آخر الأخبار
ticker ندوة في عمان الأهلية حول المنح والفرص والفعاليات الثقافية في الصين ticker د. يزن قموه من عمان الأهلية يفوز بجائزة “أخصائي البصريات 2025 - منطقة الخليج” ticker الهيئة المستقلة للانتخاب: تردنا مئات الاستقالات الحزبية ticker إنهاء مشروع مهارب النجاة على طريق العدسية البحر الميت ticker الأردن: مناقصات بناء مئات الوحدات الاستيطانية تقويض للحق الفلسطيني ticker منتدى الاستراتيجيات يوصي بتطوير النقل والمرافق العائلية بأسعار ميسورة في العقبة ticker الملك يلتقي رئيس أركان الدفاع الهنغاري ticker ألمانيا تدعم برنامج "التحديث من أجل النمو" الأردني بـ 75 مليون يورو ticker بالصور .. الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش ticker أمن الدولة تخلي سبيل النائب السابق محمد عناد الفايز بكفالة ticker "مصفاة البترول" تحيل عطاءات لتوريد 200 ألف أسطوانة غاز و600 ألف صمام ticker مصرع 7 أشخاص وإصابة 11 بتحطم طائرة شحن قرب مطار لويفيل في كنتاكي ticker 40 قتيلا بهجوم على مدينة الأبيض في شمال كردفان بالسودان ticker ترمب يبرر الخسائر الانتخابية للجمهوريين ticker الأردن يشارك بالاجتماع العربي الأوروبي في بروكسل ticker اربد : حادثة اختناق لطالبة أثناء تنظيف صف مدرسي ticker نقابة المقاولين الأردنيين : قضايا تزوير إلى القضاء ticker ماذا يعني الكود الموجود على إشعار حملة الشتاء؟ ticker ارتفاع اسعار الذهب محليا 40 قرشا .. وعيار الـ 21 عند 80.70 دينارا ticker العماوي: تداول السلطة السلمي لن يتحقق إلا وفق رؤية الملك

الحركة السياحية في زمن الكورونا بين التفاؤل والتشاؤم

{title}
هوا الأردن -

هوا الأردن - الدكتور محمد أبو حجيلة


ينقسم المتابعون والمتضررون من أزمة كورونا بين متشائم لا يرى النهاية قريبة، وآخر متفائل يرى أن الخروج من هذا النفق شديد الظلام أصبح وشيكاً جداً، خصوصاً في ظل حديث متزايد عن اكتشاف لقاح فعال، قد يكون المخرج الحقيقي من هذا النفق شديد الظلام سياحياً. ولا بد من التذكير هنا أن هذه الأزمة ما زالت غير قابلة للحل، في ظل اتفاق دولي شبه كامل؛ أنه لا وجود للقاح فعال لهذا الفيروس، وهو ما يجمع الكل على أنه المخرج الحقيقي والوحيد لهذه الأزمة الفتاكة.

 

هذا المقال يناقش منظومة من الشروط التي تساهم في دعم قرار السفر لأي سائح محتمل على وجه المعمورة، وغياب أي عنصر من هذه العناصر سيكون تأثيره بكل تأكيد سلبياً على الحركة السياحية، ببعدها المحلي أو الدولي. من هنا أقول ولطرفي المعادلة -المتشائم منهم و المتفائل- إن عودة الحركة السياحية اعتماداً على هذه المنظومة مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه العناصر، التي لا يمكن التغاضي عن أي واحد منها، ولن نشعر بعودة حقيقية للسياحة إلا إذا تحققت جميعها وبشكل متوازن.

 

العنصر الأول بهذه المنظومة هو ما يسمى بالـ  (Affordability)، ما يعني أن تكون الوجهة السياحية قادرة على تقديم منتج منافس من الناحية السعرية، وتستطيع الفئة المستهدفة شراء هذا المنتج، ويكون بمتناول اليد لأكبر شريحة مستهدفة. أما العنصر الثاني وهو الـ  (Accessibility)، ما يعني أن إمكانيات الوصول لهذه الوجهة السياحية برا وجوا وبحرا متوفرة، من خلال وسائل نقل حديثة ومريحة وذات جودة عالية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذا العنصر يعني كذلك، توفر إمكانيات التنقل داخل الوجهة السياحية نفسها من موقع سياحي إلى اخر، و هو ما باتت الوجهات السياحية العالمية تتنبه له، من خلال تقديم وسائل مواصلات مجانية أو شبه مجانية داخل بعض مدنها نتيجة لادراكها لأهمية هذا العنصر في جذب المزيد من السياح.

 

 لا بد من التذكير هنا، أن هذا العنصر مرتبط ارتباطا وثيقا بالعنصر السابق الذكر؛ فقطاع مواصلات بدون سعر مناسب لن يحقق النجاح المنشود بكل تأكيد. أما فيما يتعلق بالعنصرين الآخرين بهذه المنظومة هما الـ (Safety & Security)، وهما يتعلقان بعناصر لا غنى لأي سائح عنها حتى يحسم قرار سفره. علمياً، حتى لو كانت الوجهة السياحية الأكثر جاذبية على سطح الكرة الأرضية، ولم يتوفر فيها هذين العنصرين، فلن تكتمل عناصر الرحلة السياحية. موضوع الأمن والأمان في الوجهة السياحية في عصر الكورونا، أصبح ذو أولوية قصوى ولا بد من المزيد من الإيضاح حول هذا الموضوع.

 

حتى نتمكن من فهم الترابط الوثيق بين عناصر هذه المنظومة، وخصوصا العنصرين الأخيرين، واللذان أصبحا الأكثر حسما في عصر الكورونا، حيث باتت الدول تتسابق في إظهار صلابتها وجديتها بالتعامل مع هذا الفيروس فيما يتعلق بوسائل السفر أو الإقامة، حتى تحجز نسبتها من الحصة السوقية، و هو ما يعني أن العالم انتقل رسميا من مرحلة الانغلاق على النفس لمقاومة الفيروس، إلى مرحلة التعايش مع الازمة ووقف حجم الخسائر، خصوصا في قطاع السياحة والسفر الأكثر تضررا، والذي بدأت مظاهر استئناف نشاطه شيئا فشيئا تظهر للعيان.

 

بناءً على ما سبق، فإننا ندرك أكثر، أهمية العنصرين الأخيرين، وهما عنصرا الأمن والأمان في الوجهة السياحية، حيث نستطيع الجزم أنهما سيكونان العنصران الحاسمان في المدى المنظور، حيث أصبح اعتماد بروتوكول صحي في المطارات والمرافق السياحية المختلفة من قبل الدول المستضيفة للسياح إجباريا، حتى تستطيع استئناف الحركة السياحية الدولية، والتي تشكل العمود الفقري للقطاع السياحي، وهذا بات يحتم على الوجهات السياحية التي تريد أن تبقى في دائرة المنافسة، أن تبادر وتتبنى أقصى ما يمكنها من إجراءات مرنة ومنطقية وقابلة للتطبيق، وتقوم بتسويق هذه الإجراءات لشركائها الدوليين كما يجب، حتى تستعيد ثقتهم من جديد. بما أن أغلب الوجهات السياحية قررت اتباع سياسة التعايش مع هذا الفيروس، فإن الجهات الرسمية في المملكة معنية بأظهار أكبر قدر من المرونة، وذلك من خلال الاكتفاء بشرط الفحص المسبق للسائح القادم (72 ساعة قبل السفر)، أو أن يكون البديل إجراء فحص عند الوصول للمطارات تظهر نتائجة خلال أقل وقت ممكن، وتضمين التكلفة بتذكرة السفر أو بأي صيغة مناسبة.

 

المملكة تعيش تحد غير مسبوق مع ارتفاع وتيرة الأعداد المصابة بالفيروس وارتفاع أعداد الوفيات وزيادة الضغط على النظام الصحي، ومع ذلك فإن ما تم تناوله هنا، يجيب على تساؤلات الطرفين، المتشائم والمتفائل، فيما يخص وقت عودة الروح لقطاع السياحة والسفر، وهي تساؤلات يبحث الجميع عن إجابة لها، وهو الشيء الذي سيكون نتيجة طبيعية لتحقق هذه المنظومة إذا قارناها بإجراءات بروتوكول صحي مرنة، وبرامج توعية هادفة على المستوى المحلي،  وبغير ذلك ستكون كلها محاولات لن تأتي بنتائج إيجابية إلا إذا اقترنت باكتشاف لقاح فعال تثق به البشرية ويعيد الألق الي عناصر الأمان الصحي في الوجهات السياحية، وهو العنصر الذي تفتقده كل الوجهات دون استثناء في عصر الكورونا مما شكل قاسما مشتركا أكبر لها جميعا في آن واحد.

تابعوا هوا الأردن على