عباس: الملك عبدالله الثاني هو الوصي وراعي المقدسات في القدس
قال الرئيس في كلمته خلال الاجتماع العاجل بالجامعة العربية في القاهرة ان الملك عبدالله الثاني هو الوصي وراعي المقدسات في القدس.
وكشف رئيس دولة فلسطيني محمود عباس، السبت، عن رفضه في الآونة الأخيرة، لمرات الحديث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو استلام خطة "صفقة القرن" المزعومة منه، قبل الإعلان عنها.
وقال الرئيس: "قالوا لي أن الرئيس ترامب يريد أن يرسل لي الصفقة لأقرأها، فقلت لن أستلمها، ثم طلب ترامب أن أتحدث معه عبر الهاتف، فقلت لن أتكلم، وبعد ذلك قال (ترامب) إنه يريد إرسال رسالة لي، فرفضت استقبالها".
وأضاف: "رفضت استلام الصفقة والتحدث مع ترامب وتسلم أيّ رسالة منه لأنه كان سيبني على ذلك للإدعاء بأنه تشاور معنا".
وأعلن الرئيس الفلسطيني أنه أبلغ الولايات المتحدة وإسرائيل بإلغاء الاتفاقيات كافة معهما، بما في ذلك الاتفاقيات الأمنية.
وقال: "وجهنا رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي (المنتهية ولايته) بنيامين نتنياهو، وإلى وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أي)، أخبرناهم فيها بقطع العلاقات والاتفاقيات كافة معهما، بما فيها الأمنية، وأن على إسرائيل تحمل مسئولياتها بصفتها دولة احتلال".
وذكر أنه أورد في رسالته التي وجهها إلى نتنياهو والمخابرات الأمريكية: "أن خطة القرن سيكون لها تداعيات علينا وعليكم، ومن حقنا مواصلة نضالنا السلمي المشروع والعمل الشعبي السلمي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة بناء على الشرعية الدولية".
وتابع: "الصفقة مرفوضة جملة وتفصيلا، ولكننا لا زلنا نؤمن بالسلام وبثقافة السلام، على أن يتم إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف لتنفيذ القرارات الدولية (المتعلقة بالقضية الفلسطينية)، لكن دون وجود للصفقة بكل بنودها على الطاولة".
وشدد الرئيس الفلسطيني على أنه لن يقبل أن يسجل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة.
وتابع: "بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم لإسرائيل لم أقبل بهذا الحل إطلاقا، ولن أسجل على تاريخي ووطني أني بعت القدس أو تنازلت عنها، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا"، في إشارة للدول العربية والإسلامية.
وأضاف: "سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22 بالمئة من فلسطين التاريخية والآن يطالبون بـ 30 بالمئة من هذه المساحة المتبقية".
وذكر أن الأمريكيين يريدون أن تكون عاصمة فلسطين "أبو ديس"، وهي قرية صغيرة بمدينة القدس.
وأشار أن الولايات المتحدة وإسرائيل اشترطتا على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل، ليثبتوا حسن النوايا.
وقال: "الأمريكيون يريدون مني القبول بضمّ القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وإلغاء حق العودة ونزع سلاح غزة".
وشدد على أن العالم لن يقبل بالظلم الوارد في "صفقة القرن" المزعومة وسيقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وخاطب عباس وزراء الخارجية العرب بالقول: "سنتحرك إلى جانب العديد من المنظمات الدولية، لتوضيح وجهة النظر الفلسطينية، ولا نريد منكم الوقوف في وجه أمريكا، وإنما تبني الموقف الفلسطيني".
في السياق، قال الرئيس عباس إنه التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 4 مرات، وأن الوفد الأمريكي زار الأراضي الفلسطينية 37 مرة، إلا أن جميع هذه اللقاءات "لم تثمر عن شيء".
وأضاف: "لدي اعتقاد تام بأن ترامب بارك صفقة القرن دون أن يعرف عنها شيئا"، مشيرًا أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي هو الذي عمل على إعداد الصفقة.
وأفاد أنه خلال اجتماعه مع ترامب أبلغه بأنه يؤمن بعدم جدوى السلاح وأنه يريد بناء دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
ولفت عباس أنه خلال وجود نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، لم يحدث أي تقدم بعملية السلام، معتبر أن الأخير "لا يؤمن بالسلام".
ووصل الرئيس الفلسطيني، القاهرة، مساء الجمعة، للمشاركة في أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي يعقد في مقر الجامعة العربية، بطلب من فلسطين.
والثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن"، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.