53 % من الشباب يقضون 3 ساعات يومياً على مواقع "التواصل الاجتماعي"
هوا الأردن -
أجمع مشاركون في ندوة بعنوان: شبابنا إلى أين" على ضرورة إيجاد استراتيجية شاملة تعالج هموم الشباب وقضاياهم، وتبتكر الحلول الناجعة لتحقيق طموحاتهم.
وقالوا في الندوة التي نظمتها جمعية أصدقاء الشرطة مساء اليوم الثلاثاء، إن الغفلة عن قضايا الشباب، والعجز عن تحقيق حاجتهم في الوظيفة وأساسيات الحياة، تجعلهم عرضة لأي مغريات قد تخرجهم عن جادة الطريق، مشيرين إلى أن إظهار العجز عن ابتداع الحلول للشباب قد يحولهم لظواهر اجتماعية مؤرقة.
وقال الوزير الأسبق الدكتور هايل الداود، إن أي حل لقضايا الشباب لا يمكن إلا المأسسة ما بين الوزارات والقطاعات والمؤسسات المعنية بالشباب، لطرح برامج جادة من شأنها وضع اليد على مكامن الألم وإعلان شارة البدء، معتبرا أن وزارات الشباب والأوقاف والثقافة والتربية والتعليم العالي والتخطيط، إضافة إلى الأحزاب والمؤسسات المدنية، عليها مسؤولية دينية ووطنية، لإعلان برنامج تشاركي من شأنه ابتكار الحلول السريعة والناجعة لقضايا الشباب.
وأضاف أن المسؤولية الأخلاقية والوطنية تحتم علينا جميعا ألا نترك شبابنا فريسة لمخالب اليأس، وعرضة لمزالق الانحراف والجريمة، مشيرا إلى أن 300 ألف عاطل عن العمل من الشباب، يمكن إحلالهم مكان جزء من العمالة الوافدة والبالغة مليون ونصف المليون عامل.
ودعا إلى ترسيخ منظومة القيم ابتداء من الأسرة والتي هي المدرسة الأولى للطفل، وكذلك في المدرسة والجامعة، لافتا إلى بعض الإحصائيات التي تشير الى أن 30 بالمئة من طلبة المرحلة الثانوية في المدارس هم من المدخنين، وهذا يقود للعديد من المخاوف حول تطوّر هذه الظواهر الى ما هو أكبر منها مستقبلا.
بدوره قال الباحث الدكتور حمدي مراد، إن أخطر ما يواجه الشباب اليوم هو إيغالهم في عالم الإنترنت والفضاء الإلكتروني، الأمر الذي جعل الكثير منهم يستقي قيما دخيلة يزاحم من خلالها نحو التشكيك بالمعتقدات، وإباحة المحرمات، والانجرار خلف القضايا الاباحية.
وقال إن الدراسات اظهرت أن 53 بالمئة من الشباب، يقضون ما مجموعه ثلاث ساعات يوميا، على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا أن جزءا يسيرا من وقتهم يصرف على جوانب علمية وفكرية وما تبقى هدر للوقت.
وقال إن ميدان الفكر يقضي بأنسنة المشتركات بين مختلف الشعوب والثقافات خدمة لهذا الجيل من الشباب، بعيدا عن أي هويات وتوجهات وثقافات، معتبرا أن مشاكل الشباب في العالم تكاد تكون متشابهة في ظل الإنترنت والفضاء الإلكتروني المفتوح، الأمر الذي يحتاج إلى جهود كل المصلحين في العالم لاحتواء هذا الجيل والأخذ بيده.
من جهته قال الإعلامي شاكر حداد، إن التحولات الجوهرية في البنية الاجتماعية للأسرة، واستقاء الشباب ثقافتهم من مصادر غير تقليدية كما كانت في السابق جعلت من الصعوبة بمكان، احتواء الشباب دون وجود برامج متكاملة تبدأ بدعمهم وملازمة حقيقية لهم، تعيد الدفء للعلاقة ما بين الشباب وأسرهم ومجتمعاتهم.
وقال إن من حق الشباب علينا، نخرجهم من دائرة الإحباط ونعيد لهم الأمل، بخطوات واقعية، تعيد ارتباطهم بوطنهم وهويتهم وتمدهم بالسكينة والاستقرار النفسي والاجتماعي والوظيفي.