الفيصلي الأقرب للتتويج على حساب الجزيرة
مع اقتراب دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم من الوصول الى خط النهاية، وبقاء 25 مباراة تشكل الجولات الأربع الأخيرة بالإضافة الى مباراة مؤجلة بين فريقي الوحدات والأهلي، يتساءل جمهور الكرة الأردنية، من هو الفريق الأوفر حظا في حسم سباق الأمتار الأخيرة والتتويج بأغلى لقب كروي محلي؟.
وربما تختلط التوقعات مع الأمنيات بالنسبة لتلك الجماهير، في ترجيحها كفة فريق على حساب آخر، وإن كانت الغالبية العظمى منها تتفق على أن كأس الدوري حائر بين فريقي الفيصلي والجزيرة، وإن كان “على الورق” ما يزال فريقا شباب الأردن والوحدات يتمسكان ببصيص أمل قد يراه آخرون سرابا، ويحتاج الى ما يشبه “المعجزة” حتى يتحقق في واقع الأمر.
ومع نهاية الجولة 18، استحوذ الفيصلي على صدارة الدوري برصيد 41 نقطة، متقدما بفارق نقطة عن الجزيرة “40 نقطة” و7 نقاط عن شباب الأردن “34 نقطة” و9 نقاط عن الوحدات “32 نقطة وله مباراة مؤجلة” و12 نقطة عن فريق السلط الذي خرج رسميا من حسابات المنافسة على اللقب، لكن ما يزال يمتلك الحق في المنافسة على “جوائز الترضية”.
من هو البطل؟
هل سيكون الفيصلي بطلا للدوري في الموسم 2018-2019 للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه، أم ينهي الجزيرة حالة الخصام مع اللقب ويتوج باللقب للمرة الرابعة بعد غياب دام 62 عاما فقط؟
وللإجابة عن السؤال السابق، فإن معطيات كثيرة تمنح الفيصلي الأفضلية المشروطة، لأن فارق النقطة وإن كان سيمكن الفيصلي من التتويج باللقب إن بقي الحال على ما هو عليه حتى نهاية المسابقة في الجولة 22، حيث لقاء القمة الذي سيجمع بين الجزيرة والفيصلي وفيه يحتاج الفيصلي الى نقطة، اذا ما حصل كل من الفريقين على 9 نقاط في المباريات الثلاث التي تسبق مواجهة الحسم.
مباراة ذات أهمية قصوى
ومن المؤكد أن المباراة التي ستجمع بين فريقي الوحدات والجزيرة، عند الساعة 7.30 من مساء بعد غد على ستاد الملك عبدالله الثاني، تحظى بأهمية قصوى لمجمل الفرق المتنافسة على اللقب وليس الفريقين المتباريين فحسب، لأن نتيجتها ستحدد بشكل أوضح “خريطة الطريق” الى منصة التتويج، ذلك أن فوز الوحدات سيمنح الأخير قوة دفع إضافية للمنافسة على المركز الثاني على أقل تقدير، وفي الوقت ذاته سيمنح الفيصلي “الضوء الأخضر” للانقضاض على اللقب وحسم الصراع في الجولة قبل الأخيرة على الأكثر، وحتى التعادل فإنه في حد ذاته بمثابة “خسارة” للوحدات والجزيرة، و”هدية” ثمينة سيتقبلها الفيصلي بصدر رحب.
الفيصلي الأفضل بلغة الأرقام
لكن ما الذي جعل الفيصلي يخلط الأوراق ويصعد الى قمة الدوري قبل 4 محطات من نهاية البطولة؟
وللإجابة عن هذا السؤال، فلا بد من معرفة مسار المتنافسين خلال مرحلة الإياب، وما هي أوجه الدعم والإسناد التي جاءت على شكل “هدايا” لم ترفض نتيجة أهميتها؟
الفيصلي أثبت علو كعبه في المباريات السبع التي خاضها خلال مرحلة الإياب، وجعلته يقلص الفارق مع الجزيرة ويتجاوزه بنقطة؛ حيث فاز الفيصلي في ست مباريات متتالية، بعد أن تعثر بالتعادل 2-2 مع العقبة في مستهل المرحلة، لكنه ما لبث أن فاز على ذات راس 2-1 والرمثا 1-0 والسلط 4-0 والوحدات 2-1 والصريح 4-0 وشباب الأردن 4-0، وبلغة الأرقام فإنه جمع 19 نقطة من أصل 21 بنسبة 90.47 %، وسجل الفريق 17 هدفا ودخل مرماه هدفين فقط، وهذا يجسد القوة الهجومية الضاربة والمتانة الدفاعية، وبالتالي لم يأت من فراغ وصف الفيصلي الأقوى هجوما ودفاعا بين الفرق في جميع المباريات الملعوبة، كما ظهر واضحا أن الفيصلي المتجدد والذي يجمع بين عنصري الخبرة والشباب، بات يقدم فريقا قويا مرهوب الجانب، لوجود عناصر فتية يمكنها أن تفرض حضورها على الساحة المحلية أمثال يوسف أبو جلبوش وأحمد عرسان وعمر هاني ومحمد بني عطية وآخرين.
السلط يقدم “الهدايا” ويتعثر إيابا
كذلك لا بد من النظر الى الدور الذي لعبه فريق السلط في خدمة نفسه أولا ومن ثم الفيصلي، حين خطف ست نقاط من الوحدات وأربع نقاط من الفيصلي، ولكنه لم ينل سوى نقطتين من الفيصلي، وبالتالي فإن اجتهاد الفيصلي تلزمه استفادة من تعثر المنافسين على يد فريق السلط، الذي ظهر بشكل متناقض للغاية في مرحلة الإياب، فبعد الفوز على الوحدات 2-1، خسر السلط ثلاث مباريات أمام فرق شباب الأردن 0-1 والفيصلي 0-4 والأهلي 2-3 وتعادل ثلاث مرات مع فرق الصريح 0-0 والبقعة 0-0 والجزيرة 0-0، ما يشير الى أن الفريق جمع ست نقاط من أصل 21 نقطة بنسبة 28.57 %، بعد أن كان جمع 23 نقطة في 11 مباراة ذهابا بنسبة 69.69 %، ما يوضح الفارق الكبير بين المرحلتين، حتى في الجانب التهديفي؛ اذ لم يسجل السلط سوى 4 أهداف ودخل مرماه 9 أهداف في 7 مباريات، بعد أن كان سجل 14 هدفا ودخل مرماه 5 أهداف فقط في 11 مباراة ذهابا.
الجزيرة يهدر الحسم المبكر
من جانبه، أهدر الجزيرة ما فيه الكفاية من النقاط، ما حرمه من إمكانية حسم لقب الدوري في وقت مبكر، فقبل أن تنتهي مرحلة الذهاب بجولتي فقد الجزيرة خمس نقاط، بعد تعادله مع شباب الأردن 1-1 وخسارته أمام الفيصلي 0-1، ثم تواصل هدر النقاط ليبلغ سبع نقاط أخرى في المباريات السبع الملعوبة خلال الإياب، فجمع 14 نقطة من أربعة انتصارات على فرق الحسين 2-0 والعقبة 4-1 وذات راس 2-1 والرمثا 2-1 وتعادلين مع البقعة 1-1 والسلط 0-0 وخسارة أمام الأهلي 1-2 في مستهل مرحلة الإياب، وبالتالي ظهر واضحا أن الجزيرة أهدر على نفسه فرصة كبيرة في أربع مباريات متتالية “آخر مباراتين ذهابا وأول مباراتين إيابا”، حين حصل فيهما على نقطتين وأهدر 10 نقاط كاملة، كلفته فقدان فرصة الحسم المبكر ومن ثم الصدارة.
ويلاحظ أن الجزيرة حصل على معدل 66.66 %، كما لم يسجل سوى 12 هدفا ودخل مرماه 6 أهداف في آخر سبع مباريات.
الوحدات يفقد 15 نقطة مع منافسيه
لكن ماذا عن شباب الأردن والوحدات؟
بالطبع، فإن كلا الفريقين بات يدرك جيدا صعوبة المهمة، وأن الفرصة ربما لا تكون سانحة للحصول على اللقب، ولكن ما يزال هناك أمل للمنافسة على المركزين الثاني والثالث، بهدف الحصول على مكتسبات مالية وإمكانية المشاركة الخارجية.
الوحدات لعب ست مباريات في مرحلة الإياب؛ حيث فاز في أربع مباريات على الحسين 4-0 والصريح 4-2 وشباب الأردن 2-0 والبقعة 3-2 وخسر مباراتين أمام السلط 1-2 والفيصلي 1-2، ما يعني أنه حصل على 12 نقطة من أصل 18 بنسبة 66.66 %، وسجل 15 هدفا مقابل 8 أهداف في مرماه، وهذه الأرقام لا يمكن مقارنتها بأرقام حامل اللقب في الموسم الماضي، لا سيما وأن الوحدات خسر خمس مباريات حتى الآن وهو رقم كبير يشكل صدمة شديدة لأنصار الفريق، وهذه الخسائر الخمس تحققت أمام فرق تنافسه على اللقب، فخسر مرتين أمام السلط 0-1 و1-2 وأمام الجزيرة 0-1 ذهابا وأمام شباب الأردن 0-2 ذهابا وأمام الفيصلي 1-2 إيابا، وهذا يعني أن فقدان 15 نقطة من تلك الفرق أسهم في تراجعه على سلم الترتيب وكذلك تراجع حظوظه التنافسية، ويمكن القول إن خسارته مباراة “الديربي” أمام الفيصلي كانت بمثابة الإعلان شبه الرسمي عن فقدان اللقب.
شباب الأردن يفقد 11 نقطة
أما شباب الأردن، فقد خسر 11 نقطة ولم يحصل سوى على 10 نقاط في مبارياته السبع خلال مرحلة الإياب بنسبة 47.61 %، ولم يسجل سوى 9 أهداف مقابل 10 أهداف في مرماه، بعد أن فاز في ثلاث مباريات على حساب ذات راس 1-0 والسلط 1-0 والحسين إربد 4-0 وتعادل مع الرمثا 2-2، وخسر ثلاث مباريات أمام الوحدات 0-2 والصريح 1-2 والفيصلي 0-4. مشهد قريب
ربما ما يجري حاليا يذكر بموسم 2016-2017، حين وصل فريقا الفيصلي والجزيرة الى الجولة 22 والأخيرة وفي جعبة كل منهما 43 نقطة، وتمكن الفيصلي من حسم الصراع لصالحه برصيد 46 نقطة بعد فوزه على سحاب 4-0 وبفارق نقطتين عن الجزيرة، الذي تعثر بتعادل سلبي مع الأهلي فبلغ 44 نقطة، متقدما بفارق نقطتين عن الوحدات الذي حل ثالثا برصيد 42 نقطة.