%91 من فتيات الأردن لا يثقن بصفحات السياسيين على الإنترنت
أظهرت دراسة أجرتها منظمة بلان انترناشونال أن 90 % من الفتيات الأردنيات يتابعن الانترنت، فيما أكدت 9 % فقط منهن ثقتهن بالسياسيين كمصدر للمعلومات على الشبكة.
وكشفت نتائج الدراسة التي اجرتها المنظمة وحملت عنوان "فجوة الحقيقة” مؤخرا، وشملت دولا عدة الى جانب الاردن، أن نسبة اهتمام المستطلعة آراؤهن بالتغير المناخي واوضاع الطقس يبلغ 40 %، وبآخر الأخبار والمستجدات 34 %، في حين تذيلت قضايا المساواة بين الجنسين والعنف الاسري والعنف ضد المرأة والصحة الإنجابية القائمة.
وبينت النتائج التي شملت استطلاع اراء 1000 فتاة، أن نحو 90 % من العينة المستطلعة يتابعن الانترنت، فيما قالت 42 % منهن أن الانترنت ساعدهن في الوصول الى فرص تعليمية، في حين ساهمت معلومات الشبكة في تغيير مواقف وآراء 41 % منهن، و33 % استفدن من معلومات صحية.
وقالت 17 % منهن ان الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدهن على ايجاد فرص عمل، وبالنسبة ذاتها ساعدتهن الشبكة في اختيار مرشحين للتصويت لهم، كما ساهمت في تغيير القناعات السياسية لدى 13 % منهن.
وقالت 31 % منهن إنهن تمكن من التعرف على اشخاص يحملون أفكارهن نفسها.
وبدا تأثير الانترنت واضحا خلال فترة الجائحة، اذ افادت 28 % من المستطلعة آراؤهن أن الشبكة ساهمت في التأثير على قراراتهن بشأن الحصول على اللقاح، كما قالت 26 % إنها غيرت آراؤهن بشأن اجراءات الوقاية، مثل ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
وحازت المواقع الالكترونية للمؤسسات التعليمية على المرتبة الاولى في الثقة بها كمصدر على الانترنت، وبنسبة بلغت 46 %، تلتها المواقع الحكومية بنسبة 38 %، اما نجوم السوشال ميديا والمشاهير فحازوا على 21 % و22 % على التوالي، وبنسبة تفوق القيادات الدينية التي بلغت 18 %، فيما تذيل السياسيون القائمة بـ9 %.
وبينت الدراسة ان المعلومات الزائفة التي تُنشر على شبكة الإنترنت أدت إلى شعور خمس الفتيات (20%) بعدم الأمان جسدياً.
ويتضّمن البحث دراسةً استقصائية هامة ضمت أكثر من 26 ألف فتاة وشابة من 26 دولة (بما فيها الأردن)، أظهرت أن التعرض للأكاذيب والكلام المغلوط يترك أثراً عميقاً في كيفية تعاملهن مع الكثير من القضايا، بدءا من الجائحة إلى القضايا السياسية.
وفي أول دراسة عالمية واسعة النطاق تبحث في الأثر الجندري للمعلومات الزائفة والمضللة على شبكة الإنترنت، أظهرت الدراسة أن 8 من بين كل 10 فتيات وشابّات وجدن أن المعلومات الزائفة و/أو المضللة أثرت عليهن.
واظهرت الدراسة التي جرت في الأردن أن المعلومات الزائفة والمضللة على الإنترنت عرضت اليافعات والنساء الشابّات إلى تبعات على صعيد الصحة النفسية، حيث قالت 41 % منهن إنّهن شعرن بالحزن أو الاكتئاب أو التوتر أو الخوف او القلق، فيما شعرت 11 % منهن بعدم الأمان الجسدي.
وأشارت المقابلات المتعمقة التي أجرتها منظمة بلان إنترناشونال إلى أن الفتيات يشعرن بعدم الأمان أثناء التعاملات على الإنترنت، والتي زادت من حدة التوترات الاجتماعية داخل المجتمعات.
وأشارت أخريات إلى قلقهن من فعاليات وهميّة تروج على مواقع التواصل الاجتماعي وتُعرضهن لخطر جسدّي، أو إلى نصائح طبية غير موثوقة يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بصحتهن.
ودعت المنظمة الحكومات إلى تثقيف الأطفال والشباب في المعرفة الرقمية، حيث كشفت النتائج عن تبعات حقيقية للمعلومات الزائفة والمضللة تلحق بالفتيات والنساء الشابّات.
وأكدت أكثر من ربع المشاركات في الدراسة
(28 %) تصديقهن للخرافة أو الحقائق المزيفة حول فيروس كورونا، فيما أبدت (%25) شكوكهن فيما إذا كان عليهن فعلاً أخذ مطعوم الفيروس.
وفي الأردن، كانت المعلومات على الإنترنت مهمةً جداً بالنسبة للفتيات والشابّات خلال الجائحة، حيث قالت 26 % منهن إنّهن غيّرن سلوكهن خلال الجائحة، وأفادت 28 % أن المعلومات على الإنترنت أثّرت على قراراتهن حول أخذ المطعوم من عدمه.
وقالت المستطلعة آراؤهن إن الموضوع الأول الذي رأين بشأنه معلومات مغلوطة و/أو مضلّلة كان حول جائحة كورونا (56 %)، يليه التغير المناخي (%35) ثم الأخبار والشؤون الجارية (31 %).
كما أظهر الاستطلاع أنه لا يوجد مصدر واحد على شبكة الإنترنت تثق غالبية المشاركات في الدراسة من جميع الدول بتقديمه معلومات موثوقة، وينطبق هذا الحال على نتائج الدراسة في الأردن أيضاً، فيما كانت المؤسسات التعليمية هي المصدر الأكثر وثوقاً من قبل المشاركات في الدراسة، حيث حصلت هذه المؤسسات على ثقة لامست نصف
المشاركات (46 %).
علاوةً على ذلك، يؤمن نصف الفتيات والشابّات في الأردن (50 بالمائة)، وفق الدراسة، أن منصات التواصل الاجتماعي تحتوي على أكبر نسبة من المعلومات الزائفة، خصوصا موقعي "فيسبوك” و”تيك توك”.
وقالت منى عبّاس مديرة مكتب منظمة بلان إنترناشونال في الأردن أنالدراسة أوضحت أن للمعلومات الزائفة والمضللة على شبكة الإنترنت عواقب وخيمة، فهي خطيرة وتؤثّر على صحة الفتيات النفسيّة، كما أنها تمثل عقبةٌ أخرى تؤثر على انخراطهن في الحياة العامة انخراطاً صحيحا وآمنا.