بلعاوي : 1114 شخص تخلفوا عن موعد الجرعة الثانية للقاح كورونا
مع انتشار الطفرات المتحورة الجديدة لفيروس كورونا في العالم أجمع والمملكة ظهرت تساؤلات عديدة بخصوص فعالية جهاز ( البي سي آر ) لفحص الفيروس تجاهها وإمكانية اكتشافها بواسطته.
وفي حين أبدى مواطنون تخوفهم من عدم فعاليتها وعدم قدرتها على اكتشاف التحورات الجديدة، لأنه على الرغم من إصابة بعضهم بالأعراض الكاملة لكورونا كان فحص ( البي سي آر ) يعطي نتائج سلبية ( لأكثر من مرة )، أكد أطباء متخصصون في تصريحات الى الرأي ان هامش الخطأ في الفحص واردة، ومع ذلك من الضروري ان يتم تحديث الأجهزة بحيث تستطيع ان تلتقط الطفرات الجديدة المتحورة.
وفي السياق ذاته، كشف عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية واستشاري العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي للرأي، عن ان 1114 شخصا تخلفوا عن موعد الجرعة الثانية لأخذ لقاح كورونا الذي كان من المفترض ان يأخذوها خلال الأسبوعين الماضيين، مطالباً بضرورة ان تعمل ان تعمل المختبرات على تحديث بروتوكولات اختبارات الفيروسات المتحورة.
ودعا الجميع الى عدم التساهل، نظرا لوجود بوادر موجة جديدة للفيروس في المملكة وارتفاع اصابات الطفرات المتحورة.
من جانبه قال اختصاصي علم الجراثيم الدكتور أكثم حدادين قال انه من الممكن ان يكون الاشخاص الذين قاموا بعمل فحص كورونا وكانت نتيجتهم سلبية مع ان جميع اعراض كورونا لديهم مصابون بالإنفلونزا العادية لأن وصف الحالة المرضية والاعراض لا تختلف كثيراً بينهما، غير ان ذلك لا يمنع من وجود نسبة للخطأ في أجهزة البي سي آر، مؤكدا على ان يقوم هؤلاء الاشخاص بعد 3 اسابيع من إصابتهم بعمل فحص الاجسام المضادة للتأكد من إصابتهم بكورونا ام لا.
واعتبر ان التحورات الجديدة لفيروس كورونا من الممكن ان يؤثر على فعالية اجهزة البي آر وقدرتها على اكتشاف ذلك، إلا انه يجب الانتظار الى حين اثبات ذلك من قبل مؤسسات دولية معتمدة كمنظمة الصحة العالمية.
وعن تباين بعض نتائج البي سي ار أحياناً، بين حدادين ان هذا وارد لعدة اسباب تتعلق بطريقة أخذ العينة، ونقلها والعملية التي تتم بالمختبرات واختبارها، متسائلاً في الوقت نفسه عن الية التحقق من كفاءة بعض المختبرات لأن فحص كورونا يحتاج مهارة وخبرة وضبط وإصدار نتيجة مخبرية جيدة.
غير ان البلعاوي اوضح ان هامش الخطأ اصلا بالنسبة لفحص فيروس كورونا وارد، متوقعاً ان تقل حساسيتها ونوعيتها في التقاط الفيروسات المتحورة، خصوصا الطفرة الجنوب افريقية "E484k”.
وأضاف انه من الضروري ان تعمل المختبرات على تحديث بروتوكولات اختبارات الفيروسات المتحورة لكورونا، بحيث تستطيع ان تلتقط الطفرات الجديدة، فالأجهزة تلتقط التركيبة الأولى من الفيروس، لكن التحورات لا تتعرف عليها، ولهذا تقل حساسيتها وفعاليتها في التقاط طفرات فيروس كورونا المتحورة.
ومن الممكن حسب بلعاوي ان يتم التحديث على نفس اجهزة البي سي ار الموجودة أصلاً، دون الحاجة لأجهزة جديدة، لتكون قادرة على التقاط الفيروسات المتحورة الجديدة.
واكد بلعاوي انه خلال الـ 24 ساعة الماضية تم مخاطبة 1114 شخص لغاية تخلفهم عن أخذ الجرعة الثانية من لقاح كورونا، والتي من المفترض ان يأخذوها من الرابع حتى التاسع عشر لهذا الشهر، اي تقريباً خلال الاسبوعين الماضيين، وقد تمت إعادة جدولة مواعيدهم.
وأضاف ان 60 % من الأشخاص الذين تخلفوا عن أخذ الجرعة الثانية كانت اسبابهم معظمها غير مهمة كانشغلاتهم او نسيانهم للموعد وغيرها، في حين غيرهم كان لأسباب مرضية كالرشح او حدوث الحمل او الخوف، واخرين بسبب اصابتهم بكورونا وبالتالي تم تأخير جرعتهم لثلاثة اشهر اخرى.
كما ان 10 % من الذين تخلفوا عن اخذ الجرعة الثانية وفق بلعاوي لم يرغبوا بأخذها، اما الباقي 30 % كان منهم من توفي او أرقامهم مفصولة او خاطئة، ومنهم من لم يجب على مكالمات فرق اللجنة، داعياً الجميع بتحمل المسؤولية المجتمعية والالتزام بموعد أخذ اللقاح دون استهتار او لا مبالاة، لأن من لم يصب بكورونا سابقاً تبقى لديه الاستجابة المناعية غير مكتملة، وبالتالي احتمالية اصابته بالفيروس كبيرة.
ولفت الى ان وزارة الصحة لا تأل جهداً في متابعة الأشخاص الذين تخلفوا عن مواعيدهم لأخذ اللقاح، حيث توجد هناك 3 فرق للجنة اليقظة الدوائية، منها من يتواصل مع الاشخاص الذين تلقوا اللقاح للإطمئنان على صحتهم والاستفسار عن اية اعراض او اثار جانبية، وفريقا للتواصل مع الاشخاص الذين تخلفوا عن أخذ الجرعة الثانية من اللقاح لمعرفة الأسباب والتأكد من رغبتهم بأخذها، وآخرين للتواصل مع الذين اصيبوا بكورونا على مدار الساعة.
وعن انتشار الطفرات المتحورة لكورونا في المملكة وانعكاساتها، اشار بلعاوي الى تحذيراته في تقارير سابقة عن وجود موجة جديدة للفيروس وارتفاع في الاصابات بسبب سرعة انتشارها، وذلك يعود لفتح القطاعات ذات الاختطار العالي خصوصا المدارس، والتراخي على المستوى الفردي والمؤسساتي في الالتزام بالاجراءات المطلوبة.
وكان بلعاوي حذر في وقت سابق من فتح المدارس والجامعات، سيما في ظل انتشار الفيروسات المتحورة لكورونا، إذ ان هناك دلائل أكيدة بينت انها أسرع انتشارا بين الأطفال، مشدداً على انه لا يوجد هناك أي سبب لإدخال الطلاب في وضع حذر جداً وعدم وجود لقاحات كافية، وان اتخاذ اجراءات تضمن سلامتهم وضمان عدم انتشار الفيروس والاصابات بينهم بشكل أكبر يعتبر أولوية.