مستشار أوبئة: كمية كبيرة من المطاعيم ستصل الأردن خلال شهر
توقع استشاري الأوبئة في الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية د. عادل البلبيسي أن يصلنا خلال شهر كمية كبيرة من المطاعيم، فالحكومة تجري الآن مفاوضات لاستيراد المطاعيم اللازمة للتوسع في عمليات التطعيم مع "أسترا زينكا" البريطاني و"ساينو فارم" الصيني. حينذاك يمكن تطعيم 50 إلى 60 ألف شخص يوميًا، والإمكانات لتحقيق ذلك موجودة.
وقال إن الحكومة اتفقت في البداية مع شركة :"فايزر" على توريد كمية محددة كل أسبوع، ولما وصلت أول كمية، تبين أنها ناقصة، ومن ثم لم تعد الكميات تأتي بشكل منتظم، وهو ما شكل معضلة، فمن حيث المبدأ المشكلة لدى شركات الأدوية التي لا تفي بالتزاماتها.
وأضاف أن غياب العدالة في توزيع المطعوم على المستوى العالمي هو أكبر تحدي تواجهه الدول المختلفة، فعشر دول استولت على 75 - 80% من الإنتاج العالمي من المطاعيم، وهي لا تشكل أكثر من 16% من سكان العالم. وحينما نعلم أن حوالي 130 دولة حول العالم لم تصلها أي كمية من المطاعيم، يصبح غياب العدالة في التوزيع واضحة جلية.
وبين أن الوصول إلى المناعة المجتمعية يحتاج إلى تطعيم ما بين 70 إلى 80% من السكان، صحيح أن وزارة الصحة قدرت في آخر دراسة لها أن نسبة الإصابة في الأردن وصلت 35% من عدد السكان، ما بين المصابين المسجلين، والمصابين الذين لم يفحصوا، وأولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض، لكن للوصول إلى المناعة المجتمعية عبر إصابة عدد كبير من الناس ثمن باهظ من حياة البشر.
وأشار إلى أن التحورات في الفيروس كثيرة، غذ وصلت إلى أكثر من 4 آلاف طفرة، لكن أغلبيتها الساحقة تحورات غير ذات أثر واضح، أما التحورات الرئيسية فهي ما أطلق عليها السلالات البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية، وأكثرها الآن انتشارًا هي البريطانية، إذ إنها موجودة منتشرة اليوم في 90 دولة حول العالم.
وهذه الطفرات في السلالات الثلاث حدثت في المكان الذي يلتصق بجسم الإنسان، لكن السؤال الذي يجري تداوله اليوم: هل هذه الطفرات لصالح الفيروس أم لصالح البشرية؟
لا أحد حتى اللحظة قادر أن يجيب عن هذا السؤال، فالسلالات الثلاث تنتشر بسرعة، وهو ما يجعلها أكثر خطورة، إذ إنها أصبحت تتسلل إلى جسم خلايا الإنسان عبر مساحة أوسع من السابق، وهو ما جعلها أكثر وأسرع انتشارًا، لكن من جهة أخرى هذا التوسع جعلها أكثر عرضة لهجمات الأجسام المضادة لدى الإنسان، فالتوسع في الانتشار قد يشكل فرصة لسرعة اصطياد الفيروس.
وقال إننا نشهد في الأردن تصاعدًا كبيرًا في أعداد الإصابات، وهذا يفترض أن يشكل قلقًا لدينا وليس خوفًا، فأولًا ما زالت الوفيات منخفضة، وثانيًا في أسوأ الظروف التي مرت علينا، حينما تجاوزت الإصابات في بعض الأسابيع 30 ألف إصابة، لم تتجاوز نسبة إشغال المصابين بالوباء في المستشفيات 22% من الطاقة الاسيعابية، وكذلك النسبة نفسها بالنسبة لغرف العناية الحثيثة، ولم تتجاوز نسبة إشغال أجهزة التنفس 9%، ما يعني أننا جاهزون للمواجهة بإمكانات طبية كافية.
أما بخصوص حظر يوم الجمعة الذي يجري تداوله، فأكد أنه من حيث المبدأ لا يوجد أي دراسات تفيد بأن الحظر يوم الجمعة يخفض أو يزيد عدد الإصابات، لكن حظر يوم الجمعة أو الجمعة والسبت ليس اختراعًا أردنيًا خالصًا، ففي دول كثيرة، ومنها دول في الجوار كان الحظر يوم أو أكثر. لكن بالتأكيد فإن الحظر أو الإغلاق الكلي، كما حدث في شهر آذار الماضي، أصبح من الماضي.