بالصور .. "الآفاق المستقبلية للاعتماد على الذات والتغيير الاجتماعي" ندوة لمركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا
هوا الأردن - إسلام العياصرة
نظم مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا امس السبت ندوة عن "الآفاق المستقبلية للاعتماد على الذات والتغيير الاجتماعي" جمعية الشؤون الدولية .
وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور معتز الشيخ سالم رئيس الجامعة خلال كلمة القاها في افتتاح اعمال الندوة ان الاعتماد على الذات يتطلب الانطلاق في مرحلة جديدة تستدعي العمل المكثف والابداع والقدرة على الإنجاز والتعاون مع الأخرين والدخول في مشاريع انتاجية تقوم على الصناعة الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار في الادارة والتمويل والمنتجات .
واشار الشيخ سالم الى ان منهج الاعتماد على الذات يتطلب الخروج الكامل من صندوق الأنا نحو فضاء "نحن" ومن ثقافة الاعتماد على الغير وتوقع المساعدات والمنح والإمعان في الاقتراض الى فضاء الجهد الذاتي ، اضافة الى اطلاق العنان امام طاقات الشباب ليعتمدوا في بناء المستقبل على انجازاتهم ورياديتهم مما يتطلب التغيير الذهني للمجتمع من الإدارة الريعية التي توزع الاموال والمكانات والوظائف الى الإدارة التي تبحث عن الكفاءات وتهتم بالإنجاز ، ما يستدعي على المجتمع باكمله نفض غبار التراخي ليتحرك نحو الإنتاج والتطوير ، موضحا ان شعار الاعتماد على الذات والذي اطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني يمثل قضية وطن تستدعي البحث والدراسة باعتبارها مسالة متجددة في ظل التغييرات التي تعيشها لمنطقة والعالم بأسره.
واشتملت الندوة التي شارك بها نخبة مميزة من الباحثين في الاقتصاد والسياسة وعلم الإجتماع والإعلام على اوراق بحثية تناولت اطر ومفاهيم الاعتماد على الذات من عدة محاور .
حيث قدم الدكتور عبدالله عويدات ورقة عمل بعنوان "اشكالية التغيير في المجتمعات العربية " تناولت اهمية الاعتماد على الذات في هذه المرحلة الحاسمة وضرورة الخروج من ثقافة وفلسفة الاعتماد على الغير، مبينا ان الاعتماد على الذات يحتاج الى جهد اجتماعي وانتهاج الشفافية والنزاهة في نمط الادارة للبرامج الحكومية.
واستعرض عويدات نماذج مختلفة لعدة دول نجحت في احلال ثقافة الاعتماد على الذات ونمطية التحول نحو قيام القطاع الخاص بدوره والابتعاد عن الانانية وتشجيع الفاعلية في ادارة الإقتصاد وتحفيز الاستثمار لمواكبة المستجدات المتسارعة والاستفادة من النماذج الدولية لمواجهة معوقات التغيير في الوطن العربيز
من جانبه اشار الدكتور محي الدين توق في ورقته البحثية "متطلبات التغيير" الى ان التغير الاجتماعي صيرورة طويلة المدى وليست حدثا ينتهي فقط، وان التغير الاجتماعي يحدث كنتيجة لعدة تطورات في البيئة الاجتماعية والديمقراطية والعمل الحزبي والتعليم والحداثة وحقوق الإنسان والحريات والمواطنة وصولا الى تشكيل مناخ قادر على احلال التغيير الإجتماعي .
وعرض توق جملة من التغييرات التي احدثتها بعض الدول التي نجحت في التغيير الإجتماعي والتحول نحو الإعتماد على الذات انطلاقا من رؤية واضحة واهداف وخطط واستراتيجيات مدروسة مكنتها من تجنب صراعات فرعية ، وانجتها من مفهوم الحلول الجزئية من خلال اتباع منظومة شاملة من التداربير والإجراءات لضمان التقدم على الصعيدين العلمي والعملي .
بدوره بين الكاتب والباحث محمد ابو رمان في ورقته المعنونة "التغيير المجتمعي والاقتصاد" ان اهمية تأطير سياسات الاعتماد على الذات اردنيا لابد ان يتضمن العلاقة العضوية بين التحول المجتمعي والاقتصادي، مبينا اهمية الوقوف على المعطيات السياسية التي ولد من رحمها مفهوم "الاعتماد على الذات" حيث تم وضعه كاطار لعمل الحكومة الحالية واصبح بمثابة الاطار العام للسياسات المستقبلية وخلق معادلة جديدة تمثل التحول استراتيجياً ومفاهيمياً وسياسياً نحو الخروج من مبدا الاعتماد على الغير .
واشار الى انه لا يمكن الفصل بين مفهوم الاعتماد على الذات وسياسته وادارة المعادلة السياسية الداخلية والخارجية والثقافة الإجتماعية ، والتي لابد ان تاخذ مسارا متدرجا ومرحليا مرتبطا بالسياسات العامة للدولة وبوجود نسق جديد من التفكير السياسي والاقتصادي وبنية العلاقات المختلفة بين الدولة والمواطن لمواجهة ما يحيط بها من ظروف اقليمية غير مستقرة وصعبة.
كما عرض الدكتور ابراهيم عثمان استاذ علم الاجتماع في ورقته التي جاءت بعنوان "التصنيع طريق الى التغيير"، لمراحل تطور الصناعات التي رافقت تطور المجتمع التقليدي الزراعي الى مجتمع صناعي حديث، مبينا ان عدة بلدان صناعية شهدت تحولات ارتبطت بالنمو وعملية التحديث التي تطرقت الى التحول من مجتمع رعوي الى مجتمع حضاري صناعي ذي بنية اجتماعية متباينة اضافة الى التغيرات السياسية والثقافية.
واشار عثمان الى اهمية الاخذ بدراسة جوانب تشكيل هذه المجتمعات والسير وفق عملية تحديث تنطوي على تبني احدث النظم والإجراءات الإدارية وتطوير وسائل الإنتاج والخدمات الصحية والتعليمية وخدمات البنية التحتية .
من جانبها تناولت الدكتورة رولا السوالقة في ورقتها البحثية المعنونة "التصنيع والتغيرات المجتمعية" جوانب الحياة الاجتماعية التي اصبحت رقمية عبر الانترنت ومواقع التواصل في الفضاء المصنع لتتحول الوقائع الاجتماعية الى تفاعل بيئي إلكتروني افتراضي يضم مجموعات للحوار والنقاش والاهتمامات النفسية والايديولوجية والثقافية والعاطفية والسياسية والاقتصادية والادبية المشتركة.
مبينة ان المجتمع الافتراضي ساهم بإعادة تشكيل الوعي الاجتماعي وتكوين الصورة الذهنية في عقول الناس نحو اعادة صياغة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
وفي ختام الندوة التي ادارها الدكتور ابراهيم بدران مساعد رئيس جامعة فيلادلفيا لشؤون العلاقات الدولية دار حوار مستفيض اجاب خلاله الباحثون على اسئلة الحضور وإستفساراتهم.
حضر الندوة حشد من الباحثين السياسيين والأكاديميين والمختصين وممثلي وسائل الإعلاموالمهتمين .