بالصور .. جامعة عمان العربية تزود الطلبة بمفاتيح المستقبل
مساران تعمل حاضنة الاعمال والمبادرات المجتمعية في جامعة عمان العربية على تكريسهما لدى الطلبة هما: المبادرات، والمشاريع الصغيرة.
و تمثل الحاضنة واحدا من المشاريع التي تجسد فكرة الجامعة في الدمج بين وظيفتين من وظائفها التشجيع على البحث العلمي، والمسؤولية المجتمعية.
فمنذ العام 2016 والحاضنة تعمل بلا كلل أو ملل في تعميم ثقافة العمل الريادي والتطوعي، كما تساعد على تفجير طاقات طلبة تطلعوا لمنصة تمكنهم من تفجير طاقاتهم الابداعية في العمل والتسويق.
تستهدف الحاضنة جميع طلبة الجامعة لكن التركيز منصب على طلبة مساق الريادة والابداع الذي يدرس نظريا مفاهيم الريادة والابداع من خلال كليتي الاداب والاعمال، لكن الحاضنة الان تتيح للطلبة الدمج النظري بالجانب العملي.
نحو 11 مشروعا رياديا من المشاريع الصغيرة، وقد يرتفع لـ 19 مشروعا ينفذها الطلبة بإشراف وتوجيه من أساتذتهم، وبشراكة مع جامعتهم التي توفر لهم الدعم اللوجستي، كما أن نحو 23 مبادرة مجتمعية هي من تفكير وتنفيذ الطلبة امتدت آثارها إلى المجتمع المحلي الذي لمس نتائج الحاضنة الريادية في الجامعة.
ومن ابرز هذه المبادرات الملفتة والتي فكر بها الطلبة ونفذوها مستهدفين المجتمع المحلي، مبادرة(فرحة يتيم) التي استهدفت رسم السعادة على وجوه الايتام في مركز عين الباشا للايتام، وكذلك مبادرة(أنت جوهرة الحياة) التي استهدفت الامهات وكبرا السن بمناسبة عيد الام، ومبادرة (رغيف الخير)، و(فزعة خير) إذ تستهدف الاولى جمع الخبز من متبرعيه وتوزيعه على المحتاجين في محافظتي اربد والزرقاء، والثانية توفر مرافقين لمرضى مستشفى الجامعة الاردنية.
مدير الحاضنة الدكتور مطيع الشبلي، وهو ايضا خبير في الاقتصاد الاجتماعي، يرى أن هذه الحاضنة لها اهداف كثيرة لكن ابرزها تمثل في تفجير طاقات هؤلاء الطلبة وتوجيهها نحو مسارات العمل دون انتظار الوظيفة في مجتمع يعاني من البطالة، فتحول الطلبة لأصحاب مشاريع يأخذونها معهم حتى بعد تخرجهم من الجامعة.
يعمل الطلبة مع مرشدهم الدكتور الشبلي أو، من يعتقد انه مفيد من الاساتذة، في مختبر صغير خصص للحاضنة، فيه عدد من الطاولات المستديرة التي يتحلق حولها الطلبة لمناقشة أفكارهم بصوت عال والاستفادة من المقترحات. كما يلاحظ ان هذا المختبر فيه من المعينات ما يمكن الطلبة من عرض افكارهم وتصميم مخططات لها منشورة على جدارن هذا المختبر.
"كيف تكون رياديا، وكيف تسوق مشروعك"، هما أبرز هدفين يتم التركيز عليهما في هذا المختبر، حسب الدكتور الشبلي، الذي بين ان من المشاريع التي أطلع عليها الطلبة وتمكنوا من تطويرها مشروع أوبر وكريم للنقل باستخدام السيارات الخاصة وباستخدام تقنية الـ( GBS)، أو شحن سيارات الكهرباء الذي قاد التفكير لابتداع استخدام المجال المغناطيسي لشحن هذه السيارات.
يعدد الدكتور الشبلي بعضا من المشاريع الصغيرة والريادية التي ابتدعها الطلبة ومنها السلة الذكية،و هي عبارة عن تطوير لفكرة الشنطة الذكية المستخدمة في عدد من المولات، إذ تخدم السلة الذكية مرتادي هذه المولات في تحديد أسعار المشتريات بمجرد وضعها في هذه السلة وعدم الاستغراق لفترات طويلة عند الصندوق لدفع الثمن.
كذلك هناك مشاريع، يقول الدكتور الشبلي، باستخدام السوشال ميديا او الاستفادة من مميزاتها في التسويق من خلال مشروع (السوشال ميديا سنتر)، ومشروع (مزاد اون لاين) الذي يتيح للمجتمعات البيع للجمعيات الخيرية، ومشروع الـ(Research Center)،والذي يخدم الباحثين في جمع المعلومات، وتحليلها.
استطاعت حاضنة الاعمال والمبادرات المجتمعية ان تستقطب الطلبة، فوصل العدد الان إلى 240 طالب وطالبة، تمثل الاناث نحو 60%، وتفسير هذه السبة بحسب الدكتور الشبلي أن الطالبات والاناث بشكل عام " اكثر إقبالا على هذا النوع من الاعمال بحكم طبيعتهن الريادية".
في هذا الصدد، يؤكد الطالب عمر الكيلاني، وهو من رواد هذه الحاضنة الفاعلين، أنه " دخل هذه الحاضنة وخاض هذه التجربة لانه لا يريد ان يكون تقليديا في عملية البحث عن عمل، وان أصبح صاحب مشروع عمل ريادي بدلا من الانتظار".
الكيلاني صاحب مشروع يعمل على عرض المنتجات المحلية لمشترين في الخارج، أي يمارس ما يدرسه الكيلاني من نظريات في التسويق.
الان الكيلاني لديه شركاء بدأوا في مرحلة تطبيق المشروع الذي عرض على لجنة تحكيم تضم أعضاء هيئة تدريس وأحيانا خبراء من خارج الجامعة، وهذا تتيحه الحاضنة لطلبتها إذ يتم التركيز على كون الفكرة قابلة للتطبيق، وهل هي جديدة، وتحليل العائد من التكاليف.. اي جدواها الاقتصادية.
يستطيع الطلبة ان يطلعوا او يشتركوا في ندوات وورشات ترفع من قدراتهم ومعارفهم في مجال العمل، ومن هذه الفرص التي أتاحتها الحاضنة الاطلاع على تجربة كيفية عروض المشاريع من خلال خبير في الجمعية العلمية الملكية.
غير أن هذه الحاضنة ذات قصص النجاح هذه، تعاني مما يعانيه العمل الريادي من تحديات أبرزها نقص أو محدودية التمويل الذي لا يثني الرياديين من الطلبة ومرشديهم عن الاستمرار في تعزيز مساري الحاضنة: المبادرات، والمشاريع الصغيرة بأفكار خلاقة ذات أثر أيجابي على المجتمع والوطن.