دراسة: إغلاق دور العبادة أثر نفسيا وروحيا واقتصاديا واجتماعيا على الأردنيين
أعلن المعهد الملكي للدراسات الدينية ومؤسسة فريدريش ناومن من أجل الحرية في الأردن، نتائج الدراسة حول "حرية العبادة في الأردن خلال جائحة كوفيد-19" والأنظمة المعمول بها وآثارها على الحرية الدينية.
وبحثت الدراسة بحسب بيان صحفي للمركز السبت، في أثر جائحة كوفيد-19 على حرية العبادة الدينية والتغيرات التي طرأت عليها، بسبب حالة الإغلاق في الأردن، وما أفرزته الجائحة من مساحة للنقاش في مختلف المواضيع.
وخلصت الدراسة إلى أن اغلاق دور العبادة جاء بهدف الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، وأن من حقّ الدولة الأردنيّة استخدامَ كلّ الوسائلِ لحمايةِ الصّالح العام وصحّة المواطنين بمّا لا يتعارضُ مع الدستور رغم صعوبة ونتائج بعضها.
وأكدت الدراسة أن النسبة العظمى من المواطنين تأثرت بقرار إغلاق دُور العبادة على المستوى الروحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، ما دفع العديد من الجمعيات والمؤسسات الدينية للمساعدة في التخفيف من الآثار الاقتصادية للجائحة.
وبينت الدراسة أن رجال الدين قاموا بدور إيجابيّ خلال الحَجْر من خلال إنشاء صناديق للمعونات والتبرعات، بالإضافة إلى دورهم في توعية الأفراد عبر خطب وصلوات الجمعة، لطمأنة الناس وحثهم على الابتعاد عن الخوف والتوتر خلال الأوقات الصعبة التي فرضتها الجائحة.
كما أكدت نتائج الدراسة، أن الحَجْر لم يؤثّر على ممارسة الشعائر الدينيّة، بل ساهم في زيادة ممارستهم لتلك الشعائر، مشيرة الى أن الجائحة أظهرت التكافل في المجتمع الأردني، بعد أن برزت العديد من المبادرات الفردية التي أظهرت قدرة الأردنيين على العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
ودعت الدراسة في توصيات، إلى إيلاء مساحة أكبر للاهتمام بالصحّة النفسيّة، وزيادة التنسيق بين الحكومة وصنّاع القرار ومنظّمات المجتمع المدني، ورجال الدين والإعلاميّين والخبراء من التخصّصات المختلفة، بما يؤدّي إلى مشاركة المعلومات القائمة على الأدلّة حول الوباء من أجل تعزيز الجهود للاستعداد والاستجابة للأزمة.
وأوصت بأهمية التعاون مع منظّمة الصحّة العالميّة لضمان مشاركة المعلومات الدقيقة مع المجتمع ومواجهة ومعالجة المعلومات الخاطئة، إلى جانب زيادة التعاون لتطوير الخطاب الديني، ونشر مفاهيم التعدّديّة وقبول الآخر.
وأكدت التوصيات ضرورة مرافقة عمليّة سنّ التشريعات، رفع مستوى الوعي بأهميّة العيش المشترك، ومبدأ الوحدة في التعدّد والتنوّع للحدّ من التمييز، وخطاب الكراهيّة، ووصمة العار في حالة الإصابة بالوباء.
وأشارت التوصيات إلى أهمية زيادة الوعي حول العمل التطوّعي، ودعم المبادرات الشبابيّة، وتفعيل دور التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعيّ بشكل أكبر لتقييم مخاطر الجوائحِ بشكلٍ عام من أجل رفع نسبة التأهّب لمواجهتها، فضلا عن زيادة الأبحاث العلميّة، والدراسات المعمّقة متعدّدة التخصّصات حول الأوبئة واللُقاحات للاستفادة منها مستقبلاً.