التقييم الوبائي تؤكد أن الاطفال اكثر عرضة للاصابة بكورونا في المنازل
أكدت لجنة تقييم الوضع الوبائي في النشرة الوبائية الشهرية لجائحة كوفيد -19، أن العالم سجل عدد قليل من الأوبئة في المدارس منذ بداية 2020، وفي معظم الإصابات التي سجلت بين الأطفال حصلت العدوى لهم في المنازل.
وقالت اللجنة في النشرة التي تصدر عنها بالتعاون مع وزارة الصحة والشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية، إن حدوث هذه الأوبئة كان في المدارس الثانوية أكثر من المدارس الابتدائية.
وتاليا تقرير اللجنة:
المدارس ووباء كوفيد-19 /خبرات عالمية
الدكتور سعد الخرابشة
سجل عالميا قليل من الأوبئة في المدارس منذ بداية 2020، وفي معظم الإصابات التي سجلت بين الأطفال حصلت العدوى لهم في المنازل وكان حدوث هذه الأوبئة في المدارس الثانوية أكثر من المدارس الابتدائية.
وقد بينت دراسات تتبع المخالطين أن الأطفال الأقل من 10 سنوات أقل عرضة للعدوى وأقل إعدائية ممن هم أكبر في العمر. ومن الأكثر احتمالا في أوبئة المدارس أن الفيروس دخل للمدارس عن طريق الأشخاص البالغين، حيث إن انتقال العدوى بين كوادر الموظفين في المدارس كان الأكثر شيوعا، وبين الموظفين والطلبة أقل شيوعا، أما الانتقال من طالب إلى طالب فكان نادرا.
كما تبين أنه عندما يكون انتشار العدوى في المجتمع منخفضا فإن فتح المدارس لا يؤدي إلى زيادة هذا الانتشار لكن احتمالية حدوث أوبئة في المدارس ترتفع عندما يكون هنالك انتشار مجتمعي واسع للعدوى، وقد بينت الخبرات العالمية أن تطبيق الإجراءات الوقائية والكشف السريع عن الإصابات في المدارس ومتابعة المخالطين قد أدت إلى احتواء أوبئة المدارس.
أما دراسات النمذجة فقد أشارت إلى أن إغلاق المدارس كان له دور أقل في خفض الانتقال المجتمعي للعدوى مقارنة مع إجراءات التباعد الاجتماعي الأخرى. وبشكل عام فإن الإبلاغات عن حالات كوفيد-19 بين الأطفال أقل كثيرا من البالغين حيث شكلت إصابات الأطفال واليافعين حوالي 8% من مجموع الإبلاغات عالميا وتشير الخبرات العالمية أن لدى اليافعين من الأطفال القدرة على نقل العدوى مثل البالغين وأكثر من صغار الأطفال.
وبشكل عام فإن إصابات الأطفال بالمرض تكون خفيفة وأقل شدة من إصابات البالغين ما لم يكن لدى هؤلاء الأطفال أمراض أخرى تجعلهم معرضين للإصابة بأعراض مرضية شديدة.
وبينت دراسات أجريت في المنازل والمجتمع أن الأطفال تحت 9 سنوات أقل عرضة للإصابة بالعدوى من الأطفال بعمر 10-14 سنة، وبينت الدراسات المصلية التي تتحرى عن وجود الأجسام المضادة كمؤشر للتعرض للعدوى أن معدل الانتشار بين الأطفال الصغار في العمر أقل
مقارنة بمن هم أكبر منهم ومن البالغين، وأن الأطفال الكبار يمكن أن يلعبوا دورا أكبر في نقل العدوى مقارنة مع صغار الأطفال.
أما دراسات النمذجة فقد بين بعضها أن قابلية الأشخاص الذين أعمارهم دون 20 سنة للإصابة بالعدوى تعادل نصف قابلية من تقع أعمارهم فوق 20 سنة ثم تزداد هذه القابلية تدريجيا بعد ذلك مع ازدياد العمر.
وبينت دراسات أخرى أن القابلية للإعدائية تزداد أيضا مع زيادة عمر الطفل، وأن الأطفال الأقل من 10 سنوات المصابون بالعدوى يكونون أقل إعدائية من المراهقين والبالغين.
وفي دراسات العبء الفيروسي تبين بأن الأطفال المصابون بالكوفيد-19 ولديهم أعراض مرضية يكون لديهم كمية من الفيروس في الأنف والفم والحلق مشابهة للموجود بين البالغين ولكن بقاء هذا الفيروس يستمر عند الأطفال لفترة أقصر من البالغين وتظهر ذروة الحمل الفيروسي في الجهاز التنفسي للأطفال مبكرا بعد ظهور الأعراض ثم يبدأ هذا الحمل بالتناقص السريع ويطرح الفيروس مع البراز لفترة أطول مقارنة مع البالغين.
وخلاصة ما يتوفر من دلائل ومعطيات علمية عالمية:
1. إن الأطفال والمدارس من المستبعد أن يشكلا عوامل هامة في انتشار العدوى عندما يكون الانتشار المجتمعي قليلا وعندما تكون إجراءات الوقاية المختلفة مطبقة بشكل فعال.
2. يجب أن يفكَر بإغلاق المدارس فقط عندما لا يوجد خيارات أخرى بديلة. وأن تدرس أولوية فتح المدارس للمرحلة الابتدائية قبل الثانوية.
3. ضرورة وجود خطط إدارية ووقائية جاهزة لاحتواء الأوبئة في المدارس قبل معاودة فتحها واستقبال الطلبة.