طفرة أردنية محتملة على "كورونا"
هوا الأردن -
أعلن عضو اللجنة الوطنية لرصد الفيروسات في الأردن، أخصائي علم المناعة، الدكتور عميد عبدالنور، عن أنه "تمَّ حتى الآن الكشف عن 59 طفرة مختلفة في بروتين سبايك الخاص بفيروس كورونا، تجري دراستها في مختبرات خاصة”، قائلًا إن بعض هذه الطفرات "منتشر عالميًا، والبعض الآخر يبدو أنه خاصّ بالأردن”.
وأضاف عبد النور، في تصريحات خاصة له أنه أطلق مشروعًا بحثيًا لمتابعة التغيرات الوراثية لفيروس كورونا في الأردن، موضحًا أن أخصائي علم المناعة الدكتور عيسى أبودية، قاد فريقا بحثيا يضم عددا من الباحثين الأردنيين لـ”دراسة ترتيب التسلسل الوراثي لفيروسات كورونا، منذ ظهور الحالة الأولى في الأردن بشهر آذار (مارس) الماضي، بالتعاون مع خبراء مختصين في علم الأوبئة الوراثي في مركز سكربس للأبحاث في الولايات المتحدة الأميركية وجامعة أوتوا الكندية”.
وأشار عبد النور إلى أن "مختبرات خاصة نشرت الترتيب الوراثي الكامل لحوالي 540 فيروس كورونا معزول في الأردن، خلال الفترة ما بين آذار (مارس) الماضي وكانون الثاني (يناير) الحالي، وتم نشرها على قاعدة البيانات الألمانية العالمية الشهيرة (GISA)”.
وقال "بفضل هذا المشروع، يعتبر الأردن من أوائل الدول العربية التي نشرت بيانات وراثية للفيروس على هذا الموقع”، لافتا الى أن "عدد الشيفرات التي نشرها الأردن حتى الآن تتفوق من حيث الكم والجودة على ما تم نشره من قبل دول الجوار وغالبية دول المنطقة”.
وكشف عبد النور عن ان جهود الفريق البحثي "تنصب الآن على تحليل ترتيب الشيفرة الوراثية لبروتين سبايك الموجود على سطح الفيروس، وذلك للأهمية القصوى التي يؤديها هذا البروتين في التحكم في قدرة فيروس كورونا على الارتباط بالخلايا البشرية والدخول إليها”.
وأوضح أن من شأن هذا "التمكن من التعديل على سرعة انتشار الفيروس أو جسامة الأعراض المرضية التي يتسبب بها أو حتى هروب الفيروسات المُعدَّلة من الحماية التي تسعى اللقاحات الحالية أن توفرها للبشر ضد الإصابة بهذا الفيروس”.
وقال، انه "تم العثور على طفرة معينة في بروتين سبايك يبدو أنها أصبحت خاصة بالأردن، إذ تظهر بأعداد قليلة جداً في دول العالم الأخرى، إلا أنها باتت موجودة في أكثر من 80 % من فيروسات كورونا التي يتم جمعها من المدن الأردنية المختلفة بما فيها عمّان وإربد والزرقاء والعقبة”.
وبين أن هذه الطفرة "بدأت بالظهور في الأردن في الفيروسات المدروسة في الأسبوع الثاني من آب (اغسطس) الماضي بالتزامن مع الزيادة المطردة في أعداد الإصابات التي سجلت في المملكة في تلك الفترة”، مشيرًا إلى أنه تجري دراسة ما إذا "كان لهذه الطفرة دور مباشر في زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا التي شهدها الأردن والتي بدأت في الفترة الزمنية المذكورة”.
واشار عبد النور الى ان مختبرات خاصة "تعمل على عزل عدد من فيروسات كورونا لدى مصابين في الأردن تحتوي على طفرات جديدة فيها تشابه مع بعض الطفرات التي تم العثور عليها مؤخراً في بعض السلالات الجديدة كالبريطانية وجنوب الإفريقية”.
وتابع، يجري الآن "العمل على كشف الترتيب الوراثي الكامل لهذه الفيروسات المميزة بالتعاون مع مركز سكربس وأيضا باستخدام أجهزة عالية التخصص تم تفعيلها لتعزيز قدرة الأردن المحلية على الكشف عن أي سلالات جديدة ظهرت أو قد تظهر مستقبلاً”.
وأكد أن الكشف عن الشيفرة الوراثية الكاملة لهذه الفيروسات سيساعد على "فهم أعمق للسلالات الجديدة التي تم العثور عليها في المملكة ومعرفة ما إذا كانت دخلت إلى الأردن من الخارج أم أنها فيروسات طورت نفسها خلال فترة وجودها في المملكة وأيضا ما إذا كانت هذه الطفرة خاصة بالأردن أم لا”.