بالصور .. البكري يرعى افتتاح معرض "بوح القرى .. صورة وسرد" في غاليري بنك القاهرة عمان
هوا الأردن - إسلام العياصرة
رعى مدير عام بنك القاهرة عمان كمال البكري اطلاق فعاليات معرض الصور الفوتوغرافية والذي جاء بعنوان (بوح القرى .. صورة وسرد) للكاتب والمصور مفلح العدوان وسط حفل بهيج ضم نخبة من المثقفين والمهتمين .
حيث يضم المعرض الذي قدم فيه الكاتب العدوان شهادات بصرية موثقة بسرد يحكي عن القرى الأردنية ضمن اصدارات بحثية تعتبر مرجعا للباحثين والمهتمين بالفنون والتراث.
واكد البكري على اهمية دعم ورعاية الابداع لتذليل التحديات امام الإبدعات الأردنية التي باتت تحتل مكانة مرموقة وكبيرة في مختلف المعارض الفنية المحلية والدولية مشيرا الى ان بنك القاهرة عمان قد اوجد هذا الغاليري والذي احتضن العديد من المعارض الفنية والتشكيلة لنخبة من الفنانين الأردنيين والعرب بهدف دعم مسيرة الثقافة والفن .
واشار البكري ان بنك القاهرة عمان ومنذ اللحظة الأولى لإطلاق الغاليري قد وجه بوصلة المهتمين نحو عرض إبداعاتهم وايجاد المساحات الفنية التي تليق بهم من خلال دعم البنك المستمر لمثل هذه النشاطات التي تأتي ضمن إطار مسؤولية البنك المجتمعية .
واكد البكري ان بنك القاهرة عمان سيضي قدما نحو تحفيز طاقات الفنانين والمبدعين الأردنيين اسهاما منه بدعم مسيرة الحركة الثقافية والفنية في الأردن .
من جانبه قال مدير الغاليري محمد الجالوس ان هذه المعرض يمثل نوعي للحركة الفنية والثقافية في تسليط الضوء على التراث المحلي وابراز المشاهد البصرية التي باتت تمثل درة وجوهرة عز نظيرها لكثير من الراغبين في الترويح عن انفسهم والعودة الى الزمن الجميل ، داعيا الى الاستمتاع بتجربة غاليري القاهرة عمان والذي يتيح لافرصة امام المتمين والباحثين للإطلاع على ابداعات قل نظيرها .
واضاف خلال كلمة الغاليري : "لقد ظلت بيوت الأردنيون القديمة ، بحجارتها التي قدت من صخور التعب ، الصفراء منها والرمادية ، بيوت حملت أحلام البسطاء وشكلت الوطن بحاضره ، مدنه وقراه , عبر آلاف السنين ، منذ نحت النبطي العربي , بيته الأول وصنع معجزة المكان في البتراء والبيضاء وسهل حوران وجباله التي امتدت من خاصرة بلاد الشام حتى العقبة ، وهي ذات البيوت بأهلها ، عشائرها وحرثوها الذين صنعوا بأيديهم المقدسة ، حاضرة الأردن ، سكانها وملح ترابها الغالي. وهي ذات البيوت التي خرجت للكون ، رجال ونساء , هم ثروتها واغلى ما يملك الوطن ، كما قالها الملك الباني الحسين رحمة الله ، أنها قرى الأردن ، التي امتدت على كامل ترابه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق حتى زيتون الغرب ونهره الخالد ، نهر الأردن , حيث تعمد السيد المسيح عليه السلام ، كلها حملها في قلبه ضيفنا في هذا المعرض الخاص " .
بدوره اعرب الكاتب والمصور مفلح العدوان عن عميق سعادته لمبادرة غاليري بنك القاهرة عمان لإحتضان الإبداعات الأردنية واطلاق العنان امام المثقفين لإيصال رسائلهم ، وقال بمناسبة اطلاق معرض "بوح القرى .. صورة وسرد" انه لابد من الانتصار لتلك الأحاديث المنسية حتى لا تغيب عنا ذات يوم فلا نستطيع التقاطا لها، ولا تدوينا لمنمنمات القصص والحكايا التي تفصلها، وتدخل في تشعبات الذاكرة الشعبية التي تتجه كل الأمم لتدوينها ولو بعد طول غياب. وقرانا لها ذاكرة أيضا، ولها طقوسها ومعارفها، وتفاصيلها التي بدأ يغلفها النسيان حينا، والتبرؤ منها في أحيان أخرى، وهذا بداية المدماك، في سبيل جمع شتاتها، وتدوينها، حينا من أفواه الكهول، وحينا من سواليف العجائز، وأحيانا أخرى من بطون الكتب، وبقايا الصور، ونتف المدونات التي تناثرت فيها على خجل في مرات عديدة، فمن أين يكون البدء والقرى على مدّ البصر حولنا، وما بعضها في الاردن الا بداية هذه المدن التي صارت عجلة الحركة فيها تجعلها تتثاءب بين البداوة والريف حتى وإن غلفتها مظاهر المدينة، وتغيرت منها الأسماء أيضا، والقرى بدء الحضر، ونهاية البداوة، والقرى نكهة الحنطة، وكروم العنب والزيتون، وحين تكون القرية يكون منها مبتدأ مدينة مجاورة ، أو غواية لريف تسرح فيها كل معاني الحياة وتفاصيل تطورها).
واضاف العدوان : "ولعل تلمس اللون، والنور، والظل في الصورة الوثيقة التي تتكشّف من خلالها القرى، يمكن تلمس كثير من تفاصيل نبض الحياة فيها، بتلك التلقائية التي عبرت عنها تلك الأمكنة، كما هي عليه، دون تهويل، ولا تبخيس، وهنا يكمن سر توثيق اللحظة، صورة، مضافة إلى ما يُكتب عن واقع وتاريخ تلك القرى، فيكون التعبير صادقا كسريرة الطيبين، ولكنه محمل، أيضا، بالأسرار والتمائم والحكايات القصص والذاكرة الخاصة بتلك الأماكن التي نحبها، ونَحنّ إليها، كحضن دافئ، آمن، حقيقي، بعيدا عن ضجيج المدينة، وتقلبات أحوالها. إنها مغامرة قراءة مغايرة من لدنّا للنبض الذي يسكن تلك القرى، وللدلالات المعنوية والمادية التي كانت محتجبة طويلا في تلك الأماكن، ولا بد من رفع الحجاب عنها، وفي هذا المقام تكون الإشارة مرة تلميحا، وأخرى تصريحا، ليكون تقديمها ذا عمق دلالي، توصلنا اليه دروب تمر تارة بسرّ من أسرار قرانا، وتارة أخرى بقصة من قصصها، أو بشخصية من أعلامها، ولعل مجمل التاريخ الذي نريد قراءته، كما هو، دون تزويق، ولا تهويل، أو تقليل، يمكن أن نجده ينتظرنا وراء أبواب تلك القرى التي ما إن نطرقها حتى تبدأ صفحات كتاب تاريخ المكان والإنسان كلها تنداح أمام عيوننا".
يشار الى أن بنك القاهرة عمان هو البنك الوحيد الذي لديه غاليري فني في مبنى إدارته العامة ضمن اطار دعمه للثقافة والفنون حيث يعتبر الغاليري حاضنة وطنية وعربية للفنانيين والتشكيليين وموئلا للمواهب الصغيرة التي تتسابق للظفر بجائزة البنك السنوية التي خصصها لأجمل لوحات تعبر عن موضوعات ذات صلة بالثقافة المجتمعية.
حضر الحفل امين عام وزارة الثقافة هزاع البراري وعدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الفني وممثلي وسائل الإعلام المحلية .
شاهدوا الصور :