آخر الأخبار
ticker الهيئة المستقلة للانتخاب: تردنا مئات الاستقالات الحزبية ticker إنهاء مشروع مهارب النجاة على طريق العدسية البحر الميت ticker الأردن: مناقصات بناء مئات الوحدات الاستيطانية تقويض للحق الفلسطيني ticker منتدى الاستراتيجيات يوصي بتطوير النقل والمرافق العائلية بأسعار ميسورة في العقبة ticker الملك يلتقي رئيس أركان الدفاع الهنغاري ticker ألمانيا تدعم برنامج "التحديث من أجل النمو" الأردني بـ 75 مليون يورو ticker بالصور .. الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش ticker أمن الدولة تخلي سبيل النائب السابق محمد عناد الفايز بكفالة ticker "مصفاة البترول" تحيل عطاءات لتوريد 200 ألف أسطوانة غاز و600 ألف صمام ticker مصرع 7 أشخاص وإصابة 11 بتحطم طائرة شحن قرب مطار لويفيل في كنتاكي ticker 40 قتيلا بهجوم على مدينة الأبيض في شمال كردفان بالسودان ticker ترمب يبرر الخسائر الانتخابية للجمهوريين ticker الأردن يشارك بالاجتماع العربي الأوروبي في بروكسل ticker اربد : حادثة اختناق لطالبة أثناء تنظيف صف مدرسي ticker نقابة المقاولين الأردنيين : قضايا تزوير إلى القضاء ticker ماذا يعني الكود الموجود على إشعار حملة الشتاء؟ ticker ارتفاع اسعار الذهب محليا 40 قرشا .. وعيار الـ 21 عند 80.70 دينارا ticker العماوي: تداول السلطة السلمي لن يتحقق إلا وفق رؤية الملك ticker ضبط مطلوبين احدهما محتال بـ 3 ملايين دينار والاخر محكوم بالحبس 20 عاما ticker الأردن 44 عالميا والـ 7 عربيا في مؤشر التنافسية الرقمية

صناعة الأمن الفكري لدى طلبة الجامعات.. ضرورة حتمية

{title}
هوا الأردن -

هوا الأردن - كتب الدكتور فؤاد عيد الجوالدة

 

يُعد مفهوم الأمن الفكري من المفاهيم الحديثة التي لم تُعرف قديماً في ثقافتنا بلفظها، وهدفها في حفظ الانسان والعقل معاً، ويُعد هذا المفهوم ضمن سياق منظومة مفاهيمية متقاربة تتصل بعضها ببعض، لتشكل بناءً متكاملاً.

 

كما يُعد الأمن الفكري ركيزة أساسية للأمن المجتمعي الشامل داخل الدولة لكونه يتعلق أساساً ببناء عقول أبناء المجتمع وثقافتهم وسلوكهم، وحمايتها من الأفكار الهدامه التي تعصف بالبشر والمجتمع، ومن ثم تتضح الحاجة الماسة إلى تناوله وإلقاء الضوء على ماهيته ومهدداته ووسائل تعزيز، بـأنه يحقق للمجتمع تماسكه؛ وذلك بتحقيق التلاحم والوحدة في الفكر والمنهج والغاية، إضافة إلى أن الفكر في أي مجتمع هو الذي يحدد هويته وذاتيته المميزة ، كما أن تحقيق الأمن الفكري لدى الأفراد هو المدخل الحقيقي للإبداع والتطور والنمو لحضارة المجتمع وثقافته.

 

وعليه فإن في تحقيقه حماية للمجتمع عامة وللشباب خاصة ووقاية لهم مما يسقط عليهم من أفكار دخيلة تعج بها كثير من شبكات التواصل والمعلومات، والتي تدفع نحو إحداث تغييرات متتالية ومتضاربة تنعكس آثارها على المجتمعات ككل.

 

وإذا كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، فإنه يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني داخل الجامعات الأردنية، والذي يهدف إلى حفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد، وهذا البعد يمثل ركناً استراتيجياً للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية واستقرار الجامعات التي تدعو إلى أمن الطلبة وأمن فكرهم من كافة الشوائب التي قد يتعرضون لها داخل وخارج الجامعات، وبالتالي أمن الوطن والترابط الرصين للمجتمع الأردني، ومواجهة الأفكار الهدامة والتي تنعكس سلباً على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ لذا يُعد تطوير مناهج التعليم في الجامعات أحد الأساليب الوقائية المهمة والتي تقف سياجاً منيعاً لهذه الاختراقات، وذلك من خلال إدخال مقررات دراسية مصممة بعناية ومناسبة لمستويات تفكير الطلبة، بحيث تتلائم مع طبيعة الدور الكبير للجامعات نحو تعزيز صلابة مجتمعها المدني من أي خروقات قد تحصل. وفي هذا السياق فقد اضطلعت عمادة شؤون الطلبة في جامعة عمان العربية بدور كبير ومميز في تحقيق رسالة الجامعة التي تبنت فلسفة شفافه وقويمه تقوم على الالتزام بقواعد الخلق والصدق والنزاهة والالتزام بمبادئ الحق والعدل والحرية والتسامح وتقبل الرأي الآخر والوسطية، مستمدةً ذلك من الثوابت العربية الأصيلة والقيم والمثل النبيلة. فنشأة الجامعة وتطورها يستندان إلى ما ترتكز عليه الجامعات العالمية المعاصرة، والتي تؤكد على احترام العقل ومنهجه في التفكير.

 

الواقع الآن يحاكي تجسيداً حياً لضرورات تبني صناعة الأمن الفكري لدى الطلبة في شتى الميادين وعلى مختلف الأصعدة التربوية والعلمية والبحثية والمجتمعية داخل أروقة الجامعة، من خلال اقامة الندوات والمحاضرات الفكرية للطلبة داخلها، واستضافة المتخصصين في محاربة الأمن الفكري من قادة الرأي في الأردن ليتواصلوا مع الطلبة في حوار فكري عميق يستند على مبدأ تبادل الآراء والخبرات. وفي نهاية المطاف فإن الجامعات تأتى في مقدمة المؤسسات المجتمعية المنوط بها تحقيق الأمن الفكري لدى طلبتها, وذلك لمسئولياتها ودورها الكبير والقائم على إعداد المواطن الصالح, والعناية بعقله وفكره وحمايته من التطرف والغلو والتفريط, فالجامعات منوطاً بها تحصين طلبتها من الأفكار المتطرفة, وعليها واجب بناء شخصية الطلبة وصقلها بما يتوافق مع القيم الاجتماعية والأخلاقية ضمن منهاج حقيقي ومدروس, بحيث يتم انتقاء محتوياته بشكل دقيق، ويتم إعداده من قبل خبراء ومتخصصين.

 

عميد شؤون الطلبة / جامعة عمان العربية

تابعوا هوا الأردن على