آخر الأخبار
ticker باريس يقصي ليفربول مبكرًا من دوري أبطال أوروبا ticker الأشغال: انهيار مبنى مطحنة حوارة نتيجة عدم التزام المقاول بخطة الهدم ticker بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ticker 70 ألفًا يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ticker حزب العمال يدعو رئيس النواب إلى رفع الحصانة عن الجراح ticker وفاة سائق جرافة أثناء عمليات هدم مبنى في إربد ticker التطوير الحضري: مشروع الأراضي السكنية للمواطنين بدون دفعة أولى ticker السمرات يؤدي اليمين القانونية أمام الملك رئيسا للنيابة العامة ticker الإنذار لمدير مدرسة ومستخدم بعد محاصرة 6 طلبة داخلها ticker شكر على تعاز بوفاة المهندس محمد مظهر عناب ticker ارتفاع الاسترليني أمام الدولار وتراجعه مقابل اليورو ticker تصدير 24 ألف رأس ماشية للأسواق الخليجية ticker ارتفاع الإنتاج الصناعي 2.76% في كانون الثاني الماضي ticker الشبلي: تثبيت التصنيف الائتماني للأردن سينعكس إيجابيا ticker 7.5 مليون دينار لإعادة تأهيل شبكات المياه في بلدية النسيم ticker تسوية 459 قضية ضريبية لمكلفين وشركات ticker موافقة حكومية على السياسة الأردنية للشمول الرقمي ticker اتفاقية لاستمرار تشجيع وحماية الاستثمار بين الاردن والسعودية ticker بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع ticker تراجع أسعار النفط عالميا وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد

رسالة عمّان .. رسالة لكلّ الأزمان

{title}
هوا الأردن -

هوا الأردن - كتب الدكتور أحمد ناصرالدين

 

في السابع والعشرين من رمضان قبل سبعة عشر عامًا، وتحديدًا في عام 1425ه/2004م، أصدرت المملكة الأردنية الهاشمية بيانًا مهمًّا ومتميّزًا بمبادرة من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، حمل اسم (رسالة عمّان)؛ بهدف تقديم الإسلام للعالم أجمع بصورته النقيّة البهيّة الناصعة، وشرح تشريعاته الناظمة للعمل الجماعي المشترك في إطار وحدة واحدة، وتأكيد تعليماته السمحة للعيش الحرّ الكريم في مجتمع واحد تتعدّد أطيافه، وتتوحّد رؤاه، وتتوافق تطلعاته لحياة حرة كريمة تسمو بالإنسان.

 

وتُعدّ (رسالة عمّان) رسالة الهواشم الأحرار لردّ الشبهة عن الإسلام، ولمواجهة من يتعرّضون له بالتشويه والافتراء، من خلال تأكيد أنّ الإسلام الذي جاء خاتمة للأديان السماوية كافة، تتوحّد تحت رايته مضامينها الفكريّة، ويدعو لمكارم الأخلاق التي دعت إليها، في الوقت الذي يشكّل في اعتداله وتسامحه ورقيّه ثقلًا يحفظ الحياة الإنسانية من المصائب والشرور الناجمة عن الاختلاف العقديّ أو الفكريّ، وغيرهما من مسببات الاختلاف بين الأقوام، وقد حدث في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ما يؤكد ذلك؛ إذ حلّ بوجوده السّلام، وانتشر بفضل حكمته الوئام بين أطياف المجتمع كافة: مسلمين ومسيحيين ويهود، وسادت صفة التعايش بينهم وفق ضوابط ناظمة لحياة مشتركة، مستهدين بالإسلام العظيم، دين السّلم والسلام.

 

لقد دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق، وحثّ على التسامح والعفو، ومنع الاعتداء على حقوق الآخرين، وأوجب احترام العهود والمواثيق التي كانت تنظم العلاقات بين أصحاب الديانات المختلفة في المجتمع الإسلاميّ الكبير، وحرّم الغدر والخيانة، وجمع تحت جناحيه أخوة اجتمعوا على فكرة جمعت بين الأديان السماوية كافة، وهي فكرة التوحيد التي جعلتنا نؤمن بتلك الأديان، وبأنبيائها، وبالكتب السماوية المنزلة عليهم، رافضين التعصّب والعنصرية، مؤمنين بقوله تعالى: " لا إكراهَ في الدّينِ قدْ تبيّنَ الرُّشدُ من الغَيّ".

 

وبعد، فما زال الإسلام قادرًا على السموّ بحياتنا الإنسانيّة، في حال حرصنا على تطبيق شرائعه، واتّبعنا ما دعا إليه من التوازن والاعتدال والوسطيّة؛ لنضمن عيشًا تشاركيًّا هانئًا بعيدًا عن التعصب الذي ترفضه جميع الأديان السماويّة. وما زالت عمّان بحنكة قادتها الهواشم، وبحكمة أحرارها الغيورين على الدين الإسلامي العظيم مدينة الوئام والسلام، حاضنة الفكر المعتدل، وراعية المواقف العقلانيّة، محاربة الإرهاب، ورافضة التعصّب والعنصريّة، وما زالت رسالة عمّان وستبقى صالحة لكلّ زمان؛ لأنها شكّلت ميثاقًا إنسانيًّا وأخلاقيًّا عالميًّا، يقوم على التوازن، والاعتدال، والوسطيّة، ويدعو لاحترام العهود والمواثيق، وتحقيق الرحمة والخير للناس أجمعين؛ الأمر الذي أتاح لها أن تُوقّع من مئات القادة الدينيّين والسياسيّين، وأن تُترجم إلى لغات عديدة، وأن تنتشر بين أنحاء العالم كافة، وأن تبقى نبراسًا يضيء طريق التعايش الآمن، والعيش المطمئن.

 

فكلّ رمضان وعمّان والعالم أجمع بسلام، وأنتم بخير ووئام.

تابعوا هوا الأردن على