع الخدمات اللوجستية عنه، وعدم ارسال المساعدات الغذائية والطبية إليه لفترة طويلة، وبعد ترحيل أكثر من 5 آلاف لاجئ من مخيم الحدلات، والذي يبعد عن مخيم الركبان حوالي 70 كلم شرقا إلى مخيم الركبان، الذي ضاعف من معاناة اللاجئين وتسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
وأكد درباس أن زيادة الأوضاع المعيشية صعوبة في مخيم الركبان، جعل العديد من العائلات ترحل إلى الشمال السوري بالرغم من تعرضهم للخطر اثناء عبورهم الطريق، داعيا إلى توفير طريق آمن للعائلات التي تخرج من مخيم الركبان باتجاه الشمال السوري وحمايتهم للوصول الى مناطقهم.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن ترحيل سكان مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان مؤشر على بقاء مخيم الركبان لفترة زمنية أطول، والذي يجعل مصير مخيم الركبان مجهولا في الفترة المقبلة.
وأشار الناشطون إلى أن ترحيل اللاجئين من مخيم الحدلات الى مخيم الركبان ضمن مناطق تخفيض التصعيد جاء لحماية المدنيين بعد اقتراب قوات النظام السوري من حدود مخيم الحدلات، وهذا مؤشر آخر على بقاء مخيم الركبان لفترة زمنية أطول وبقاء مصيره مجهولا.